بالصور.. "مقديشو الصغرى" مرحباً بكم في الحي الصومالي بإثيوبيا
مجموعات كبيرة من الصوماليين تعيش في منطقة عُرِفت بـ"مقديشو الصغرى" نسبة إلى العاصمة الصومالية، وهي عبارة عن حيين قريبين من بعضهما البعض
صبغت الجغرافيا علاقة خاصة بين إثيوبيا والصومال، فنشأت عنها تقاليد وأعراف مشتركة بين القبائل على حدود الدولتين ذابت فيها القوميات واللغة؛ ليولد من رحمها إقليم "أوجادين" ذو الطبيعة الخاصة في إثيوبيا، إذ إن غالبية سكانه من الصوماليين.
وتعيش مجموعات كبيرة من الصوماليين في منطقة عُرِفت بـ"مقديشو الصغرى" نسبة إلى العاصمة الصومالية، وهي عبارة عن حيين قريبين من بعضهما البعض يُسمّيا "بولي روندا" و"بولي ميكائيل"، وهنا تفرض القبائل الصومالية ثقافتها وعادتها وأسلوب حياتها في المأكل والملبس.
"العين الإخبارية" أجرت جولة داخل الحي الصومالي أو "مقديشو الصغرى" في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، للتعرَّف عن قُرب على نمط حياة هذا المجتمع والأسباب التي أدت إلى تكوين تجمع كبير للصوماليين في إثيوبيا.
يعزو محمد هاجر تمركز الصوماليين في حي بولي ميكائيل إلى نشاط حركة التجارة فيه، وقربه نسبياً من المطار، لافتاً إلى أنَّ هذا التجمع جاء بطريقة تلقائية عبر مجموعات صغيرة سكنت في البداية المنطقة وتعاقبت عليها مجموعات أخرى شكّلت بدورها هذه الديموغرافيا.
يعرب فتحي سليمان إسماعيل عن سعادته بالعيش في الحي الصومالي قائلاً: "تتلاقى في المنطقة هنا كل القبائل والشعوب، وتجد الصبغة الصومالية طاغية في الأطعمة والأزياء وحتى الحلويات.. أحب هذا الحي كثيراً".
وتقول ليلى التي تعيش خارج إثيوبيا: "كان الحي في السابق يُسمَّى (بولي رواندا) ومع مرور الوقت أطلق عليه (الحي الصومالي)، وحضرت إلى هنا لشراء الزي الإسلامي، وعندما دخلت الحي شعرت بأني في مقديشو الصومالية، وما أدهشني هنا هو وجود كل الأشياء الصومالية من لحم الإبل ولبنها وكل شيء هنا مدهش جداً، ولا توجد منطقة أخرى بها عدد كبير من الصوماليين مثل هذا الحي".
ويقول كوس محمد علي: "أعمل في منطقة بولي، ولدي محل تجاري، وأبيع مختلف الأشياء فيه ليس للصوماليين فحسب وإنما لجميع الشعوب الإثيوبية أيضاً".
ويكشف مفتاح محمد، الذي يعمل في حي بولي ميكائيل أن الإثيوبيين الذين يعيشون في هذه المنطقة يتحدثون الصومالية، مشيراً إلى أنَّ أبناء بلده سكنوا في حي بولي ميكائيل تحديداً لقربه من المطار.
يقول مولد محمد الذي يعمل في أحد مطاعم الحي الصومالي: "ترعرعت في مقديشو الصغرى، حتى إني تعلّمت اللغة الصومالية هنا أيضاً"، ويشير إلى نشاط الحركة التجارية وإقبال الإثيوبيين على الأطعمة الصومالية من لحوم الإبل والحلويات.
ويشير مولد أمان الذي يعمل في محل لبيع اللحوم إلى أنَّ الصوماليين يفضِّلون لحوم الأغنام الموجودة في مناطق مقديشو الصغرى.
وتتشكل غالبية الصوماليين في إثيوبيا من طالبي اللجوء الذين وفدوا إليها عقب اندلاع الصراع بمنطقة القرن الأفريقي.