كوريا الجنوبية توجه ضربة "قاسية" لنفط إيران
كوريا الجنوبية تعلق تحميل النفط الإيراني في يوليو لأول مرة منذ 2012، وسط ضغط أمريكي لوقف جميع الواردات من النفط الإيراني.
أعلنت كوريا الجنوبية أنها لن تحصل على أي نفط أو مكثفات إيرانية في يوليو/ تموز الجاري، لتكون بذلك قد علقت جميع الشحنات لأول مرة في 6 سنوات وسط ضغط أمريكي لوقف جميع الواردات من النفط الإيراني، اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.. وفقا لتصريحات 3 مصادر مطلعة.
لكن مصدرا تجاريا مقره في شمال آسيا على دراية بترتيبات شحن النفط الإيراني، قال إن زبائن يابانيين مستمرون في الاستيراد حاليا، مع قيام عدد من المشترين بدراسة شراء النفط الإيراني حتى تحميل سبتمبر/ أيلول المقبل أي قبل دخول العقوبات حيز التنفيذ بشهرين.
يأتي تحرك كوريا الجنوبية، وهي من أكبر زبائن إيران الرئيسيين في آسيا إلى جانب الصين واليابان، في الوقت الذي تخوض فيه سول محادثات للحصول على استثناء من القيود الأمريكية على شراء النفط الإيراني على نحو مماثل للإعفاء الذي حصلت عليه خلال جولة العقوبات السابقة.
وقال المصدر المطلع على ترتيبات الشحن الإيرانية "الحكومة الكورية الجنوبية مارست ضغوطا لوقف المشتريات".. مضيفا أن كوريا الجنوبية لن تحصل على أي نفط من إيران اعتبارا من تحميل يوليو/ تموز الجاري.
وقال مصدران آخران إن كوريا الجنوبية ألغت تحميلات يوليو/ تموز الجاري لشحنات النفط الخام والمكثفات من إيران، وإن من غير المؤكد ما إذا كانت ستحصل على إعفاء من العقوبات الأمريكية على التجارة مع إيران.
ويعني الإلغاء أن كوريا الجنوبية لن تستورد نفطا إيرانيا في أغسطس/ آب المقبل، بما يمثل أول شهر تنخفض فيه الواردات إلى الصفر منذ أغسطس/ آب 2012 حين علق مشترون من كوريا الجنوبية مشتريات نفط إيرانية قبل الحصول على استثناء لاستيراد كميات محدودة من الخام الإيراني.
كانت الولايات المتحدة قالت في مايو/ أيار الماضي إنها منسحبة من اتفاق دولي بشأن برنامج إيران النووي. وفي أواخر يونيو/ حزيران الماضي طالبت حلفاءها بوقف جميع واردات النفط الإيراني، اعتبارا من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وقالت إن من المستبعد منح استثناءات.
وتريد الولايات المتحدة أن ينهي الحلفاء جميع واردات النفط الإيراني بحلول 4 نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، دون السماح بتقديم تمديد أو تنازل لذلك الإطار الزمني، خاصة أن المطالب الأمريكية تستهدف تجميد شريان الحياة الاقتصادية للدولة الراعية للإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، ضمن العقوبات المفروضة على برنامجها النووي.
وخفضت شركات التكرير الكورية الجنوبية منذ ذلك الحين مشترياتها من النفط الإيراني وتحولت إلى مصادر بديلة مثل الخام الأمريكي والأفريقي؛ بسبب ارتفاع أسعار خامات الشرق الأوسط وعدم اليقين بشأن التجارة مع إيران.
ومشترو النفط والمكثفات الإيرانية من كوريا الجنوبية هم إس.كيه إنرجي وإس.كيه إنتشون بتروكيميكال المملوكة لإس.كيه انوفيشن وهيونداي أويل بنك وهانوا توتال بتروكيميكال.
وقال المصدر المطلع على ترتيبات الشحن "مشترون يابانيون أيضا يختارون شحنات لأغسطس/ آب المقبل، على الرغم من عدم السماح لهم بشراء خام إضافي بخلاف الكميات المتفق عليها بعقود محددة الأجل".
كان رئيس جمعية البترول اليابانية قال الشهر الماضي: إن شركات التكرير اليابانية قد تضطر إلى التوقف عن تحميل النفط الخام الإيراني اعتبارا من الأول من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل إذا لم تحصل الحكومة على إعفاء آخر من العقوبات الأمريكية على إيران.
ومنتصف يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت مؤسسة النفط الهندية، أن واردات الخام الهندية من إيران ستتأثر سلباً من نهاية أغسطس/آب المقبل، بعد أن أخطر بنك الدولة الهندي شركات التكرير أنه لن يتعامل مع المدفوعات المتعلقة بالنفط القادم من إيران اعتباراً من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.
تأتي تلك الخطوة من جمعية البترول اليابانية ومؤسسة النفط الهندية بعد أن انسحب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي العالمي مع إيران، في الثامن من مايو/أيار الماضي، قائلاً إنه سيعيد فرض عقوبات في غضون 180 يوماً.
aXA6IDMuMTM3LjE2Mi4yMSA= جزيرة ام اند امز