قنص وألغام وحالات إجهاض.. سكان تعز اليمنية تحت الحصار الحوثي
تبعات إنسانية مروعة نتجت عن حصار مليشيات الحوثي المفروض على مناطق عديدة في محافظة تعز، جنوبي اليمن.
الحصار المفروض منذ نحو 7 أعوام، حوّل حياة آلاف الأسر إلى مأساة، خاصة من يسكنون بالقرب من مناطق التماس، وفي مرمى قصف وقنص المتمردين الحوثيين.
وأصدرت اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان باليمن، وهي لجنة مدعومة من الأمم المتحدة، السبت، بيانا صحفيا، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، كشفت فيه عن استمرار تداعيات الحصار الحوثي على مدينة تعز.
النزول الميداني الذي قالت اللجنة إنه جاء ضمن أعمالها للتحقيق في الانتهاكات بمحافظة تعز، بحث في وقائع انفجار ألغام وقنص وحالات إجهاض لنساء حوامل بسبب الحصار، وفق البلاغ الصادر عن اللجنة.
انتهاكات ضد الإنسانية درجت المليشيات الحوثية واعتادت على ارتكابها ليس في تعز، ولكن في مختلف المحافظات اليمنية التي مر منها الانقلابيون الحوثيون.
وأشارت اللجنة إلى أن الانتهاكات طالت المدنيين، وشهدتها مناطق سكنية مختلفة داخل تعز؛ نتج عنها مقتل مواطنين والتسبب بإصابات في أوساط المدنيين؛ أدت إلى إعاقات مستدامة.
وتركز النزول الميداني لفرق اللجنة، السبت، إلى أحياء مختلفة في محافظة تعز، منها "الروضة" و"كلابة" بمديرية القاهرة اليمنية، والتي يعاني السكان المتبقين فيها من استهداف حياتهم وممتلكاتهم بالقذائف والقنص.
كما تعيش هذه الأحياء على وقع "انفجار الألغام التي زُرعت على الطريق العام والممرات المؤدية إليه"، وسط تلك المناطق؛ ما يجعل من محاولة المواطنين التنقل مهمة محفوفة بالمخاطر.
وحسب اللجنة، فقد استمعت خلال النزول لشهادات 12 ضحية من النساء والرجال والأطفال، وعاينت الحياة الصعبة التي يكابدونها، والحرمان من الغذاء والماء الصالح للشرب، الذي يعيشه سكان تلك الأحياء ومناطق التماس القريبة منها، وهي مناطق رفض سكانها الخروج منها؛ بسبب ظروفهم المعيشية والوضع الاقتصادي، وعدم قدرتهم المادية على التنقل والنزوح.
كما حققت اللجنة في عدد من الانتهاكات الأخرى المتعلقة بالحق في الحياة والسلامة الجسدية والعقلية، لاسيما حالات الإجهاض والولادات المتعسرة واضطرار الكثيرات من الحوامل لتوليد أنفسهن ذاتيا، الأمر الذي أدى إلى حدوث أمراض تنفسية وتشوهات لدى الأطفال المواليد وأمراض جسدية للأمهات؛ بسبب عدم قدرة النساء على الوصول إلى المستشفيات أو أحضار قابلات.
يأتي ذلك إضافة إلى استهداف المنازل والمرفق الطبي الوحيد بالمنطقة وتدميره كليا، وهو الأمر الذي يعد تخليا عن الالتزام بمبادئ القانون الدولي الإنساني الذي أوجب معاملة المدنيين معاملة إنسانية في جميع الظروف، ودون أي تمييز ضار، وحمايتهم من كافة أشكال العنف والحرمان.
وتقبع مدينة تعز منذ نحو 7 أعوام تحت رحمة حصار مليشيات الحوثي؛ وأدى الحصار إلى وفاة العشرات من المدنيين، وصعوبة نقل المواد والسلع الغذائية الرئيسية.
وحسب التقارير الدولية والأممية، فإن المئات من الضحايا المدنيين معظمهم من الأطفال؛ سقطوا نتيجة قنص المسلحين الحوثيين، والقصف المدفعي المستمر على المدينة، وهي انتهاكات موثقة بالصوت والصورة.