الحرمان الاجتماعي يصيب الأطفال والمراهقين باضطرابات عقلية
منظمة الصحة العالمية تؤكد أن نحو 20% من الأطفال والمراهقين في العالم يعانون من اضطرابات نفسية ومشكلات عقلية
أكدت اختصاصية نفسية إسبانية أن الحرمان الاجتماعي يمثل عامل خطر في إصابة الأطفال والمراهقين بالأمراض النفسية والاضطرابات العقلية.
وأوضحت إنماكولادا بالانكا، المسؤولة بوحدة الطب النفسي للمراهقين في مستشفى بويرتا دي أييرو بالعاصمة الإسبانية مدريد، أن إصابة الأطفال والمراهقين بالاضطرابات العقلية تعود دائما إلى عوامل مختلفة، مثل الجينات أو ظروف البيئة المحيطة، مشيرة إلى أن تغير الوضع الأسري والاجتماعي له تأثير نفسيا فيما يخص الصحة العقلية للأطفال، بحسب وكالة الأنباء الإسبانية.
وعن إمكانية تجنب اللجوء للعقاقير تقول بالانكا: إن الحصول على قدر أكبر من العلاج النفسي يمكن أن يقلل من الحاجة للعلاج بالأدوية، وللحصول على نتائج، يجب أن يكون العلاج النفسي مكثفا ومنتظما.
وأشارت إلى أنه يمكن تقليل اللجوء للأدوية في حالات الاضطرابات الخاصة بالقلق والاكتئاب، لكن في حالات اضطراب قصور الانتباه مع فرط الحركة سواء المتوسط أو الحاد، بالإضافة إلى اضطرابات الذهان أو الاكتئاب الحاد، تصبح الأدوية ضرورية.
وأكدت بالانكا أن هناك الكثير من المراهقين الذين يعانون من مشكلات في التنظيم الذاتي العاطفي أو من اضطرابات سلوكية خطيرة، بسبب أنهم يعيشون حالة اجتماعية أسرية معاكسة وغاية في التعقيد، الأمر الذي يزيد من صعوبة العلاج.
ومن بين أكثر الاضطرابات التي تتطلب دخول مصحات تبرز الاضطرابات السلوكية الحادة والذهان بالإضافة إلى الاضطرابات العاطفية الحادة.
وتابعت بالانكا أن المريض لا يتم عزله، حيث يُسمح للمراهقين بتلقي زيارات من آبائهم أثناء فترة بقائهم بالمصحة، كما تستقبل المراكز العلاجية الأسر وتتواصل معهم، وإذا لزم الأمر تعمل معهم أثناء فترة العلاج، وأشارت إلى أن المرضى لا يفقدون الاتصال مع آبائهم إلا إذا كانت المشكلات التي يعانون منها لها صلة بهم، نظرا لأنه في بعض الحالات يكون سبب دخول المراهق للمصحة يعود في الأساس إلى وجود اضطرابات في الأجواء الأسرية.
ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن نحو 20% من الأطفال والمراهقين في العالم يعانون من اضطرابات ومشكلات عقلية.