الصومال في أسبوع.. عميل قطر يسعى للسيطرة على البلاد ونذر فوضى أمنية
تصاعد وتيرة هجمات حركة الشباب الإرهابية، وتنظيم الجالية الصومالية مظاهرة في بريطانيا أمام سفارة قطر، ضمن أبرز أحداث الصومال في أسبوع
شهد الأسبوع المنصرم العديد من الأحداث في الصومال، أبرزها مواصلة عميل قطر في الصومال فهد ياسين الذي يشغل منصب نائب رئيس جهاز الاستخبارات في تنفيذ مخططاته الرامية لإحكام سيطرته على مقاليد الأمور في البلاد؛ تمهيدا لتمكين قطر من السيطرة على الصومال، وتصاعد وتيرة الهجمات التي تشنها حركة الشباب الإرهابية على أهداف ومنشآت مدنية في العاصمة مقديشو والمدن المجاورة، وتنظيم الجالية الصومالية في بريطانيا أمام السفارة القطرية مظاهرات منددة بتدخلات تنظيم الحمدين القطري في شؤون البلاد الداخلية.
وارتفعت فرص حدوث فراغ أمني في البلاد مع تهديد أوغندا بسحب جميع أفراد قوتها العاملة ضمن قوة الاتحاد الأفريقي من الصومال؛ بسبب تفاقم مشكلات التمويل وتزايد العقبات اللوجستية واستمرار استهداف القوات الأفريقية من قبل حركة الشباب الإرهابية.
ياسين ومخططات إحكام السيطرة
رصدت وسائل إعلام صومالية عقد عميل قطر فهد ياسين، جولات تفاوض -غير معلنة- مع حاكم إقليم جوبالاند أحمد مدوبي وتنسيقه لزيارة رئيس الوزراء حسن علي خيري للإقليم الذي تشهد علاقته توترا متصاعدا مع الحكومة المركزية في مقديشو بسبب تدخلات حكومة الرئيس محمد عبدالله فرماجو في شؤون الولاية الداخلية.
وحذر مراقبون صوماليون من خطورة تحركات ياسين الأخيرة ومحاولاته لإقصاء حاكم ولاية جوبالاند أحمد مدوبي من رئاسة الولاية، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية للولاية المقرر لها في أغسطس/آب المقبل، وتعيين حاكم تابع لحكومة فرماجو.
مصادر خاصة أكدت لـ"العين الإخبارية" أن حكومة فرماجو تسعى بتخطيط وتمويل قطري لإقصاء جميع حكام الأقاليم الصومالية المناوئة لحكومة مقديشو ولمخططات قطر في الصومال؛ تمهيدا لإحكام الدوحة قبضتها على جميع أجزاء البلاد.
وقالت تقارير لوسائل إعلام صومالية: "إن الإطاحة بحاكم ولاية جوبالاند تعد أبرز أجندة كل من فهد ياسين وفرماجو خلال المرحلة المقبلة، حيث شكلت سياسته المعارضة للتدخل القطري في الصومال واتباعه سياسة متوازنة مع كينيا أحد أبرز أوجه خلافه مع حكومة فرماجو".
وكشفت وسائل إعلام صومالية أن الحكومة الفيدرالية في مقديشو وحاكم ولاية جوبالاند توصلا إلى اتفاق في عدد من القضايا الخلافية بعد الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء الصومالي حسن علي خيري إلى كسمايو وعقده جلسة مباحثات مع حاكم الولاية أحمد مدوبي.
وأوردت وسائل الإعلام الصومالية أنباء عن التحاق فهد ياسين بالمحادثات بعد عودته من زيارة لقطر الأسبوع الماضي، وكشفت مصادر خاصة لـ"العين الإخبارية" أن الاتفاق مع مدوبي تضمن ضمان دعم فرماجو لمدوبي في الانتخابات المقبلة مقابل الحصول على دعم الولاية لإعادة ترشيح فرماجو في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وشككت مصادر صومالية مطلعة في صدق نيات كل من ياسين وفرماجو إزاء وضع حد للخلافات مع حاكم ولاية جوبالاند، ورأت أن الاتفاق هو مجرد محاولة للبحث عن موطئ قدم داخل الولاية لنشر العنف والفوضى تمهيدا للإطاحة بمدوبي.
وقال المحلل السياسي الصومالي محمد نور سيدو لـ"العين الإخبارية": "إن حكومة فرماجو تنتهج سياسة شد الأقاليم من أجل ضرب التوافق ضدها الذي تم داخل مجلس التعاون الإقليمي"، وقال: "إن الحكومة في مقديشو لا ترغب في وجود حاكم مناوئ لها وللسياسات القطرية في ولاية جوبالاند ذات الثقل السياسي والاجتماعي".
وأضاف أن كلا من فارماجو وياسين يريدان تأجيج الصراعات بين الولايات الإقليمية واختراق مؤسسات ولاية جوبالاند تنفيذا لمخطط تم وضعه في قطر للتخلص من حاكم ولاية جوبالاند المناوئ لتوجهات مقديشو المتطرفة الداعمة لاستراتيجية الدوحة للتوغل في القرن الأفريقي وكينيا عبر السيطرة على غرب البلاد.
وحذر سيدو من خطورة هذه المخططات على وحدة البلاد في حال استمرار حكومة فرماجو في تصعيد الخلافات وإثارة الفوضى والعنف، مؤكدا أنها ستقود إلى تفجر الأوضاع الأمنية وعودة الصراعات الداخلية وتمزق البلاد.
فوضى أمنية
هدد الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني الأحد الماضي بسحب جميع قوات بلاده البالغ عددها 6400 جندي العاملة ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي "أميصوم" في الصومال، حال إصرار الاتحاد الأفريقي على تقليص عدد القوات الأوغندية، وبدء خطة سحب القوات الأفريقية.
مصادر دبلوماسية أفريقية كشفت لـ"العين الإخبارية" أن خطة سحب القوات الأفريقية تكتنفها مشكلات فنية وإدارية بسبب انخفاض التمويل وعدم انتظامه، فيما أكدت تقارير أمنية مستقلة استمرار عجز القوات الحكومية الصومالية عن مواجهة حركة الشباب الإرهابية بسبب تمكن الأخيرة من الحصول على دعم من جهات خارجية أبرزها قطر وإيران.
من جانبه أكد الخبير الأمني الصومالي عبدالله شيخ محمود لـ"العين الإخبارية" أن حركة الشباب استغلت إضعاف فرماجو للمؤسسات الصومالية الأمنية والعسكرية وسعيه إلى تمتين سلطته لتتمدد جغرافيا وتخترق خطط تأمين العاصمة مقديشو، مضيفا أن هناك جهات أمنية وسياسية محددة تستفيد من وجود الحركة لتصفية حسابتها مع الجهات المخالفة لها.
وأشار إلى أن انسحاب القوات الأفريقية من الصومال سيخلق فراغا أمنيا سيمكن الحركة من السيطرة على مناطق جديدة وفرض أسلوب حكمها المتطرف على المواطنين وعلى مناطق متعددة؛ ما قد يحول الصومال إلى دولة فاشلة أمنيا وسياسيا.
وقال: "إن تهديدات أوغندا وبروندي بسحب قواتها بسبب مشكلات عدم انتظام التمويل مع عدم كفاية المعلومات بشأن قدرة المؤسسات العسكرية على تسلم مسؤولية أمن البلاد بعد رحيل القوات الأفريقية يزيد من احتمالات انفراط الأمن في البلاد ووقوعها في يد الجماعات الإرهابية المسلحة".
انتفاضة صومالية ضد الحمدين
وفي بريطانيا نظمت أحزاب سياسية ومنظمات ومجموعات من الجالية الصومالية، السبت الماضي، مظاهرة أمام السفارة القطرية في العاصمة البريطانية لندن، للتنديد بالتدخلات القطرية في الشأن الصومالي، ودعمها الفساد والإرهاب.
رفع المتظاهرون لافتات تندد بسياسات الرئيس محمد عبدالله فرماجو، ورئيس وزرائه حسن علي خيري، اللذين يواصلان انتهاكهما الدستور الفيدرالي، وارتهانهما لمخططات تنظيم الحمدين، كما رفعوا شعارات تطالب قطر بالرحيل عن البلاد.
وأصدر حزب المسار الصحيح الصومالي المعارض بيانًا قال فيه: "نؤمن بشدة أن قطر تلعب دوراً خطيراً في تخريب نظامنا بدعمها الإرهاب والفساد الذي سيقود لانهيار البلاد".
وأضاف أن قطر تدعم الفساد في بلادنا بملايين الدولارات، ونحن نؤمن بضرورة الوقوف ضد ممارسات الدوحة؛ لذلك قررنا تنظيم مظاهرة أمام سفارة قطر في لندن للفت أنظار العالم لخطورة التدخلات القطرية في بلادهم.
وأطلق شباب صوماليون هشتاق على تويتر بعنوان #الريال_القطري_يحرق _مقديشو، يندد بقطر ودعمها الجماعات الإرهابية التي تضرب استقرار مقديشو، رداً على دعم الدوحة حكومة فرماجو وعميلها فهد ياسين الذي كشفت تقارير عن تعاونه مع الشباب الإرهابية كما نشروا صورا لحجم الدمار الذي تعرضت له مقديشو بسبب التفجيرات الإرهابية المدعومة من قطر.
aXA6IDE4LjIyNi44Mi45MCA=
جزيرة ام اند امز