بالصور.. الصومال على حافة المجاعة
أسابيع قليلة وربما تعيش الصومال "مجاعة" جديدة تودي بحياة الآلاف.
"المجاعة".. كلمة ترتبط دائماً في الأذهان بدولة محددة وهي الصومال، ويبدو أن إعلان جنوب السودان المجاعة في البلاد أعادت نكأ جراح تلك الدولة الإفريقية المنسية من الأذهان.
وحذرت منظمة "انقذوا الأطفال "Save the Children البريطانية من أن الصومال تشهد "نقطة تحول" وربما تُعلن المجاعة في غضون أسابيع.
إن أزمة الغذاء الشديدة في القرن الإفريقي في طريقها، لتصبح أسوأ بكثير من مجاعة 2011 التي أودت بحياة 260 ألف شخص، ومن المرجح أن يتأثر 12 مليون شخص في المنطقة ويواجه 50 ألف طفل الموت في الصومال وحدها.
ولكن قالت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة الخيرية لصحيفة "إندبندنت" البريطانية، إن المنطقة في خطر أن تصبح في طي النسيان، لأن المتبرعين مسحوبون في اتجاهات كثيرة مختلفة.
يأتي تأثير المنظمة بعد إعلان الأمم المتحدة المجاعة رسمياً في أجزاء من جنوب السودان، وبعد تقرير صدر في وقت مبكر من الشهر الحالي يقترح أن 4 دول إفريقية قد تتجه نحو حالة حادة من انعدام الأمن الغذائي في وقت لاحق من العام الجاري.
بونتلاند واحدة من أكثر المناطق تضرراً من الجفاف في الصومال، وذكر عاملون في عيادات صحية ومستشفيات تدعمها المنظمة هناك وجود زيادة كبيرة في حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال.
يعاني حوالي 363 ألف طفل من سوء التغذية في الصومال، ومن بينهم هناك 71 ألف حالة حادة، وهناك تنبؤات بإمكانية زيادة هذا الرقم إلى 944 ألف حالة في 2017، وسيكون منهم 185 ألف حالة حادة إذا لم يتم توفير المساعدات العاجلة إلى البلاد المنكوبة بشدة بسبب بالجفاف.
البلاد في وسط أسوأ جفاف منذ 1950، فهناك أجزاء في الصومال لم ترَ الأمطار منذ سنتين، وباءت محاولات زراعة 4 محاصيل متتالية بالفشل، مما يجعل نطاق الأزمة التي تلوح في الأفق لا مثيل له.
قال "توم أرب" أحد طاقم العمل في المنظمة الموجود في البلاد، إن هذا الجفاف استثنائي ويؤثر على جميع أجزاء البلاد، مشيراً إلى أن الجفاف في 2011 أدى إلى مجاعة أودت بحياة ربع مليون شخص.
ضربت المجاعة منطقتين بشدة ولكن في الوقت الحالي المنطقة بأكملها تعاني من حالات جفاف، ويعاني الناس في جميع أجزاء البلاد من بعض مستويات انعدام الأمن الغذائي.
كما أوضح أرب أنه في حالة عدم هطول الأمطار خلال شهرين سيشكل الأمر كارثة حقيقية لأغلب السكان الذين يعتمدون على الأراضي للحياة، مشيراً إلى أن القدرة الداخلية للحكومة الصومالية محدودة للغاية من ثم يقع على عاتق المنظمات الإنسانية التدخل قبل فوات الأوان.
تشير التقارير الصادرة من المناطق الأكثر تضرراً في البلاد إلى أن بعض الناس تعيش لأيام بدون طعام ويلجأون إلى تغذية الماشية بالورق المقوى في محاولة يائسة لإبقاء الحيوانات على قيد الحياة.
"إيفتين يوسف محمد" ممرضة تعمل في العيادة المحلية لصحة الأم والطفل في قرية ياكا في بونتلاند، تقول إن الوضع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم.
أوضحت محمد أن تدفق أعداد كبيرة من الناس في المنطقة بحثاً عن أوضاع أفضل أدى إلى حدوث مستويات عالية من سوء التغذية والجوع، والمساعدة المتاحة لا تكفي لمواكبة الحاجة.
أكدت محمد وجود نقص حقيقي لإمدادات الغذاء والدواء وإمدادات المياه، وفي حالة عدم توفير الاحتياجات قد تصبح هناك تراجيديا إنسانية مع معدلات وفاة مرتفعة.
في مدينة "غاروي" الصومالية نجد المواطن "محمد" الذي يعاني ابنه من سوء تغذية حاد لدرجة أنه يخضع للعلاج الآن من خلال أنبوب التغذية.
يسافر محمد وأقاربه بين الريف وغاروي لرعي الماشية، ولكنه يقول إن أغلب الحيوانات وافتها المنية، مشيراً إلى أنه في الأوقات العادية يتغذى الناس على الماشية ولكن العكس هو ما يحدث الآن، فيُرسل الورق المقوى والفول من المدينة لتغذية الحيوانات في الريف.
ويدعو مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية المجتمع الدولي، لتوفير تمويلات طارئة بقيمة 692.5 مليون جنيه إسترليني لمساعدة الصومال.. فهل يستجيب أحد؟