الإرهابي بلال السوداني.. أمريكا تنهي قصة "صاحب الكهف"
لم يكن ليل الجمعة هادئا في ولاية بونتلاند شمالي الصومال، حيث استيقظ العالم على خبر استهداف "بنك" داعش في القارة السمراء وخارجها.
على الأرض، قوات أمريكية خاصة، وكلاب بوليسية، وفي السماء مروحيات وطائرات استطلاع، في عملية استهدفت كهفا جبليا كان القيادي الداعشي بلال السوداني وأتباعه يختبئون فيه.
فالليلة الماضية أعلنت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن قوات العمليات الخاصة الأمريكية قتلت بلال السوداني، الميسر المالي الرئيسي لتنظيم "داعش" الإرهابي، و10 مسلحين آخرين معه.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن في بيان: "هذه العملية تجعل الولايات المتحدة وشركائها أكثر أمانا، وتعكس التزامنا الثابت بحماية الأمريكيين من تهديد الإرهاب في الداخل والخارج".
العملية التي تم إطلاع الرئيس بايدن عليها من قبل وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان المشتركة، قبل إعطاء الأول الموافقة على تنفيذها، جرى التخطيط لها على مدار أشهر، حسب ما كشف عنه مسؤولون كبار في إدارة الرئيس للصحفيين شرط عدم ذكر هويتهم.
ووصف أحد هؤلاء المسؤولين السوداني بأنه "عميل رئيسي وميسر لشبكة داعش العالمية".
أخطبوط عابر للحدود
ووفق ما أعلنه أوستن فإن السوداني، الذي ظل على رادار المخابرات الأمريكية لسنوات، لعب دورا رئيسيا في المساعدة في تمويل عمليات داعش في أفريقيا، وكذلك فرع التنظيم الإرهابي الذي يعمل في أفغانستان.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد كشفت العام الماضي أن السوداني عمل عن كثب مع عنصر آخر في تنظيم "داعش"، يُدعى عبدالله حسين أباديجا، الذي جنّد شبانا في جنوب أفريقيا وأرسلهم إلى معسكر تدريب على الأسلحة.
استخدم أباديجا، الذي كان يسيطر على مسجدين في جنوب أفريقيا، منصبه لابتزاز الأموال من المصلين، ولهذا اعتبره السوداني داعما موثوقا يمكنه مساعدة أنصار داعش في ذلك البلد، على أن يصبحوا أكثر تنظيما وتجنيد أعضاء جدد، بحسب وزارة الخزانة.
وبحسب مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية، فقد ساعد بلال السوداني المقاتلين الأجانب في السفر إلى معسكر تدريب الشباب، وسهل تمويل المتطرفين في الصومال.
وأضاف "لا يوجد أي شخص آخر في صفوف قيادات داعش الذين ينافسون السوداني في قدرته على تلقي وتوزيع الأموال غير المشروعة -ما يصل إلى مئات الآلاف من الدولارات في أي وقت- حتى الآن، تفريغ عناصر داعش في ثلاث قارات على الأقل من خلال شبكة اتصالات سرية أقامها على مدى أكثر من عقد".
عضة كلب
لم تسفر عملية الكهف الجبلي عن إصابة أو مقتل مدنيين في الجانب الصومالي، كما أن أيًّا من الجنود الأمريكيين لم يصب بأذى، على الرغم من أن أحدهم تعرض للعض من قبل كلب أحضروه معهم، بحسب مسؤول أمريكي.
مغانم الكهف
تقول تقارير إعلامية أمريكية طالعتها "العين الإخبارية" إن القوات المشاركة في العملية استحوذت على أجهزة كمبيوتر محمولة ومحركات أقراص ثابتة وهواتف وغيرها من المعلومات من مخبأ السوداني، والتي يمكن أن توفر قاعدة بيانات لعمليات مكافحة الإرهاب في المستقبل.
تفاصيل ضئيلة
ورغم التفاصيل الضئيلة حول كيفية تنفيذ العملية أو الظروف المحيطة بمقتل هذا القيادي الداعشي، نقلت "أسوشيتد برس" عن أحد المسؤولين أن القوات الأمريكية كانت تنوي القبض عليه، لكن ذلك لم يثبت أنه "ممكن" مع تنفيذ العملية.
ولم يكشف المسؤولون الأمريكيون عن وحدة العمليات الخاصة التي نفذت عملية الخميس، لكن فرقة "سيلز" قامت تاريخيا بأكثر مهام مكافحة الإرهاب حساسية في الصومال.
وتأتي العملية بعد أيام من إعلان القيادة الأفريقية أنها شنت ضربة جماعية للدفاع عن النفس شمال شرق العاصمة مقديشو بالقرب من جالكاد.
في تلك العملية، انخرطت قوات الجيش الوطني الصومالي في قتال عنيف في أعقاب هجوم موسع ومكثف شنه أكثر من 100 من مقاتلي حركة الشباب.
وقدّرت الولايات المتحدة مقتل ما يقرب من 30 من مسلحي حركة الشباب في تلك العملية.
ووُصف الهجوم الذي شنته القوات الصومالية ضد حركة الشباب بأنه الأخطر منذ أكثر من عقد.
ولحركة الشباب بصمة أكبر بكثير في الصومال من تنظيم "داعش" الإرهابي، بحسب تقديرات خبراء ومختصين بشؤون الجماعات الإرهابية.
وبمقتل السوداني يسدل الصوماليون ومعهم العالم، الستار على حلقة دامية من مسلسل الإرهاب، وكلهم أملٌ بألا تتحول بذوره إلى شتلات جديدة تمزق ما تبقى من سلام واستقرار.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز