تمديد حظر الأسلحة.. صدمة للصومال عمرها 30 عاما
أعلن مجلس الأمن الدولي تمديد حظر الأسلحة المفروض على الصومال لعام إضافي، ما ستكون له تداعيات حتمية على محاربة الإرهاب.
وصوّت لصالح قرار التمديد جميع أعضاء المجلس التابع للأمم المتحدة، باستثناء روسيا والصين، ودولتين أفريقيتين؛ هما: الجابون وغانا، فيما عبرت الحكومة الصومالية عن صدمتها من تمديد الحظر.
ووصف رئيس البعثة الصومالية في نيويورك السفير أبوكر بالي القرار بـ"المحبط"، واعتبر أنه "ضرب في جهود القضاء على حركة الشباب الإرهابية"، التي تكافح الحكومة الصومالية لوقف عملياتها التي تحصد أرواح رجال الأمن والمدنيين,
ويعد حظر الأسلحة المفروض على الصومال الأطول بالمقارنة مع باقي دول العالم، حيث دخل عامه الثلاثين؛ إذ تم فرضه في عام 1992 عقب اندلاع حرب أهلية في الصومال إثر انهيار الحكومة المركزية.
ودخل الصومال خلال الأشهر الستة الماضية حملة دبلوماسية موسعة بقيادة الرئيس حسن شيخ محمود، استعان من خلالها بالاتحاد الأفريقي لرفع حظر الأسلحة، لكن يبدو أنها لم تؤتِ أكلها واصطدمت بتمديد الحظر.
وتزامن القرار الدولي بعد إعلان الرئيس الصومالي الحرب على الإرهاب في نهاية أغسطس/آب الماضي، وفي معارك محتدمة بين الجيش الصومالي ومسلحي حركة الشباب جنوب ووسط البلاد.
وشكل القرار صدمة في الأوساط الصومالية حيث كان من المتوقع رفع حظر الأسلحة، خصوصا مع تصاعد معركة القضاء على الإرهاب؛ التي يخوضها الصومال في ضوء استراتيجية جديدة، تعتمد شل قدرات التنظيم في الجوانب الفكرية والاقتصادية والعسكرية.
ويقول المحلل الأمني الصومالي عبدالرحمن حاشي إن "تمديد حظر الأسلحة في هذا التوقيت يشكل ضربة موجعة لجهود مكافحة الإرهاب في الصومال".
ويعتبر حاشي -في تصريحات لـ"العين الإخبارية"-، أن تداعيات القرار قد تؤثر بشكل غير مباشر على مجريات المعارك المستمرة، حيث يمكن أن يستغل التنظيم الإرهابي إساءة تفسير القرار، بأن الجيش لا يملك أسلحة كافية للاستمرار في القتال.
ويعتقد حاشي بأن "القرار صفعة في وجه إرادة وعزيمة القيادة السياسية الحالية التي تصمم على القضاء على الكيانات الإرهابية من تنظيمي داعش والشباب الإرهابيين".
الخبير الأمني الصومالي يرى أن "الإدارة الصومالية عليها أن تواصل جهودها الدبلوماسية وضغوطها على أعضاء مجلس الأمن، لرفع حظر الأسلحة العام المقبل، وعدم تجديده مجددا ومواصلة الحرب الدائرة دون انقطاع لإقناع العالم بجديتها في محاربة الإرهاب وضرورة رفع حظر الأسلحة".
aXA6IDE4LjE5MS4yNy43OCA= جزيرة ام اند امز