مصادر لـ"العين الإخبارية": الجيش الليبي يتأهب لإجهاض أي تحركات إخوانية
تسعى لإفشال اتفاق حفتر – السراج
مصادر استخباراتية ليبية في غرفة عمليات سرت الكبرى أكدت وجود تحركات مشبوهة للإخوان والقاعدة في مدينة سرت خلال الأيام القليلة الماضية.
أكدت مصادر استخباراتية ليبيبة لـ"العين الإخبارية"، الأربعاء، أن الجيش الوطني الليبي يتأهب لردع وإفشال أي تحركات من جانب جماعة الإخوان الإرهابية تهدف لإطالة أمد الأزمة في البلاد، وإفشال اتفاق حفتر - السراج.
وبدأت جماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا تحركاتها على المستوى السياسي والإعلامي لإفشال الاجتماع الأخير بين القائد العام للجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، الذي أكد إتمام التسوية السياسية للأزمة وإنهاء المرحلة الانتقالية بالبلاد.
- حفتر والسراج يتفقان في الإمارات على إنهاء المرحلة الانتقالية عبر انتخابات
- مسؤول ليبي لـ"العين الإخبارية": حفتر يسعى لمنع التدخل القطري والتركي
وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا اتفاق كل من السراج وحفتر، في اتفاق استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي في 27 فبراير/شباط الماضي، على إنهاء المرحلة الانتقالية عبر إجراء انتخابات في البلاد.
اجتماع السراج –حفتر لم يروق لجماعة الإخوان في ليبيا، المستفيدة من إطالة أمد الأزمة، التي على يقين كامل من أن الشارع الليبي لن يقبل بوجود الجماعة الإرهابية في أي انتخابات مقبلة.
وحاول القيادي الإخواني محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء - الذراع السياسية لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا - التقليل من الاجتماع الأخير بين حفتر والسراج، ونجاح البعثة الأممية في تقريب وجهات النظر والرؤى بين القوة الفاعلة على الأرض التي يمثلها المشير حفتر، والطرف المدعوم دولياً ممثلاً في رئيس المجلس الرئاسي الليبي.
وفي السياق، أكدت مصادر استخباراتية ليبية في غرفة عمليات سرت الكبرى - تتبع القيادة العامة للجيش الوطني الليبي - وجود تحركات مشبوهة لكتائب ومليشيات مسلحة في مدينة سرت، خلال الأيام القليلة الماضية، محذرة من إقدام مليشيات الإخوان والجماعة الليبية المقاتلة التابعة لـ"تنظيم القاعدة" الإرهابي، وبعض المرتزقة، على مهاجمة حقول النفط الليبية لتغيير المعادلة السياسية والعسكرية في البلاد.
وقالت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها - في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، الأربعاء، إن غرفة عمليات سرت الكبرى تراقب عن كثب جميع التحركات المشبوهة التي تقوم بها المليشيات المسلحة في مدن المنطقة الغربية وتحديداً مدينة سرت التي تعد أقرب مدينة إلى منطقة الهلال النفطي.
وأعلن "اللواء 73 مشاة"، التابع للجيش الوطني الليبي، الأحد الماضي، السيطرة على بوابة بوهادي جنوب مدينة سرت، غرب البلاد، وذلك "دون وقوع أي مقاومة من قبل المليشيات المسيطرة على المنطقة هناك".
ويأتي تقدم الجيش إلى جنوب مدينة سرت، بعد نجاح قوات الجيش الوطني الليبي من بسط سيطرته على أغلب مدن الجنوب الليبي، على إثر عملية عسكرية أطلقها في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، لتطهير جنوب غرب البلاد من الإرهابيين والعصابات الإجرامية والتشادية.
تقدم الجيش الليبي سريعاً في الجنوب واتجاهه إلى تطهير غرب البلاد، من الإرهابيين الذين فروا خلال المواجهات مع الجيش في الشرق أو الجنوب، لم تستسيغه جماعة الإخوان الإرهابية، والدول التي تمولها مثل قطر وتركيا، ليتم إعطاء الأوامر لأتباعهم بالحشد في مدينة سرت.
وقال المحلل السياسي الليبي عبدالحكيم فنوش، إن قطر وتركيا ستعملان على تهريب أسلحة وذخائر إلى المليشيات التي تدعمها في مدينة مصراتة، غربي البلاد، مؤكداً وجود حالة ارتباك شديدة في صفوف جماعة الإخوان الإرهابية من دخول قوات الجيش الليبي إلى العاصمة طرابلس.
وأضاف فنوش لـ"العين الإخبارية": "إن حاولت الإخوان الهجوم على الهلال النفطي أو فكرت بالذهاب إلى طرابلس ستصبح سرت مهددة وقد تفقدها لكن لا نستبعد منها أي شيء".
وأكد المحلل السياسي الليبي أن سيطرة الجيش الوطني على مدن الجنوب الليبي دفع جماعة الإخوان للجوء إلى قطر وتركيا للبقاء في السلطة، مشيراً إلى أن دخول قوات الجيش الليبي إلى مدن الجنوب أربك جميع الأطراف التي كانت على خصومة مع الجيش الليبي بمن فيهم فايز السراج.
وأشار فنوش إلى أن جماعة الإخوان سعت للحصول على دعم لإيقاف تحرك الجيش الليبي، خوفاً من تقدمه نحو المنطقة الغربية، مؤكداً أن توجه جماعة الإخوان الإرهابية إلى قطر وتركيا جاء كمحاولة للحصول على ما يدعمهم سواء بالسلاح أو المال أو بالتدخل السياسي لدى الأطراف الفاعلة.
وأكد أن اجتماع حفتر - السراج في أبوظبي أزعج جماعة الإخوان الإرهابية، التي تريد أن تكون طرفاً أساسياً في أي عملية توافقية أو سياسية تتم، مشيراً إلى وجود تهديد حقيقي لمشروع جماعة الإخوان الليبية، وهو ما دفعها لإثارة الفتنة وتحريك الدافع الجهوي والعرقي وتحديداً ضد أهالي برقة (المنطقة الشرقية)، مؤكداً أن الشعب الليبي سيحسم الأمر في نهاية المطاف بدعم المؤسسة العسكرية الليبية التي أصبحت المعبر الأساسي والرئيسي عن إرادة الشعب الليبي لاسترداد دولته المختطفة.
من جانبه، اعتبر إبراهيم بلقاسم، الباحث السياسي الليبي، أن التحركات العسكرية للجيش الوطني الليبي إلى غرب ليبيا، تهدف لملاحقة الإرهابيين الفارين من الجنوب أو الشرق الليبي، مضيفاً أنها تتم بتنسيق تام بن السراج وحفتر.
وتابع بلقاسم لـ"العين الإخبارية"، أن لقاء أبوظبي جاء لخلق تنسيق بين قوات الجيش الليبي ووزارة الدفاع بحكومة الوفاق، مضيفاً أن ذلك تم بالفعل لإبعاد شبح التصادم بين الطرفين وتفادي التصادم في الجنوب الليبي.
وحول قيام قوة تابعة للسراج (قوة حماية سرت) بالحشد في وجه الجيش الليبي، أكد بلقاسم أن الإخوان الإرهابية منزعجة بشدة جراء اتفاق حفتر والسراج.
وقال بلقاسم: "المجموعات المتطرفة من الإخوان وحلفائهم يرفضون هذا الاتفاق، ويرون أنه لا يمثلهم ولا يشملهم. التهديدات على الأرض تحركها مدينة في مصراتة (الحاضنة لجماعة الإخوان الإرهابية في ليبيا)".
aXA6IDE4LjE4OC4xNTQuMjM4IA== جزيرة ام اند امز