الإرهابي "فؤاد شنغولي".. أفعى صومالية بجلد سويدي
يرتدي حلة الواعظ كلما حان موسم تسميم العقول ويتخفى وراء جنسية أجنبية يحاول عبرها الادثار بعباءة تمويه لم تمح مع ذلك تاريخا من التطرف.
الصومالي فؤاد محمد خلف، المعروف بـ"فؤاد شنغولي"، قيادي في تنظيم حركة "الشباب" يجر وراءه سجلا مثقلا بالإرهاب، يعود اليوم للواجهة في ظل ترنح التنظيم المتطرف بمعقله تحت وطأة ضربات جيش الصومال.
والإرهابي من مواليد العاصمة مقديشو في عام 1965، وقد فر إلى السويد، عقب انهيار الحكومة المركزية في الصومال، وتقدم بطلب لجوء عام 1992 ليحصل لاحقا على الجنسية السويدية.
مكث في السويد لمدة 12 عامًا، قضى معظمها إماما خطيبا في مسجد بمنطقة رينكبي في ستوكهولم، كما كان محاضرًا غزير الإنتاج في مسجد بلفيو في جوتنبرج.
عمل على التأثير على شباب المسلمين عبر نشر الفكر المتطرف، وكان متعاطفًا بشكل علني مع تنظيم القاعدة وجمع الأموال لتمويل نشاط ما يعرف بـ"اتحاد المحاكم الإسلامية" في الصومال، بالإضافة إلى تجنيد الشباب للمجموعة المتطرفة ولاحقًا أيضًا لحركة الشباب.
و"اتحاد المحاكم الإسلامية"، مجموعة من المحاكم الصومالية تأسست في مواجهة زعماء الحرب -بعد سقوط نظام محمد سياد بري- وكانت تسعى إلى تطبيق متشدد للشريعة الإسلامية.
عودة الأفعى
في عام 2004، عاد فؤاد شنغولي إلى الصومال مع أسرته للقتال مع "اتحاد المحاكم الإسلامية" في الحرب ضد الحكومة الاتحادية الانتقالية والقوات الإثيوبية المتحالفة معها.
وصفته مجموعات حقوقية صومالية بأنه "أفعى" جناح الشباب المتشدد في "اتحاد المحاكم الإسلامية" قبل تحولها إلى تيارات مدنية منخرطة ومسلحة مثل حركة الشباب.
وعقب التدخل الإثيوبي بالصومال في ديسمبر/ كانون أول 2006 وما تلاه من سقوط حكومة "اتحاد المحاكم الإسلامية"، هرب شنغولي وقادة آخرون من الصومال ثم عاد إلى كينيا ليعيش فيها فترة من الزمن قبل الانضمام رسميا لحركة الشباب.
ووفق إعلام سويدي، شارك شنغولي في رجم فتاة صومالية تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، وذلك في مارس/آذار 2009، بعد الحكم عليها بالإعدام من قبل حركة الشباب.
كما قطع يد رجل صومالي متهم بالسرقة بنقود تبلغ قيمتها حوالي 100 دولار أمريكي.
وفي مايو/أيار 2014، صرح شنغولي بأن عناصر الشباب الإرهابية سينفذون هجمات في كل من كينيا وأوغندا وإثيوبيا، وأطلق تهديدات ضد المصالح الأمريكية في المنطقة .
ويقدم برنامج المكافآت من أجل العدالة الأمريكي مكافأة مالية تصل إلى 5 ملايين دولار للحصول على معلومات عن فؤاد شنغولي.
مطلوب
قبل أكثر من 10 سنوات، ذكر البرنامج الأمريكي أن شنغولي وعدة أفراد آخرين وجهوا هجمات بالسيارات المفخخة ضد القواعد الإثيوبية وعناصر الحكومة الاتحادية الانتقالية في مقديشو.
كما هاجم مع مجموعة من الإرهابيين، في مايو/أيار 2008، مركزًا للشرطة في مقديشو واستولوا عليه، مما أسفر عن مقتل وجرح العديد من الجنود.
وفي 13 أبريل/نيسان 2010، صنفت وزارة الخزانة الأمريكية شنغولي على أنه إرهابي محدد بشكل خاص لمساهمته في العنف وتدهور الأمن في الصومال.
ونتيجة لهذا التصنيف، يتم، من بين عواقب أخرى، حظر جميع الممتلكات والمصالح في ممتلكات الإرهابي التي تخضع للولاية القضائية الأمريكية، ويحظر عمومًا على الأشخاص الأمريكيين الانخراط في أي معاملات معه.
ويعتبر تقديم دعم مادي لحركة الشباب، وهي منظمة إرهابية أجنبية مُصنَّفة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، جريمة.
وفؤاد شنغولي قيادي مؤثر في أجهزة الدعاية والعسكرية والإدارية في حركة الشباب، وكان آخر ظهور له في العام الماضي عندما أشارت تقارير إلى مقتله، وهو ما نفاه بشكل رسمي عبر إعلام التنظيم الإرهابي.
وحتى اليوم، يعيش بعض أبناء شنغولي في السويد.