تخريج القوات المشتركة بجنوب السودان.. تعثر يعرقل السلام
صعوبات تحول دون تخريج القوات المشتركة بين الحكومة والمعارضة بدولة جنوب السودان، ما يشكل معضلة بوجه سلام البلاد، وفق وسيط أفريقي.
تعثر دفع بالجنود إلى التوقف عن التدريب وهجر مراكزهم بمختلف أنحاء البلاد، في تطورات يخشى مراقبون أن تربك تنفيذ اتفاق سلام وقعته جوبا والمعارضة قبل نحو 3 سنوات.
مفوضية مراقبة وتقييم اتفاق السلام بدولة جنوب السودان؛ التابعة لوساطة الهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا (إيجاد)، حذرت من أن عدم تخريج القوات الموحدة يمثل معضلة كبيرة أمام تنفيذ بنود الاتفاق، خاصة بعد أن غادر الجنود معسكرات التدريب.
وفي تصريح لـ"العين الإخبارية"، قال الجنرال شارل قتواي، الرئيس المؤقت للمفوضية: "حتى الآن، لم يتم تخريج القوات المشتركة، وتلك معضلة كبيرة تواجه اتفاق السلام بدولة جنوب السودان، فقد قام الجنود بهجر المعسكرات ومراكز التدريب على امتداد البلاد بسبب النقص الحاد في الغذاء والأدوية والمستلزمات الضرورية".
وأضاف أن "الظروف في كل من مواقع التجميع ومراكز التدريب مستمرة في التدهور، ويمكن أن تزداد سوءا مع بداية موسم الأمطار".
وناشد قتواي الحكومة الانتقالية بدولة جنوب السودان ضرورة تمويل بند الترتيبات الأمنية، وتسريع عملية دمج وتوحيد القوات المشتركة، وضمان عملية نزع السلاح.
ومطلع الشهر الجاري، قالت السلطات في دولة جنوب السودان إنها تخطط لتخريج القوات المشتركة خلال الأسبوعين المقبلين، في ظل تصاعد الضغوط الدولية، معلنة وجود خطة حكومية لتخريج القوات الموحدة خلال هذا الشهر.
وقبلها بأسبوع، قال وزير الإعلام بحكومة جنوب السودان مايكل مكوي، إن حظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة هو السبب وراء تأخير تخريج القوات المشتركة التي نصت عليها اتفاقية السلام.
وردا عليه، قال دونالد بوث، المبعوث الأمريكي إلى السودان وجنوب السودان، إن الحكومة الانتقالية في جوبا يمكنها أن تقوم بتخريج القوات الموحدة دون الحاجة لاستيراد المزيد من الأسلحة للبلاد، مشيرا إلى أن الأوضاع الهشة لا تتحمل وجود أسلحة إضافية.
في الأثناء، تشير تقارير صحفية إلى مغادرة عدد من الجنود لمعسكرات التدريب في عدة مناطق بالبلاد بسبب تردي الأوضاع المعيشية لانعدام الغذاء والدواء.
وتطالب الأطراف الدولية أطراف اتفاق السلام بتنفيذ بنود الترتيبات الأمنية من أجل تعزيز عملية السلام والاستقرار بالبلاد.
ونصت اتفاقية الترتيبات الأمنية، المتضمنة في اتفاق السلام الموقع بين الحكومة وعدد من الفصائل المعارضة، على إصلاح القطاع العسكري وتشكيل قوات مشتركة تكون نواة للجيش المستقبلي للبلاد.
ووفق مراقبين، يعود تأخير عملية تخريج القوات المشتركة، التي أمضت أكثر من عام، لعدم توفر اللوجستيات، على الرغم من أن الاتفاق نص على تخريجها وتوزيعها مع بداية تشكيل الحكومة الانتقالية الجديدة في فبراير/شباط من العام الماضي.
ويواجه اتفاق السلام تحديات تتمثل في غياب الدعم والتمويل وانعدام الإرادة السياسية من الأطراف، إلى جانب عدم اعتراف عدد من الجماعات بالعملية السلمية في جنوب السودان.
وفي سبتمبر/أيلول 2018، وقعت الحكومة والمعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان، اتفاق سلام بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تم بموجبه تشكيل حكومة انتقالية ممثلة لجميع الأطراف الموقعة، دون استكمال كافة هياكلها.
aXA6IDMuMTQ0LjE3LjE4MSA= جزيرة ام اند امز