انشقاقات معارضة جنوب السودان.. الأمم المتحدة تدعو للحوار
انشقاقات بلغت حد المواجهات المسلحة ضربت المعارضة بدولة جنوب السودان، وأثارت قلق الأمم المتحدة بشأن تداعياتها على السلام الهش بالبلاد.
البعثة الأممية بدولة جنوب السودان طالبت أطراف المعارضة المسلحة بقيادة نائب رئيس الجمهورية ريك مشار والجنرال سايمون قاتويج، بالسعي من أجل حل خلافاتهم بالطرق السلمية حتى لا تؤثر صراعاتهم على تنفيذ بنود اتفاق السلام.
وقالت البعثة الأممية، في بيان: "نحن في الأمم المتحدة نعرب عن قلقتا البالغ للتطورات التي تشهدها المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان، والتي أدت لوقوع مواجهات مسلحة بين أطراف المعارضة في منطقة مقينص الأسبوع الماضي".
وأضاف البيان: "من جانبنا، نؤكد دعمنا الكامل لتنفيذ بنود اتفاق السلام (موقع مع الحكومة)، لأنه من المهم جدا الدفع بالعملية السلمية للأمام".
ولفت إلى أن البعثة تضم صوتها للهيئة الحكومية للتنمية بشرق أفريقيا "إيجاد" ولمؤسسة الرئاسة بدولة جنوب السودان، ومنظمات المجتمع المدني، في المطالبة بإدارة تلك الخلافات بطريقة سلمية.
وناشدت البعثة الأممية بقية الفصائل الموقعة على اتفاق السلام بدولة جنوب السودان تكثيف الجهود من أجل التطبيق الكامل لبنود الترتيبات الأمنية بما فيها مسألة تخريج القوات المشتركة كضرورة عاجلة.
وفي وقت سابق، اندلعت اشتباكات في منطقة أعالي النيل بين أنصار مشار والموالين للجنرال سايمون قاتويج، بعدما حاول الأخير أن يحل محل مشار رئيسا للحزب الذي ينتميان له (الحركة الشعبية لتحرير السودان).
والإثنين الماضي، قالت "إيجاد" إن الاشتباكات تتجاوز حزب مشار وتشكل تهديدا لبقية أنحاء جنوب السودان.
واندلعت الاشتباكات بعدما أعلن خصوم مشار عزله من رئاسة الحزب ومن جناحه العسكري، فيما اعتبر حلفاء مشار أن ما حصل "انقلاب فاشل".
وتبادل الجانبان الاتهامات حول من بادر بأعمال العنف في ولاية أعالي النيل الحدودية مع السودان.
وشكل القتال ضغطا إضافيا على اتفاق السلام الهش الموقع في 2018 لتقاسم السلطة بين مشار وخصمه القديم الرئيس سلفاكير ميارديت.
وأنهى الاتفاق حربا أهلية دامية (2013- 2018) في أحدث دولة في العالم وأسفر عن حكومة ائتلافية.
ويشغل مشار منصب نائب الرئيس، بينما يتولى غريمه سلفاكير الرئاسة، ويدير الطرفان البلاد حالياً في تعايش صعب بعدما تواجها خلال الحرب الأهلية.