"الرذاذ السحري" للرياضيين.. حقيقة أم وهْم؟
من أكثر الأشياء التي لفتت الانتباه بمباريات كأس العالم استخدام ما يسمى "الرذاذ السحري" لعلاج اللاعبين. فما هو هذا الرذاذ وما مدى جدواه؟
الكثير من متابعي بطولة كأس العالم لكرة القدم الجارية حاليا في روسيا رأوا مشهدا يتكرر كثيرا يستخدم فيه أطباء الفرق المشاركة ما يسمى بـ"الرذاذ السحري" للاعب المصاب والذي يجعله يقف على قدميه سريعا، وكأن شيئا لم يحدث. فما هو هذا الرذاذ السحري، وأين يمكننا الحصول عليه؟
كشفت صحيفة "ذا سليت" الإلكترونية الأمريكية أن ذلك الرذاذ يمكن أن يكون ببساطة أي شيء، فقد يلجأ المدربون إلى أي من العلاجات العديدة للعلاج الميداني، وكلها يمكن أن تخرج من علبة أو زجاجة رذاذ أي بخاخ، وقد يستخدمون الماء البارد، أو قد يرشون صبغة من البنزوين حتى يتمكنوا من لصق ضمادة على بعض الجلد المتعرق.
والأغلب أن بعض علب الرذاذ السحرية تحتوي على مواد تبريد الجلد، مثل المواد الكيميائية المستخدمة عادة في تلك الحالات مثل كلوريد الإيثيل التي تقوم بتجميد وتخدير سطح الجلد عند التلامس.
ومن السهل طلب هذه العبوات عبر الإنترنت لكنها لا تساعد كثيرا على علاج الإصابة، حتى إن بعض المدربين لا يهتمون بمثل تلك البخاخات؛ لأن تأثيرها المخدر لا يدوم سوى بضع دقائق، وبالتأكيد لن تساعد لاعب كرة القدم كثيرا في استكمال البطولة، ولذلك فعبارة "الرذاذ السحري" تشير إلى القوة الكبيرة غير الحقيقية لمثل هذه البخاخات، بمعنى أنه إذا استجاب اللاعب بدنيّا للرذاذ فذلك دليل على أنه تحايل واصطنع الإصابة.
ومع ذلك، تظل مثل هذه العلاجات تلقى إقبالا كبيرا وليست جديدة. وربما تكون في شكل بخاخات الآن لكن أطباء الفرق كانوا يستخدمون فيما مضى ما يسمى "الإسفنج السحري".
وفي منتصف ستينيات القرن التاسع عشر، طور طبيب يدعى بنجامين ريتشاردسون أول رذاذ يستخدم كمخدر بارد، ونشرت آنذاك صحيفة "نيشن" رواية عن تركيبته السحرية في شهر مايو من عام ١٨٦٦ قالت فيها: "من خلال استخدام بعض السوائل، مثل الأثير في شكل الرذاذ الناعم البارد، يقل الألم في أي مكان مصاب من الجسد".