النفط الليبي المهرب.. ملفات سوداء تركها صنع الله
كشفت مصادر لـ"العين الإخبارية" النقاب عن أن الرئيس السابق للمؤسسة الوطنية للنفط، مصطفى صنع الله، كان على علم بعمليات تهريب الوقود.
وقالت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن تهاون صنع الله نتج عنه ولادة مافيا تهريب الوقود والاتجار بها في السوق السوداء بمناطق عدة من ليبيا.
وأضافت أن صنع الله غض الطرف عن عديد من التقارير التي أوضحت الآلية التي من خلالها يتم تهريب الوقود إلى دول الجوار المحاذية لحدود ليبيا الجنوبية.
وتابعت المصادر أن الوقود في الجنوب الليبي لا يتوفر بالسعر الرسمي، وهو 15 قرشا بسبب رفض صنع الله إنشاء مصفاة للتكرير في وادي الشاطي مطلع عام 2018، الأمر الذي نتج عنه انتشار محطات توزيع الوقود المهرب بسعر مضاعف عشرات المرات.
وأشارت المصادر إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط في فترة الرئيس السابق كانت تستطيع إيقاف المحطات المخالفة والتي تبيع حصتها للسوق السوداء، لكن صنع الله لم يهتم بالملف.
مسالك متعرجة
وينشط المهربون في مناطق عدة من جنوب ليبيا في تجارة الديزل والبنزين لدول الجوار، حيث تقطع صهاريج الوقود مئات الكيلومترات من العاصمة طرابلس إلى حدود النيجر وتشاد ومالي.
وتتجه قوافل الوقود المهرب إلى دول الجوار متجنبة الطريق العام في مسارات صحراوية مترابطة من طرابلس حتى قرية ادري بوادي الشاطئ ومنها إلى أوباري والقطرون وصولا إلى الطوق الحدودي.
ورغم مساعي القوات المسلحة الليبية لإيقاف التهريب إلا أن المافيا التي أصبح لها امتداد إقليمي ودولي بسبب إهمال صنع الله، لا تزال مستمرة.
تعطيل التنمية
الصحفي الليبي محمد الترهوني، يقول إن إزاحة صنع الله عن المؤسسة الوطنية للنفط حدث يستحق الاحتفال والإشادة به نظرا لما تسبب فيه من تعطيل عجلة التنمية بالقطاع النفطي.
وقال لـ"العين الإخبارية" إن صنع الله متورط في العديد من ملفات الفساد ولا يتبع مبدأ الشفافية، إلا في فترات خلافه مع خصومه السياسيين، أما في الأوقات الأخرى فهو البئر العميق لأسرار فسادهم بحجة قيمة الواردات في أغلب فترات السنة.
وأكد الترهوني أن ديوان المحاسبة الليبي لديه سجلات ضخمة من تجاوزت صنع الله خصوصا في احتكاره ثروات البلاد لدعم المليشيات ولم تعرض على النائب العام لأسباب غير معلومة.
وأوضح أن قطاع النفط والطاقة بسبب ارتهان صنع الله ومغامراته السياسية الفاشلة وتحيزه لأغلب السلطات المؤقتة خلال نصف العقد المنصرم كانت سببا رئيسيا في خسارة البلاد مئات المليارات.
أما الباحث السياسي الليبي ناصر الزياني فيرى أن أحد أسباب خسارة صنع الله للرهان، هو تهربه من المسؤولية وتوجيه الاتهام لأطراف محلية ودولية.
وأضاف لـ"العين الإخبارية" أن الأولى بصنع الله كان إيجاد حلول للعجز في الإنتاج والانسداد الحاصل في أغلب أنابيب النقل بدلا من تسييس القطاع وفق المصالح الدولية.
وأكد الزياني أن صنع الله كان يستطيع دفن السوق السوداء منذ ٤ أعوام، لكنه اختار أن يكون أحد المتاجرين بقوت الليبيين، موضحا أن المؤسسة الوطنية للنفط عندما كانت في عهدته تصلها العديد من التقارير التي تؤكد أن وقود الديزل والبنزين تهرب بشكل يومي إلى خارج البلاد.