"الموت لحزب الله.. بهلوي بهلوي" "الموت للمرشد" "رضا الشاه.. ملك الملوك" "الموت لروحاني" دلالات الهتافات.
يصطدم المتابعون للتطورات على الساحة الإيرانية بهتافات المظاهرات التي أتمت يومها الخامس بلغة فارسية، بعض ألفاظها تبدو مقتبسة من العربية ولغات أخرى، وعلى رأسها "مرگ بر ديكتاتور" أو "الموت للديكتاتور".
اللغة التي لا تخطئها عين وليست في حاجة إلى فك شفراتها هي غضبة الشعب الإيراني ضد فساد النظام الحاكم في طهران، جراء توجيه مرشد إيران وحاشيته وحرسه موارد الإيرانيين وثرواتهم لخدمة أجندة الإرهاب في الخارج، والتدخل في شؤون دول عبر أذرع مليشياوية في العراق واليمن وسوريا ولبنان.
الأبعاد الاجتماعية والسياسية لما تحمله هتافات الغاضبين في طهران من دلالات تعطي صورة أكبر لما يعيشه الشعب الإيراني وآلامه وآماله، التي تضمنتها هتافات من أبرزها "الموت لحزب الله.. بهلوي بهلوي" "الموت للمرشد" "رضا الشاه.. ملك الملوك" "الموت لروحاني".
توحد الإيرانيون على الغضب تجاه النظام وفساده لكن هتافات المحتجين في مظاهرات إيران لم تكن موحدة، فتميز كل فصيل بشعار محدد يعكس إيديولوجيته، واتجاهاته، وهدفه من تلك المظاهرات.
أستاذة علم الاجتماع الفرنسية إيميلي ماريام سيلي قالت لصحيفة "لوموند" الفرنسية: إن كل فصيل في إيران أطلق هتافات ورفع لافتات تحمل إلى جانب الغضب العام إيديولوجيته الخاصة وأهدافه من تلك المظاهرات، التي اتسعت رقعتها لتشمل غالبية مدن إيران، وزادت اشتعالا في المناطق الأكثر تهميشا من جانب النظام، لا سيما مناطق الأقلية السنية والبلوشية والكردية.
ورداً على سؤال ماذا يريد الإيرانيون؟ أجابت إيميلي بأن سخط المجتمع الإيراني جاء لأسباب مختلفة؛ اقتصادية وإيديولوجية، وتطلع المجتمع للعلمانية، وسقوط نظام الملالي.
وأشارت سيلي إلى أن لكل إيديولوجية سياسية شعارات وهتافات مختلفة داخل المظاهرات، ولها دلالة معينة، موضحة أنه على سبيل المثال أنصار إبراهيم رئيسي -المنافس الأبرز في الانتخابات الرئاسية التي فاز بها حسن روحاني، والمحسوب على تيار المحافظين- رفعوا شعارا "الموت لروحاني".
أنصار الليبرالية الذين ينادون بالتحرر والإصلاحات الاجتماعية رفعوا لافتات أخرى من نوعية "الموت للمرشد" "بهلوي بهلوي" "رضا الشاه.. ملك الملوك"، ما يعكس رغبتهم في عودة نظام الشاه وعودة التحرر الفكري والاقتصادي، وإنهاء نظام الملالي.
وحسب أستاذة علم الاجتماع الفرنسية فإن المنادين بزوال نظام الملالي بأكمله هم الغالبية العظمى في البلاد، خاصة في مدينة "المشهد" بإقليم خراسان، التي شهدت انطلاق شرارة الاحتجاجات التي عمّت إيران، بما تحمله تلك المدينة من رمزية للنظام الثيوقراطي الحاكم.
وتابعت سيلي أن كل مجموعة متظاهرين ليست لديهم أية اتصالات بأي طرف على الإطلاق، وأن المطالب الشعبية الاقتصادية ليست السبب الوحيد، فإن الخلافات الإيديولوجية والسياسية أكبر بكثير من الأزمة الاقتصادية.
وهتف من يعانون من القمع والاضطهاد السياسي، ويعانون أكثر من سيطرة مليشيا الحرس الثوري الإيراني على مقدرات الدولة بالفارسية "مرگ بر ديكتاتور"، التي تعني "الموت للديكتاتور"، في إشارة إلى مرشد إيران علي خامنئي.
وظهرت لافتات أخرى لمعارضين ينادون بفك الارتباط بـ"حزب الله"، والتوقف عن تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في المنطقة، رافعين شعارات "الموت لحزب الله" "لا لبنان ولا سوريا.. نحن في إيران"، وهؤلاء دعاة للسلام، وفي الوقت نفسه بعضهم يرى أن تلك الجماعات تستنزف الاقتصاد الإيراني، كما يشعر هؤلاء أن الدولة خدعتهم.
دعاة "الموت لحزب الله" نددوا كذلك بتفاخر حسن نصر الله بالأموال الإيرانية، عندما قال الأمين العام لمليشيا الحزب الإرهابي إن أموال إيران شيدت الطرق والمدارس والمستشفيات بجنوب لبنان، في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من تدهور البنية التحتية.
كما أن رافعي شعار "لا لبنان ولا سوريا.. نحن في إيران" نددوا بإنفاق إيران على الأماكن المقدسة لدى الطائفة الشيعية في سوريا والعراق، في الوقت الذي يختنق فيه سكان إيران من البطالة والفقر.
aXA6IDMuMTUuMjExLjcxIA== جزيرة ام اند امز