قال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عبر حسابه على "تويتر" في 29 مايو/أيار الجاري: "بحمد الله أطلقنا في قصر الوطن التفاصيل العلمية لأحد أهم مشاريعنا في مجال الفضاء مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات".
المشروع يستمر 13 عاماً؛ 6 سنوات للتطوير و7 سنوات رحلة استكشاف، ستقطع خلالها المركبة الإماراتية MBR Explorer 5 مليارات الكيلومترات متجاوزة كوكب المريخ لاستكشاف 7 كويكبات والهبوط على آخر كويكب في 2034.
ويعد المشروع من الجهود العلمية الوطنية الإماراتية، وهو مشروع بحثي ومعرفي يشمل تأسيس شركات إماراتية خاصة في تكنولوجيا الفضاء وإنشاء مركز تحكم أرضي لمهمات الفضاء العميق وتدريب كوادر إماراتية جديدة في هذا القطاع.
في الوقت نفسه، أطلقت الصين المركبة الفضائية المأهولة "شنتشو-16" في يوم 30 مايو/أيار. ويعد بناء محطة الفضاء الصينية وإنشاء مختبر وطني للفضاء هدفين مهمين لتحقيق استراتيجية "الخطوات الثلاث" لمشروع الفضاء المأهول، ورمزاً مهماً لبناء دولة قوية بفضل الفضاء والعلم والتكنولوجيا، حيث نما الفضاء المأهول للصين من لا شيء إلى شيء ملموس واقعي، واستغرق الأمر 30 عاماً لتجاوز عملية التنمية التي استمرت نصف قرن في البلدان المتقدمة.
وقد أكد علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات لدى الصين، أن استكشاف الفضاء يطرح فرصاً جديدة بين الإمارات والصين للعمل معاً.
وقال الظاهري، في مقابلة لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية: "أصبحت الصين دولة رائدة في مجال الفضاء بما حققته من إنجازات في استكشاف القمر وبناء محطة فضائية، ويمكن للإمارات والصين تعميق تعاونهما في تدريب رواد الفضاء وإطلاق الأقمار الصناعية والمسابر الفضائية والمرافق الأرضية والتقنيات ذات الصلة".
فقد وقّعت الإمارات مذكرة تفاهم مع الصين للتعاون في مجال علوم الفضاء في عام 2015، وبعد التوقيع على مذكرة التفاهم، أصبح هناك تبادل للأبحاث العلمية في مجال دراسة الفضاء بين وكالة الفضاء الإماراتية ووكالة الفضاء الصينية. كما تتضمن المذكرة تبادل التدريب والمحاضرات وغيرها من برامج بناء القدرات المتصلة بعلوم الفضاء.
ووقع مركز محمد بن راشد للفضاء في عام 2022، مذكرة تعاون مع إدارة الفضاء الوطنية الصينية (CNSA) تنص على التعاون للقيام بمهمة مستقبلية مشتركة لاستكشاف القمر، وتمثل المذكرة بداية أول مشروع تعاون في مجال الفضاء بين الصين والإمارات، ما يضع حجر الأساس لمزيد من فرص التعاون الفضائي بين الطرفين في المستقبل.
ولا شك أن التعاون بين الصين والإمارات في مجال استكشاف الفضاء، يلهم كل من يمضي قدماً من أجل تحقيق حلم الفضاء وهو الحلم المشترك للبشرية. آمل أيضاً أن يتمكن رواد الفضاء الإماراتيون في المستقبل القريب من العمل في محطة الفضاء الصينية. كل استفسار في الفضاء هو بداية لاستكشاف جديد. من المؤكد أنها سوف "تحلّق" بشكل أكثر ثباتاً وأبعد في رحلة جديدة مليئة بالمجد والأحلام.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة