تمضي قطر في دروب العناد والتيه، ممعنة في عزل نفسها، والانغماس أكثر فأكثر في طريق اللاعودة مع محيطها الطبيعي، الجزيرة العربية وخليجها.
تمضي قطر في دروب العناد والتيه، ممعنة في عزل نفسها، والانغماس أكثر فأكثر في طريق اللاعودة مع محيطها الطبيعي، الجزيرة العربية وخليجها.
قطر هي «شبكة» من المنصات الإعلامية والدكاكين المدنية المنثورة بالعواصم الغربية، لتصبح وسيلة من وسائل التهديد والتهويش، يكفي فقط أن نتتبع مواقع الأخبار على الإنترنت، التي هي ماكينة إرجاف وتشويش، لحساب قطر ومن خلفها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، حتى ندرك الهوّة التي يهوي بها هؤلاء النفر.
الآن، صارت حرب الحزم باليمن، لمنع تحوله لملحق إيراني، حرباً سيئة مجرمة قبيحة، في نظر الشبكات القطرية؟! طبعا هذا أتى بعد خروج الدوحة، بل قبل إخراجها، من جسد التحالف العربي باليمن لدعم الشرعية وتنفيذ القرارات الدولية حول اليمن.
لا تكف شبكات قطر عن التصويب على دول التحالف، خاصة السعودية والإمارات بخصوص الوضع في اليمن، وهي التي كانت لوقت قريب تدّعي - قطر - أنها فارس العرب ضد إيران!
من أمثلة ذلك مؤخرا، لن تكون الأخيرة طبعا، أن واجهة من هذه الواجهات قالت إنها ستشتكي دولة الإمارات لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب باليمن.
لم يقل أحد شيئا لسلطنة عمان عن حراجة الموقف باليمن، لكن مسقط كانت واضحة في الموقف، أما الدوحة، فالمشكلة معها، هي بالتشاطر والعمل تحت الأرض، خلال العقدين الماضيين، والآن اللعب على المكشوف، لضرب دول الخليج.
الإمارات، من خلال وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش بحسابه على «تويتر»، علقّت: إن هذه «المنظمة العربية لحقوق الإنسان وعنوانها قطر تقدمت ببلاغ إعلامي ضد الإمارات إلى محكمة الجنايات الدولية». يضيف الوزير الإماراتي: «المطلع يدرك أن التحرك إعلامي هدفه الضجيج، وهذا ديدن الدوحة».
طبعاً المنظمة غير حكومية، لكن الهدف واضح، وهو الصراخ والتشويش على موقف التحالف العربي، خاصة السعودية والإمارات.
هذا الإمعان القطري في الشقاق، ضد قطر نفسها قبل كل شيء، فقطر لم ولن تكون يوما من الأيام محافظة إيرانية، حتى تركض هذا الركض العجيب لصالح كسرى العصر.
لم ولن يكون الخلاف يوما داخل البيت الخليجي على وجود «اختلافات» في بعض السياسات بين الدول الأعضاء، أو الحفاظ على السيادة المدّعاة، فهذه سلطنة عمان تأخذ، غالبا، موقفا مختلفا في نزاعات دول الخليج مع الغير، ومن ذلك عدم اشتراك مسقط من الأساس في التحالف الخليجي والعربي تجاه الانقلابيين في اليمن.
لم يقل أحد شيئا لسلطنة عمان عن حراجة الموقف باليمن، لكن مسقط كانت واضحة في الموقف، أما الدوحة، فالمشكلة معها، هي بالتشاطر والعمل تحت الأرض، خلال العقدين الماضيين، والآن اللعب على المكشوف، لضرب دول الخليج.
أبدا، لم يكن الخلاف يوما، كما تدعي شبكات قطر، على سيادة دولة قطر وكرامتها، بل على منع الأخيرة من تخريب دول الآخرين.
بين السيادة والتآمر... فرق كبير.
نقلا عن " الشرق الأوسط "
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة