مؤتمر للمعارضة الصومالية.. المرحلة الانتقالية والانتخابات على المائدة
مؤتمر مفصلي للمعارضة الصومالية في كيسمايو يبدأ اليوم ويناقش عدة موضوعات مصيرية.
وتحولت مدينة كيسمايو، العاصمة المؤقتة لولاية جوبالاند، إلى مركز ثقل سياسي في الصومال مع بدء وصول قادة المعارضة البارزين للمشاركة في مؤتمر استكمال تأسيس مجلس مستقبل الصومال، في توقيت بالغ الحساسية يسبق استحقاقات انتخابية مفصلية ويعيد طرح سؤال التأجيل من عدمه بقوة على المشهد السياسي.
وبحسب مصادر إعلامية محلية يبدأ الاجتماع الأربعاء ويستمر حتى 20 ديسمبر/كانون الأول الجاري، وشهدت المدينة وصول رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبدالله ديني ورئيس الوزراء الأسبق حسن علي خيري، كلّ على حدة، حيث استقبلهما رئيس جوبالاند أحمد محمد إسلام (أحمد مدوبي)، في خطوة تعكس اصطفافا سياسيا لافتا وتؤكد صعود كيسمايو كمنصة رئيسية للحوار المعارض وبناء التوافقات الوطنية خارج العاصمة مقديشو.

كما وصل وفد منتدى الإنقاذ الصومالي برئاسة أمينه العام محمد عدن كوفي، وكان في استقباله وزير الداخلية في جوبالاند محمد إبراهيم أوغلي، وعدد من المسؤولين المحليين. وأكد أوغلي، في تصريح لوسائل الإعلام، أن المؤتمر سيستمر أربعة أيام، مشيرا إلى أنه سيركز على وضع اللمسات الأخيرة على الإطار التنظيمي النهائي لمجلس مستقبل الصومال وتحليل الوضع السياسي الذي تمر به البلاد.
من جانبه قال الأمين العام لمنتدى الإنقاذ الصومالي، محمد آدم كوفي، أن المؤتمر ينعقد في ظرف سياسي معقد، يتطلب إعادة بناء الثقة بين الفاعلين السياسيين، مشيدا باستعداد جوبالاند لتوفير بيئة آمنة للحوار.
وفي السياق ذاته، رفعت سلطات الولاية مستوى الجاهزية الأمنية بشكل ملحوظ، مع توقع وصول مزيد من قادة المعارضة الذين شغلوا سابقا مناصب سيادية في الحكومة الفيدرالية.
ومن المنتظر أن تناقش اجتماعات كيسمايو ملفات سياسية شديدة الحساسية، في مقدمتها:
مستقبل الانتخابات المحلية واحتمالات إجرائها في موعدها أو تأجيلها مجددا إلى جانب طبيعة النموذج الانتخابي وآليات تنفيذه على الأرض وتقاسم الصلاحيات والموارد بين الحكومة الفيدرالية والولايات وتوحيد موقف المعارضة قبيل الانتخابات العامة المقررة في 2026
وتزامن انعقاد المؤتمر مع تحذير اتحاد الجامعات الصومالية من استخدام المدارس والمعاهد والجامعات كمراكز اقتراع، معتبرا أن هذا التوجه يهدد سلامة الطلاب والمعلمين ويقوض حياد المؤسسات التعليمية.
ودعا الاتحاد السلطات إلى توفير مواقع مدنية بديلة، محذرا من أن إدخال المؤسسات التعليمية في العملية الانتخابية قد يؤدي إلى اضطرابات أمنية وتأخير الامتحانات وانتهاك حقوق الأطفال.
ويرى مراقبون أن المؤتمر سيختبر قدرة المعارضة على الانتقال من التنسيق السياسي إلى بلورة موقف موحد بشأن الاستحقاقات الانتخابية، في ظل تاريخ طويل من تأجيل الانتخابات المحلية بسبب الخلافات السياسية، والوضع الأمني الهش، وضعف الجاهزية المؤسسية.
ويُعد مجلس مستقبل الصومال إطارا سياسيا جامعا لقوى المعارضة الصومالية، أُعلن عن تأسيسه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عقب سلسلة مشاورات بين قادة المعارضة وعدد من الزعماء الإقليميين بالصومال، وذلك في ظل تصاعد الخلافات حول إدارة المرحلة الانتقالية والمسار الانتخابي في البلاد.
وجرى الإعلان الأولي عن المجلس خلال اجتماع عُقد في العاصمة الكينية نيروبي، وشارك فيه عدد من أبرز قادة المعارضة الصومالية، إلى جانب رئيس ولاية بونتلاند سعيد عبد الله ديني ورئيس ولاية جوبالاند أحمد محمد إسلام (أحمد مدوبي).
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTAzIA== جزيرة ام اند امز