حث الله عباده على التقرب إليه.
ومن أعظم القرب والعبادات: عبادة الصدقة، فالله تعالى يقول : "من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة"، فمن تصدق بماله ضاعف الله له الأجر والثواب، وكتب له الحسنات العظيمة، بل بشرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن الصدقة من أسباب البركة في المال وزيادته ونمائه قال عليه الصلاة والسلام : "ما نقص مال عبد من صدقة"، وذكر بعض العلماء أن الصدقة سميت صدقة لأنها تدل على صدق إيمان المتصدق لأنه قدم المال المحبوب للنفس لنيل رضا الله تعالى، وفي شهر رمضان المبارك كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر جدا من الصدقة وبذل المال حتى قال ابن عباس رضي الله عنهما : "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة ".
وبذل المال لله سبحانه وتعالى خاصة في شهر رمضان يكون على أنواع وأقسام فمن هذه الأنواع : أداء وإخراج الزكاة، فالموفق يدقق في أمواله فيسأل أهل العلم وجهات الاختصاص كصندوق الزكاة عن أمواله هل فيها الزكاة أم لا ؟ فبعض الناس قد لا يتصور أن الزكاة واجبة عليه فتمضي عليه السنوات ولم يخرج الزكاة، فلابد من السؤال، وأيضا عليه أن لا يؤخر الزكاة عن وقتها ويحرص على الطريقة الصحيحة في إخراج الزكاة وإعطاء المستحقين للزكاة، فإن فعل ذلك فقد أدى فرضه وأدى ما عليه، ومن أنواع بذل المال في شهر رمضان : الصدقة على الفقراء والمحتاجين، فكم في بذل المال من خير عظيم، فكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة كما جاء في الحديث الثابت، خاصة وأن أبواب الصدقة بالمال واسعة جدا، فيمكن للمتصدق أن يتصدق بما شاء، فلو تصدق بدرهم واحد فله الأجر إن شاء الله، ولو تخيلنا أن ألف شخص كل واحد منهم تصدق بدرهم واحد في كل يوم من شهر رمضان فإن المجموع سيكون ضخما للغاية، فلا تستقل الصدقة وتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تحقرن من المعروف شيئا ".
ومن أبواب النفقة في شهر رمضان : مشاريع الصدقات الجارية والوقف، فهذه المشاريع يستمر أجرها ولا ينقطع، ولو زار الواحد منا بعض الجمعيات الخيرية لوجد عشرات المشاريع الخيرية التي تدخل في الصدقات الجارية فليختر منها ما شاء.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة