حكومة فرماجو.. بين حصار الأزمة المالية والحركات الإرهابية
خبراء يرون أن عوامل عديدة أدت إلى دخول الصومال في حالة ضبابية بسبب عدم مقدرة فرماجو على احتواء الأزمات.
بات واضحا أن حكومة الرئيس الصومالي الحالي، محمد عبدالله فرماجو، بدأت تفقد شعبيتها يوما بعد جراء فشل في إدارة الأزمة المالية وحصار الحركات الإرهابية عبرت عنه الاحتجاجات التي ظهرت في مختلف المناطق من البلاد.
ورغم أن الحكومة الحالية للصومال وجدت العديد من الأصدقاء الذين التفوا حولها، إلا أن قيادتها باتت تتخبط وسط الميول لأهداف قد تؤدي لزعزعة استقرار المنطقة، ودخول جهات لها رغبات متضاربة، في ظل الحراك الذي تشهده المنطقة.
الصومال يواجه أزمة مالية حادة
يواجه الصومال أزمة مالية كبرى خلال الفترة الأخيرة، ما جعل الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو يحاول تغطية فشل حكومته في الحصول على الأموال من الدعم الخارجي من مختلف الدول التي تحاول أن تضع أقدامها بالمنطقة.
وبحسب وسائل إعلام صومالية، فإن فرماجو تحدث عن وجود أزمة مالية تشهدها الحكومة الصومالية الفدرالية، كان أحدثها في كلمته خلال مؤتمر علماء الصومال قبل أيام عن وجود أزمة في تحصيل الضرائب.
ويأتي هذا التصريح بعد تصريحات عكسية لوزاة المالية في الحكومة الصومالية أكدت خلالها أن هناك ارتفاعا ملحوظا في تحصيل الضرائب والدخل الحكومي.
أرضية جيدة لانتشار الإرهاب
في ظل الضعف الذي تعيشه حكومة فرماجو، تحاول الحركات الإرهابية المتعددة في الصومال أن تجد لها أرضية صلبة لتتحرك عليها، وخاصة في ظل تزايد عملياتها الإرهابية، التي بدأت تعصف بكل الجهود الدولية التي تسعى لنشر الاستقرار في المنطقة.
وبدأ مقاتلو "حركة الشباب" الإرهابية في الصومال اختراق المجتمع الصومالي، والتحرك بحرية كاملة في ظل الضعف الذي تعاني منه القوات الأمنية التي تعاني من نقص في المرتبات والعديد من المعينات، مما جعل تلك الحركات تعمل بصورة كبيرة داخل المجتمع مرة أخري.
وتزايد أعداد مقاتليها بصورة متطورة وتنفيذها العديد من العمليات الإرهابية، داخل المجتمع وخاصة في الأماكن الحيوية التي يجتمع فيها الصوماليون بصورة مستمرة.
ويقول حسن إدريس، الصحفي الإريتري: هناك عوامل تضافرت وتشابكت مما أدى لدخول الصومال في حالة ضبابية بسبب عدم مقدرة الرئيس فرماجو على احتواء الأزمات، أحدثها فشل الاجتماع الأخير والذي شهد خروج حكام الأقاليم منه غاضبين.
ويضيف إدريس، في تصريح لـ"العين الإخبارية"، أن الغضب الموجود في مقديشيو من الهجمات الإرهابية التي تمت في الشهور الماضية خلال شهري مارس/ أذار، وأبريل/ نيسان، تعود لعدم مقدرة فرماجو، على احتواء "حركة الشباب" وفشل سياساته في هذا الصدد.
ويتساءل إدريس: لماذا لا يتخذ فرماجو خطوات مثل التي اتخذها آبي أحمد رئيس وزراء إثيوبيا في بلاده، والذي عقد مصالحة مع كل القوة السياسية، وسحب البساط من المعارضة الخارجية؟ وخير دليل ما تعيشه إثيوبيا من وضع أفضل الآن.
ويرى أن فرماجو قد فشل في احتواء الأزمات الداخلية، ولم يفِ بالوعود الانتخابية التي قطعها لشعبه إبان ترشحه، والتي تتمثل في استقرار أمني وسياسي واقتصادي، وإلى الآن لم يستطع أن يفي بها، وهذه من الأمور التي أدت لفشل فرماجو أمام قضايا شعبه وحلها.
ويشير إلى أن عودة شيخ شريف، الرئيس الصومالي الأسبق، للساحة وتأسيسه لحزب سياسي جديد، دعا فيه لترك التعصب والقبلية، والارتكاز على العمل المدني حيث من المتوقع أن يجد شريف قبولا كبيرا خلال المراحل القادمة".
تظاهرات تطالب بتنحي فرماجو
من جانبه، يقول الكاتب سعيد معيض: كانت هناك وعود كثيرة، وكان لدى مؤيديه سقف عال من الطموح الكبير بتعديل أوضاع الصومال بشكل أفضل، ونقلها من دولة هشة إلى دولة أكثر استقرارا وتطورا، لكن الوعود شيء والتطبيق على أرض الواقع شيء آخر.
وأوضح أنه مع بدء توليه السلطة برزت التحديات أمامه كان أولها إعلان المنظمات الدولية أن الصومال يعاني من جفاف حاد، وأن هناك ملايين السكان يعانون من موجة الجفاف".
وأضاف معيض أنه يوجد حراك ولكن إلى الآن حراك خجول، وإذا ساءت الأوضاع الأمنية أكثر ربما يتطور الحراك.