متمردو الشمال و«الإطار الاستراتيجي» في مالي.. ماذا بعد تعديل الاسم؟
في مرحلة ما، تخلت حركات مسلحة شمالي مالي عن مطلب الانفصال، وبدا أن اتفاق السلام الموقع مع باماكو قد يقي البلد الأفريقي شبح الانقسام.
كان من بين المجموعات الموقعة على الاتفاق -الذي انهار لاحقا-، حركات أزواد المسلحة والساعية للانفصال، والتي كانت تقاتل ضد الجيش المالي، قبل أن تتراجع عن مطلب الاستقلال، التزاما ببنود الاتفاق.
لكن ومع تبدل المعطيات، واستيلاء العسكر على الحكم عقب انقلاب جرى في يوليو/ تموز الماضي، طفا شبح التوتر مجددا خصوصا عقب إعلان المجلس العسكري الحاكم «إنهاء» الاتفاق.
ونهاية يناير/ كانون الثاني الماضي، أعلن المجلس «إنهاء» اتّفاق السلام الرئيسي الموقّع عام 2015 مع الجماعات الانفصالية الشمالية، "بأثر فوري"، في خطوة جاءت بعد أشهر من الأعمال العدائية بين المتمرّدين والجيش.
وصب القرار الزيت على نار التوترات في مناطق الشمال، هناك حيث يعاني السكان من تبعات تمرّد حركات أزواد المسلحة الساعية للانفصال، وهجمات تنظيم "داعش" وفصيل تابع للقاعدة.
«الإطار الاستراتيجي»
«الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية»، التحالف الذي يضم حركات أزوادية مسلحة يعدل اسمه جزئيا ليصبح «الإطار الاستراتيجي للدفاع عن شعب أزواد».
وسيقوده بلال أغ الشريف، زعيم «الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، وهو عضو في جماعة مسلحة منضوية ضمن هذا التحالف.
تعديل في الاسم يعتقد مراقبون أنه يتوافق أيضا مع إعادة تعريف الأهداف، فعندما تم إنشاء «الإطار الاستراتيجي الدائم للسلام والأمن والتنمية» في عام 2021، ضم التحالف المجموعات المسلحة التابعة لـ«تنسيقية حركات أزواد» وأيضا مجموعات موالية للحكومة.
وجميع هذه الحركات وقعت على اتفاق السلام مع الحكومة المركزية في باماكو، وسادت لأشهر شبه قناعة بأن أزمة البلد الأفريقي قد تجد طريقها نحو انفراجة دائمة.
لكن على الأرض، جرى انتهاك الاتفاق، واستأنفت الأعمال العدائية في الشمال، وحملت بعض الجماعات السلاح مرة أخرى ضد الجيش المالي، فيما اختارت بعض المجموعات الانضمام إلى السلطات الانتقالية.
وبدأ الاتفاق فعليا في الانهيار العام الماضي، عندما اندلع القتال بين الانفصاليين والقوّات الحكومية المالية في أغسطس/ آب، أي بعد ثماني سنوات من الهدوء، حيث سارع الجانبان إلى سدّ الفراغ الذي خلفه انسحاب قوّات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
في مكان سري
يجتمع قادة المتمردين حاليا في مكان غير معلوم، وذلك لأسباب أمنية، وقبل ذلك قاموا بتعديل اسم «الإطار الاستراتيجي» وتركيبته أيضا، حيث توسعت لتشمل تحت رايتها جميع الجماعات المسلحة في الشمال والتي تخوض حربا ضد الدولة المالية.
وفي تصريحات إعلامية، قال محمد المولود ولد رمضان، المتحدث باسم الإطار الاستراتيجي الجديد: «هدفنا الرئيسي هو الدفاع عن شعب أزواد ضد الجيش المالي».
وأضاف: «هؤلاء المجرمون الذين يطبقون سياسة الأرض المحروقة ضد مجتمعاتنا، الذين لا يفرقون بين السكان والحركات، ويطلقون النار على كل ما يتحرك، والضحية الأولى هم سكان أزواد».
نبرة تهديد تتجدد، فهل يصبح استقلال المناطق الشمالية في مالي، والتي يسميها المتمردون أزواد، هدفا محوريا وموحدا لجميع الحركات المسلحة الناشطة في الشمال؟.