المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة، ودول مجلس التعاون الخليجي، هي مرحلة فرز بامتياز
المرحلة الحالية التي تمر بها المنطقة، ودول مجلس التعاون الخليجي، هي مرحلة فرز بامتياز، وتشبه إلى حد كبير نهاية فيلم سينمائي مليء بالألغاز، حيث تتكشف أسرار هذه الألغاز في نهايته، وتبدو الرؤية بالنسبة إلى المشاهد واضحة، بعد وقت من الانتظار والتفكير والتردد في تفسير ما يتم عرضه.
عدة معطيات باتت جزءاً من الصورة الواضحة التي تتكشف يوماً بعد يوم في المنطقة العربية، وتحديداً في اليمن وما جاورها من دول الخليج العربي، أولها أن الحلف والتحالف الاستراتيجي بين النظام الإيراني وتنظيم «الإخوان المسلمين» ونظام «الحمدين» بات واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء، ولم يعد هناك من مجال للمترددين والمشككين في أن يستمروا في ذلك.
قناة «الجزيرة» القطرية تحولت إلى بوق للميليشيات الحوثية، ولم تعد تغطي إعلامياً إلا تصريحات زعيم الحوثيين والتصريحات الإيرانية وكل ما يشكل دعماً للميليشيات الانقلابية. ويوم أمس، تبنت قناة «الجزيرة» رواية مواقع إيرانية فبركت قصة إطلاق صاروخ من قبل الحوثيين على مفاعل نووي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
الحلف والتحالف الاستراتيجي بين النظام الإيراني وتنظيم «الإخوان المسلمين» ونظام «الحمدين» بات واضحاً وضوح الشمس في كبد السماء، ولم يعد هناك من مجال للمترددين والمشككين في أن يستمروا في ذلك.
عناصر تنظيم «الإخوان المسلمين»، وخصوصاً من ينشطون منهم على مواقع التواصل الاجتماعي، انقسموا إلى قسمين عميلين منسجمين؛ الأول هو قسم راح يستهزئ بقصة سقوط الحوثيين في صنعاء، ويستهزئ بخطوة علي عبدالله صالح بإخراج الحوثيين من صنعاء. أما القسم الثاني من عناصر تنظيم «الإخوان» فهم أولئك الذين التزموا الصمت المطبق، أو راحوا يتحدثون في أمور هامشية أخرى مقارنة بما شهدته صنعاء من أحداث (حديث في التاريخ والأندلس والعراق وغير ذلك)، في دليل قاطع على عدم ارتياح هؤلاء إلى التطورات في صنعاء.
أما النظام الإيراني فقد التزمت وكالات أنبائه الرسمية وشبه الرسمية الصمت في اليومين الأول والثاني من الأحداث في صنعاء، وخرج الرئيس الإيراني حسن روحاني بتصريحات يدعو فيها دول التحالف إلى «حوار في الشرق الأوسط»، وقد دلّ ذلك على حالة التسليم والهوان التي يعيشها النظام الإيراني والعجز عن فعل أي شيء لإنقاذ ميليشياتهم.
أما نظام «الحمدين» فقد حاول منذ الوهلة الأولى لانكسار شوكة الحوثيين في صنعاء التقدم بمبادرة وساطة، رفضها علي عبدالله صالح وفق ما رشح من أنباء.
في المجمل، لقد بات واضحاً توحد وتطابق وتناغم المواقف الصادرة عن الأطراف المتحالفة ضد أمن واستقرار دول الخليج العربي ودول المنطقة العربية، وهي بكل اختصار (مجدداً): النظام الإيراني، وتنظيم «الإخوان المسلمين» بجميع عناصره ومكوناته، ونظام «الحمدين».
نقلا عن "أخبار الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة