مشاورات جنوب سودانية تستبق مفاوضات الخرطوم بشأن "أبيي"
اجتمعت لجنة حكومية من جنوب السودان، الثلاثاء، للتشاور قبيل المفاوضات المقرر عقدها مع الخرطوم لإيجاد الحل النهائي لقضية أبيي المتنازع عليها.
وعقدت اللجنة التي كونها رئيس دولة جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت، الاجتماع مع رئيس الإدارية وأعضاء حكومته إلى جانب أعضاء المجلس التشريعي والحزب الحاكم، بغرض الحصول على الدعم والمساندة في التفاوض مع الجانب السوداني الذي يتوقع أن ينطلق في الفترة المقبلة.
- خلاف "أبيي" مع جوبا.. لقاء سوداني أممي بالخرطوم
- لجنة "أبيي".. رياح سلام بين جوبا والخرطوم تخشى تقلبات السياسة
وقال دينق بيونق مجاك، إن "زيارة اللجنة لأبيي تعد الأولى من نوعها منذ تعيينها قبل عدة أشهر"، مشيرا إلى أنهم "وصلوا المنطقة ودخلوا في اجتماعات مكثفة اليوم مع عدد من الفعاليات الرسمية والشعبية"، واصفا اللقاءات التي تمت بـ"المثمرة".
وأضاف في حديث خاص لـ"العين الإخبارية": "لقد بدأنا اليوم سلسلة من اللقاءات التشاورية مع السلطات الإدارية بمنطقة أبيي ممثلة في رئيس الإدارية وأعضاء حكومته إلى جانب ممثلين عن المجلس التشريعي والحزب الحاكم".
وأشار "بيونق" إلي أن اللجنة حصلت على دعم ومساندة كبيرة من المجموعات التي التقتها بأمانة الحكومة بأبيي، مبينا بأنهم تلقوا أيضا عدة مقترحات مفيدة فيما يتعلق بالاستراتيجية التي يجب أن تتخذها اللجنة في المباحثات مع الجانب السوداني.
من جهتها، قالت نيانووت ميان كوال، المتحدث الرسمي باسم إدارية منطقة أبيي في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن "تعيين اللجنة القومية لحل قضية أبيي من قبل الرئيس سلفاكير أعاد إحياء روح الأمل في أهالي المنطقة".
وأضافت بالقول: "إن تعيين اللجنة الخاصة بقضية أبيي يعتبر خطوة عظيمة في اتجاه حل القضية بصورة نهائية، ونحن في الحكومة نؤكد دعمنا اللامحدود ومساندتنا لعمل اللجنة من أجل تحقيق السلام والاستقرار بالمنطقة".
وفي مايو/أيار الماضي أعلن رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت، عن تشكيل لجنة حكومية للتفاوض مع السودان حول ملف منطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين.
وكلف رئيس جنوب السودان في مرسوم رئاسي توت قلواك مستشار الشؤون الأمنية، برئاسة لجنة تتمثل مهامها في التوصل إلى حل نهائي بشأن ملف أبيي مع الجانب السوداني.
وينوب عنه في اللجنة دينق ألور كوال، وزير شؤون شرق أفريقيا بالحكومة الانتقالية وأحد القيادات السياسية للمنطقة، بجانب 7 أعضاء آخرين من بينهم من تولوا المسؤولية عن ملف المنطقة وبرلمانيون مشهود لهم بالخبرة في المجال العام.
وأعطت اتفاقية السلام الشامل السودانية الموقعة في 2005 مواطني منطقة أبيي حق التصويت في استفتاء يختارون فيه ما بين البقاء في السودان أو العودة لجنوب السودان.
غير أنه تعذر إجراء الاستفتاء بسبب عدم التوصل لاتفاق بين حكومتي البلدين حول الترتيبات الخاصة بإقامته.
وتمسكت الخرطوم بمشاركة قبيلة المسيرية، بينما تصر جوبا على أن يقتصر التصويت على قبيلة دينكا نقوك، بحجة أن الأخيرة غير مقيمة في المنطقة بشكل دائم، ويأتي سكانها للرعي في موسم الجفاف، وهو ما ترفضه الخرطوم التي تقول، إن "النشاط الرعوي لا ينفي صفة المواطنة".
ويقضي الرعاة من قبيلة المسيرية حوالي 8 أشهر من العام جنوب أبيي -من نوفمبر/تشرين الثاني، وحتى يونيو/حزيران، قبل أن ينتقلوا شمالا بماشيتهم التي تقدر بحوالي 10 ملايين رأس من الأبقار بخلاف بقية المواشي.
ونتيجة لفشل حكومتي الخرطوم وجوبا في الاتفاق على قواعد إجراء الاستفتاء وتشكيل المفوضية المشرفة عليه قامت قيادات منطقة أبيي بالشروع في إجراء استفتاء مجتمعي في الموعد المحدد من قبل الاتحاد الأفريقي.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2013 نظمت قبيلة دينكا نقوك استفتاء أحاديا، وصوّت الناخبون من المنتمين لقبائل دينكا بالموافقة على ضم أبيي إلى جنوب السودان، بنسبة 99.9% من الأصوات، وسط مقاطعة من حكومتي الخرطوم وجوبا، وقبيلة المسيرية.