بلدة إيطالية تتحصن بالتكافل لمواجهة كورونا
بلدة بالاجانو الجبلية لا يزيد عدد سكانها على ألفي نسمة، إلا أن أراضيها شاسعة والكثير من منازلها نائية ومتباعدة، ويصعب الوصول إليها.
تعتمد الفئات الضعيفة في مناطق إيطالية معزولة مثل بالاجانو، على التكافل لتأمين السلع الأساسية من خبز وخضار ولحوم وأدوية، وللبقاء على تواصل مع الآخرين، في ظل الإجراءات المفروضة لمواجهة فيروس كورونا.
وتقع بلدة بالاجانو الجبلية على بعد ساعة بالسيارة عن مودينا (شمال)، ولا يزيد عدد سكانها عن ألفي نسمة، إلا أن أراضيها شاسعة والكثير من منازلها نائية ومتباعدة، ويصعب الوصول إليها.
فشكل السكان شبكة تضامن محلية تشمل الجميع، وخصوصاً الذين يصعب عليهم التنقل على غرار أونيليو، صاحب الـ85 عاماً، الذي يتعافى من كسر في الأضلع.
وأتت المتطوعتان لاورا وساره من جمعية "أفاب" لزيارته لمساعدته على بعض الأعمال المنزلية، وكذلك للحديث معه والاطمئنان إلى وضعه الصحي.
وتنظم جولات الجمعية بالاشتراك مع رئيس البلدية فابيو براليا، الذي يتكفل أيضاً بتحضير مظاريف الأقنعة، ليسلمها عناصر الشرطة إلى كل أبناء البلدة.
ويشارك في المبادرة أيضاً تجار البلدة. فالخبازة ساره تحمل الخبز والحلويات بمناسبة عيد الفصح إلى الراهبات اللواتي يدرن دار رعاية في فيتيريولا، على بعد حوالى 15 كيلومترا من بالاجانو على الجانب الآخر من نهر دراجونه.
وتتلقى راهبات يقمن في دير فرانسيسكاني في وسط بالاجانو الخضار من متجر صغير في البلدة، ويحرص ميكيليه فيراري، صاحب المتجر، على إيصال السلع الأساسية، وبعض المنتجات الطازجة، وقليل من اللحم والصحف إلى أشخاص لا يخرجون كثيراً في الأساس.
وتستعين المبادرة بشباب البلدة لتسليم السلع، ومن بينها أدوية محضرة في الصيدلية المحلية.
ويأخذ متطوعو "أفاب" الإجراءات اللازمة للوقاية من الفيروس، فهم يضعون السترات والنظارات والأقنعة الخاصة، ويتبعون التعليمات، ويضعون الأكياس عند مدخل المنزل، ويتبادلون التحية عن بعد.