روبوت لتنمية مهارات خط اليد عند الأطفال
باحثون في مدرسة "تشيلي لاب" السويسرية طوروا نظاما مصمما لمساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم في الكتابة اليدوية.
لم تتوقف تقنيات الذكاء الاصطناعي عند حدود المعلم المحمول فحسب، بل امتد الأمر إلى تعليم مهارات الكتابة اليدوية.
البداية حين طور باحثون في تشيلي لاب، وهي "مدرسة للفنون التطبيقية في لوزان" بسويسرا ومختبر GAIPS بجامعة لشبونة بالبرتغال، نظاماً مصمماً لمساعدة الأطفال في تحسين مهاراتهم في الكتابة اليدوية.
ويستلزم النظام الذي قاموا بإنشائه، وتم تقديمه في ورقة بحثية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بدورية "سبرينغر الدولية للروبوتات الاجتماعية" استخدام روبوت اجتماعي في جلسات التعلم الفردية مع الأطفال.
فبالنسبة إلى بعض الأطفال، يمكن أن تكون الكتابة اليدوية مهارة صعبة لكنها تعتبر نقطة انطلاق أساسية في طريقهم الأكاديمي، ويمكن أن تؤثر الكتابة اليدوية الضعيفة سلباً على الأداء الأكاديمي للطفل واحترامه لذاته ودوافعه التعليمية.
ولإتقان الكتابة اليدوية، يحتاج الطفل إلى تعلم تنسيق القدرات المعرفية والحركية والإدراكية، وبالتالي قد يحتاج أيضاً إلى قدر كبير من الممارسة، وهذا هو السبب في أن الأطفال الذين يجدون صعوبة في الكتابة باليد بشكل خاص يحصلون على دعم إضافي من قبل معلميهم خلال جلسات فردية.
وقال شروتي شاندرا، أحد الباحثين الذين قاموا بإجراء الدراسة في تقرير نشرته شبكة Science X Network: "نظراً لأن اكتساب مهارات خط اليد مهمة جسدية وغالباً ما تتطلب مساعدة وتفاعلاً جسدياً، يمكن استخدام التقنيات المعاصرة مثل الروبوتات الاجتماعية كأداة تعليمية للأطفال، من خلال نهج يكون فيه الأطفال هم المعلمون الذين يساعدون الروبوت في تحسين خط اليد".
والفكرة العامة وراء ذلك، كما يوضح شاندرا، هي أن تعليم الروبوت كيفية الكتابة باليد يمكن أن يساعد الأطفال على تحسين قدرتهم على الكتابة، وهو نموذج يعرف باسم (التعلم بالتعليم).
وتشير الدراسات السابقة إلى أن ممارسات التعلم عن طريق التعليم يمكن أن تكون فعالة للغاية، لأنها تسمح للأطفال بالتأمل في أخطائهم وتحسين مهاراتهم الأكاديمية وتحفيزهم واحترامهم لذاتهم في نهاية المطاف.
وصمم تشاندرا وزملاؤه نموذجاً يتضمن التفاعل بين الطفل والروبوت الاجتماعي، حيث يتولى الطفل دور المعلم، وتقييم مهارات الكتابة اليدوية للروبوت، ويبدأ التفاعل عندما يطلب الروبوت المساعدة من الطفل في تصحيح أشكال بعض الحروف، حيث يكتب أولاً حرفاً مشوهاً على الشاشة ويطلب من الطفل تصحيحه باستخدام شاشة الكمبيوتر، ويقوم الطفل بالتصحيح عن طريق تغيير شكل الحرف ويوفر أيضاً عروضاً توضيحية للحرف على الشاشة.
وأثناء جلسة الدرس، يصنع الروبوت بعضاً من أكثر أخطاء الكتابة اليدوية شيوعاً التي لوحظت في الأطفال من عمر 4-8 سنوات، المرتبطة بالتناسب، والفواصل والمحاذاة، ويسمح هذا للطفل الذي يقوم بتدريس الروبوت بالتفكير في بعض من أخطائه أثناء تصحيح الأخطاء التي ارتكبها الروبوت.
ولتقييم فعالية نظام التدريس الذي تم بتطويره، أجرى تشاندرا وزملاؤه دراستين في المدارس الابتدائية البرتغالية، اشتمل كل منها على أربع جلسات دروس خصوصية قام بها الأطفال للروبوت الآلي، وقاموا بتقييم مهارات الكتابة اليدوية لكل طفل مشارك قبل كل جلسة وبعدها، وأظهروا حدوث تطور واضح في أداء الأطفال.
aXA6IDE4LjExOC4yMjcuMTk5IA==
جزيرة ام اند امز