صاحب أفضل مطعم بالعالم: كورونا أعاد التواصل بين الناس والطبخ
فيران أدريا ينظر بـ"حزن" إلى تأثير جائحة كورونا على القطاع، لكنه يعتبر أن العزل جعل الناس يتواصلون مجددا مع الطبخ
توقع الطاهي الإسباني فيران أدريا، أحد مؤسسي المطبخ الجزيئي، "مأساة" في قطاع المطاعم، خصوصا تلك التي تعتمد فن الطبخ الراقي بعد أشهر من الإغلاق واقتراب الموسم السياحي الذي يبدو كارثيا.
ولم تؤثر إجراءات العزل الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد كثيرا على عمل المؤسسة التي أنشأها الطاهي البالغ 58 عاما، والذي ينوي في أغسطس إعادة فتح مطعمه الشهير "إل بويي" بعد إغلاق استمر تسع سنوات، وفق حوار أجرته معه وكالة الأنباء الفرنسية.
وهذا المطعم كان حائزا 3 نجوم من دليل ميشلان وتوج 5 مرات بلقب أفضل مطعم في العالم من قبل مجلة "ريستورنت"، وسيعيد المطعم فتح أبوابه على شكل مركز أبحاث.
أدريا ينظر بـ"حزن" إلى تأثير جائحة كورونا على القطاع، لكنه يعتبر أن العزل جعل الناس يتواصلون مجددا مع الطبخ.
وإلى نص الحوار:
كيف تعيش إجراءات العزل؟
"استفيق عند الساعة الرابعة والنصف فجرا وأعمل حتى الساعة التاسعة مساء، أتوقف قليلا لتناول الطعام لكنني أعمل كثيرا. العمل عن بعد كان معتمدا نسبيا في مؤسسة إل بويي منذ سنوات لأنني أسافر كثيرا. واليوم لا يمكننا الخروج وهذا الأمر أكثر فعالية.
وتشاركت وصفات عبر الإنترنت وحاولت خصوصا أن أعلم الناس طريقة تنظيم المطبخ. وساعدني ذلك على استعادة روتين معين.
خارج العمل، أشاهد أحيانا في المساء وثائقي "ذي لاست دانس" عن فريق شيكاغو بولز ومايكل جوردان. إنه رائع وأوصي بمشاهدته لكل الذين يريدون فهم طريقة إدارة الأمور تحت الضغط".
كيف تغيرت جراء العزل وكيف تظن أن العالم سيتغير؟
في "إل بويي" كنت أمضي ستة أشهر في السنة في مونتجوي (خليج صغير في كوستا برافا حيث المطعم). أول شهرين ونصف الشهر كنت محجورا فعليا هناك. فكرة أن أعيش بمفردي بهدوء سبق لي أن اختبرتها.
على الصعيد الاجتماعي سيبقى الخوف من جائحة أخرى. عندما تؤسس شركة أو تقوم بمشروع في حياتك الشخصية ستقول بقرارة نفسك ماذا لو حلت جائحة أخرى؟.
لكنني من الأشخاص الذين يعتبرون أنه ما عدا ذلك، لن نتغير فعلا. فمنذ آلاف السنين يعاني البشر من التباهي والأنانية والتركيز على أنفسهم. ثمة أشخاص رائعون غير معروفين، أشخاص يساعدون ويتضامنون وقد رأيناهم خلال هذه الجائحة. لكنها نسبة صغيرة.
أما الآخرون، ومن بينهم أنا، فلن يتغيروا سيتباهون ويبقون أنانيين.
كيف ترون الوضع في قطاع الطعام وهو من الأكثر تضررا؟
"إنها مأساة صادمة. كل التوقعات في قطاعنا لم يعد لها أي معنى. بات الحديث عن المطبخ وعن الطبخ الكلاسيكي أو غير ذلك ثانويا.
السؤال المطروح الآن هو: هل أتمتع بالملاءة وهل يمكنني أن أعيد فتح مطعمي؟. في حال لم أعد أتمتع بالملاءة لن أتمكن من إعادة فتح مطعمي لأن الأمر لا يتعلق بفتح مطعم وانتهى الأمر.
في مؤسسة فندقية إن لم تصل نسبة الإشغال إلى 70 % انتهى الأمر إلا في بعض الاستثناءات.
لكن من سيذهب إلى مطعم لينفق مئة يورو مع كل المشكلات التي نتحدث عنها؟ لا أحد، نذهب إلى المطعم لأن ذلك نشاط اجتماعي. المهم هو أن نكون مع أصدقاء وتناول الطعام اللذيذ معهم. وإن استحال ذلك فسيكون الأمر صعبا جدا.
خلال فترة العزل تشارك الكثير من الطهاة وصفات عبر الإنترنت، كيف تفسرون ذلك؟
من الأمور التي تحققت خلال فترة العزل هو تعلم جزء من السكان الطبخ. قام البعض بذلك ليرفّهوا عن أنفسهم وآخرون لأنهم كانوا للمرة الأولى في حياتهم أمام خيار الطبخ أو شراء أطباق جاهزة كل يوم.
على هذا الصعيد، سيحصل فعلا تغير اجتماعي، وبعد أكثر مع العمل عن بعد.