انشقاق جديد بطرابلس.. وخبير: "صراع سيطرة بين الإخوان والرئاسي"
مجموعة من مليشيا غنيوة الككلي تنشق عن حكومة الوفاق في ظل الصراع على السيطرة بين الإخوان والمجلس الرئاسي.
أعلنت مجموعة مسلحة من مليشيات حكومة الوفاق الليبية غير الدستورية في العاصمة طرابلس انشقاقها الثلاثاء.
- خبيران ليبيان: انقسامات "رئاسي السراج" تدعم الجيش الوطني
- السيسي بـ"قمة السبع" يطالب بمساءلة ممولي الإرهاب في ليبيا
وقال المركز الإعلامي لغرفة عمليات الجيش الليبي في بيان إن مجموعة مسلحة من مليشيات الإرهابي المعروف بـ"غنيوة الككلي" قد أعلنت انشقاقها عن مليشيات المجلس الرئاسي.
وتابع البيان أن المجموعة المنشقة انسحبت بسياراتها المسلحة من محاور القتال بطريق المطار جنوبي طرابلس.
صراع على السيطرة
أحمد عطا، الباحث في الإرهاب الدولي، يرى أن السبب في عمليات الانشقاقات المتوالية بين مليشيات الوفاق، يتمثل في حالة الصراع على فرض السيطرة غير المعلنة بين مسؤول تنظيم الإخوان الإرهابي في ليبيا خالد المشري ورئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج.
وأشار عطا إلى أن سبب هذا الصراع هو طلب خالد المشري من السراج تجنيد الجماعة الليبية المقاتلة –الإرهابية وعناصر تنظيم القاعدة من أفريقيا في صفوف جيش الوفاق والاستغناء المرحلي عن المليشيات.
وكشف عطا أن مليشيا الصمود بقيادة الإرهابي المطلوب دوليا صلاح بادي كانت مستثناة من مخطط الاستغناء المرحلي، مضيفا أن المشري طالب السراج بأن يرفض أي حلول يطرحها غسان سلامة المبعوث الأممي في الوقت الراهن.
ونوه عطا بأن مقترح المشري وضع فايز السراج في مأزق خاصة أن هناك عددا كبيرا من المليشيات تقاتل في صفوف مليشيات السراج أبرزها مليشيا ثوار طرابلس التي تتكفل حاليا بحماية المجلس الرئاسي نفسه والمواقع الاستراتيجية.
اعتراف الإخوان
اشتعلت في الفترة الأخيرة الصراعات بين جماعة الإخوان الإرهابية والتنظيمات المسلحة والمجلس الرئاسي وعلى رأسه فايز السراج.
حتى وصل الأمر إلى أن رئيس مجلس الدولة عضو تنظيم الإخوان الإرهابي خالد المشري اعترف في مؤتمر صحفي، الإثنين، بوجود خلل في إدارة المعركة العسكرية لدى مليشيات حكومة الوفاق.
وصرح المشري بأن جماعة الإخوان الإرهابية من خلال مجلس الدولة الذي يرأسه ونواب مقاطعون في طرابلس بدأوا في خطوات عملية لتقليص عدد أعضاء المجلس الرئاسي وتكوين حكومة مصغرة ما يعد اعترافا واضحا بفشلهم العسكري والصراعات مع المجلس الرئاسي غير الدستوري.
انشقاقات متوالية
تأتي هذه الاستقالات الجديدة لتزيد من حدة الانشقاقات المتوالية التي تضرب حكومة الوفاق غير الدستورية، حيث استقال في وقت سابق، العديد من أعضاء المجلس الرئاسي الليبي بسبب اختلافهم على المواقف السياسية واتهامهم للمجلس بتبني توجهات خاصة تضر بالمصلحة العامة، وهم: عمر الأسود، وموسى الكوني، وعلي القطراني، وفتحي المجبري.
كما جاء هذا في ظل إعلان العديد من السفارات والدبلوماسيين الليبيين مؤخرا انشقاقهم عن الوفاق وإعلان تبعيتهم للحكومة المؤقتة ومن أبرزها البعثة الدبلوماسية الليبية لدى دولة أفريقيا الوسطى، وكذلك السفارة الليبية بالسنغال.
موجة الانشقاقات تأتي أيضا بالتوازي مع مقتل واختفاء أغلبية قادة المليشيات من محاور العاصمة، مثل هيثم التاجوري، وصلاح بادي، ومحمود بعيو شريخان ومحمد الحصان وغيرهم.
كما اشتعلت في الفترة الأخيرة الصراعات الداخلية بين المليشيات التابعة للمجلس الرئاسي غير الدستوري خاصة مليشيا "الردع"- يقودها عبدالرؤوف كاره- وثوار طرابلس التي يقودها هيثم التاجوري، على خلفية اختطاف عناصر إرهابية تابعة للأخيرة من قبل الأولى قبل هروبها من المعارك في العاصمة.
وأعلنت كتائب عدة تابعة لحكومة الوفاق انشقاقها عنها في الفترة الأخيرة، بينها الكتيبة "185 مشاة"، بقيادة العقيد محمد مفتاح الغدوي، وكتيبة العبور، من مكان تمركزها في مدينة بني وليد "جنوب العاصمة".
وكانت مديريات أمن النواحي الأربعة في ليبيا، وهي (سوق الخميس امسيحل، سوق السبت، السبيعة - سيدي السايح، قصر بن غشير)، أعلنت انشقاقها عن حكومة الوفاق غير الدستورية، في وقت سابق، وتبعيتها لوزارة الداخلية بالحكومة الليبية المؤقتة.