"الاشتراكي الديمقراطي" يهدد بتقويض الائتلاف الحاكم في ألمانيا
الحزب يقول إنه سينسحب من الائتلاف إذا رفض الاتحاد المسيحي، الذي تنحدر منه المستشارة أنجيلا ميركل، إعادة التفاوض على برنامج الحكومة.
هددت القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي "يسار وسط"، ثاني أكبر أحزاب ألمانيا، الجمعة، بالانسحاب وتقويض الائتلاف الحاكم.
وأوضح الحزب أنه سينسحب من الائتلاف إذا رفض الاتحاد المسيحي "يمين وسط" الذي تنحدر منه المستشارة أنجيلا ميركل، إعادة التفاوض على برنامج الحكومة.
وفي تصريحات لـ"شبكة التحرير الألمانية" قالت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إسكن: "استمرار الائتلاف الحاكم مرتبط بتقديم الاتحاد المسيحي تنازلات حقيقية وإعادة التفاوض حول برنامج الحكومة".
وتابعت "من الواضح أننا في وضع يؤهلنا لإجراء محادثات مع الاتحاد المسيحي، ويتعين على الأخير الاضطلاع بمسؤوليته في هذا الإطار".
وأكدت رئيسة الاشتراكي الديمقراطي أنه "إذا مضت المحادثات بشكل جيد، سنبقى في الائتلاف، وإذا لم يكن الأمر كذلك، فسيكون من الصعب البقاء".
وحذرت إسكن الاتحاد المسيحي من أن هذا الأمر لن يعلق لشهور، مضيفة "لن نمنح أحداً شيكاً على بياض حتى نهاية الفترة التشريعية في 2021".
وفي أواخر الشهر الماضي، فاز التحالف المشكل من نوربرت فالتر بوريانس وساسكيا إسكن، برئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، بعد حصوله على 53% من الأصوات، مقابل 45% لتحالف أولف شولتز، وزير المالية وحليف ميركل، وكلارا غيفيتز.
وقد تركت هذه الخطوة الساحة السياسية الألمانية في صدمة كبيرة، وفق صحيفة بيلد الألمانية واسعة الانتشار.
وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الحزب، الذي يأخذ فيه بنظام الرئاسة المشتركة، التي تجمع بين رجل وسيدة.
ويطالب يوريانس وإسكن بإعادة التفاوض مع الاتحاد المسيحي حول برنامج الحكومة، لتضمينه حداً أدنى للأجور يقدر بـ12 يورو في الساعة، وتخصيص استثمارات لسياسات حماية المناخ، وهو ما يرفضه الاتحاد بشكل قاطع.
وفي الأشهر الأخيرة، تعرض الائتلاف الحاكم، الذي تقوده ميركل، إلى هزات سياسية عنيفة، في ضوء الخلافات بين طرفيه حول عدة قضايا أبرزها قضايا المناخ والرقمنة وميزانية الدفاع.
ثم تعرض الاشتراكي الديمقراطي لهزيمة في الانتخابات الأوروبية في مايو/أيار الماضي أدت لاستقالة زعيمته أندريا ناليس، ودخوله في حالة من الفوضى انتهت بانتخاب القيادة الجديدة.
ويمثل انسحاب الاشتراكي الديمقراطي من الائتلاف الحاكم، حال حدوثه، ضربة كبيرة لميركل، وطموحها في البقاء في السلطة حتى نهاية الدورة التشريعية في 2021، لأنه سيعني إجراء انتخابات مبكرة لن تخوضها المستشارة التي تحكم البلاد منذ 2005.
aXA6IDE4LjIyMi4xNjYuMTI3IA== جزيرة ام اند امز