زلزال "الاشتراكي الديمقراطي" يهز سلطة ميركل
سياسيون ألمان يتوقعون انهيار الائتلاف الحاكم بقيادة ميركل بعد صعود قيادة يسارية متشددة في الحزب الاشتراكي الديمقراطي.
أثار انتخاب أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) المشارك في الائتلاف الحاكم بألمانيا، قيادة من الجناح المتشدد ترفض الاستمرار في الحكومة، العديد من الشكوك حول مستقبل الائتلاف الحاكم بقيادة المستشارة أنجيلا ميركل، وتوقع خبراء وسياسيون ألمان انهيار الائتلاف خلال الأيام المقبلة.
وفاز التحالف المشكل من نوربرت فالتر بوريانس، وساسكيا إسكن، برئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، السبت، بعد حصوله على 53% من الأصوات، مقابل 45% لتحالف أولف شولتز، وزير المالية وحليف ميركل، وكلارا غيفيتز، في خطوة تركت الساحة السياسية الألمانية في صدمة كبيرة، وفق صحيفة بيلد الألمانية "خاصة" واسعة الانتشار.
ويعد فالتر يوريانس، وإسكن، من أشد المنتقدين للائتلاف الحاكم مع الاتحاد المسيحي المنحدرة منه ميركل، ومن المقرر أن يتولى الثنائي قيادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي رسميا خلال مؤتمره العام المقرر بين السادس والثامن من ديسمبر الجاري، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الحزب الذي يأخذ فيه بنظام الرئاسة المشتركة التي تجمع بين رجل وسيدة.
وتمثل هذه النتائج ضربة كبيرة لميركل، وطموحها في البقاء بالسلطة حتى نهاية الدورة التشريعية الحالية في 2021، حيث تريد القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، التي تنتمي للجناح اليساري المتشدد، إعادة التفاوض بشأن الائتلاف الحاكم، وفرض حد أدنى للأجور يقدر بـ12 يورو في الساعة، وتخصيص استثمارات لمكافحة التغير المناخي، وهو ما يرفضه الاتحاد المسيحي.
وفي ضوء ذلك، من المقرر أن يناقش المؤتمر العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي بعد أيام، ملف الائتلاف الحاكم، ويصوت على البقاء فيه أو الانسحاب.
خارج التوقعات
وقالت صحيفة بيلد "لم يكن يتوقع أحد في ألمانيا فوز ثنائي من الجناح المتشدد برئاسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، حتى إن من أعلن النتيجة كان الذهول يعلو وجهه"، مضيفة "هذه النتائج تركت الساحة السياسية الألمانية في صدمة ومفاجئة كبيرة؛ لأنها تحمل تداعيات على الائتلاف الحاكم".
وفي تصريحات صحفية، قال نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط-معارض)، مايكل توير "الحزب الاشتراكي الديمقراطي في قبضة جناحه اليساري، والانسحاب من الائتلاف الحاكم بدأ بالفعل".
وذكرت بيلد أن الائتلاف الحاكم يعاني أزمة كبيرة تهدد وجوده، مضيفة نقلا عن مصادر رفيعة أن "قيادات الحكومة تتوقع عقد لجنة الائتلاف (مكونة من الحزبين المشاركين فيه وتعقد في وقت الأزمات)، بعد المؤتمر العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، لمناقشة مستقبل التحالف".
فيما حذر السياسي البارز بالاتحاد المسيحي، غوتنر اوتنغر، الحزب الاشتراكي الديمقراطي من الانسحاب من الحكومة، وقال في تصريحات صحفية لصحيفة بيلد "في اعتقادي، من الضروري أن يستكمل الائتلاف الحاكم مهمته حتى نهاية الدورة التشريعية في 2021".
ونقلت الصحيفة نفسها عن الخبير الألماني فيرنر فايدنفيلد، قوله "المخاوف التي تحيط بمستقبل الائتلاف الحاكم في محلها تماما"، موضحا "الاشتراكي الديمقراطي بات تحت تأثير قوي لجناحه اليساري المتشدد".
أما صحيفة دي فيلت الألمانية (خاصة) فقالت: "يتوقع الجميع انسحاب القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، من الائتلاف الحاكم".
4 سيناريوهات
ووفق صحيفة بيلد، فإن 4 سيناريوهات فقط تحكم مستقبل الائتلاف الحاكم في ألمانيا، أولها بقاء الائتلاف حتى نهاية مدته، وهذا بات احتمال ضعيف في ظل القيادة الجديدة للحزب الاشتراكي الديمقراطي.
أما السيناريو الثاني، فيتمثل في انهيار الائتلاف الحاكم، ولجوء ميركل لإبرام ائتلاف حاكم جديد مع حزبي الخضر (يسار) والديمقراطي الحر لاستكمال الفترة التشريعية، لكن مفاوضات تشكيل مثل هذا الائتلاف مهددة بالفشل، كما سبق وفشلت في سبتمبر/أيلول 2017 بسبب اختلاف مواقف وسياسات الاتحاد المسيحي عن الحزبين.
فيما يتمثل السيناريو الثالث في تشكيل ميركل حكومة أقلية من الاتحاد المسيحي فقط، لكنها ستكون عرضه لتصويت سهل بسحب الثقة في ظل المعارضة القوية بالبرلمان.
السيناريو الرابع، وفق بيلد، هو الأكثر احتمالا في حال انهيار الائتلاف الحاكم مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ويتمثل في إجراء انتخابات تشريعية مبكرة.
لكن هذا السيناريو، سيعني خروج ميركل من الساحة السياسية بعد 14 عاما في السلطة، لأنها أعلنت منذ أشهر، عدم خوض الانتخابات المقبلة، وتنازلت عن قيادة الاتحاد المسيحي لوزيرة الدفاع الحالية، إنغريت كرامب كارنباور.
والائتلاف الحاكم الذي تقوده ميركل يتكون من الاتحاد المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، تعرض في الأشهر الأخيرة إلى هزات سياسية عنيفة، في ضوء الخلافات بين طرفيه حول عدة قضايا أبرزها قضايا المناخ والرقمنة وميزانية الدفاع، ثم تعرض الاشتراكي الديمقراطي لهزيمة كبيرة في الانتخابات الأوروبية في مايو/أيار الماضي أدت لاستقالة زعيمته، أندريا ناليس، ودخوله في حالة من الفوضى.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg جزيرة ام اند امز