جرعة سبوتنيك والأخرى أكسفورد.. تجربة فريدة تستخدم لقاحي كورونا
ولد التشابه بين تقنيتي اللقاح الروسي سبوتنيك ولقاح أكسفورد، احتمالية الجمع بينهما في تجربة سريرية واحدة.
وبينما يستخدم اللقاح الروسي لكورونا نواقل فيروسية، عبارة عن أحد الفيروسات الغدية التي تسبب نزلات البرد عند البشر، يستخدم لقاح أكسفورد / إسترازينكا، أحد الفيروسات التي تسبب نزلات البرد عند الشمبانزي.
وفي كلا اللقاحين يتم نزع الجين المسؤول عن تكاثر الفيروس، ثم يتم استخدامه لنقل مادة وراثية خلوية من فيروس كورونا المستجد، مما يساعد على تحفيز جهاز المناعة ضد كورونا المستجد دون استخدامه الفيروس نفسه، وبهذه الكيفية لا يشكل الناقل الفيروسي والمادة الوراثية الموجودة بداخله أي خطر على جسم الإنسان.
وقاد التشابه بين اللقاحين صندوق الاستثمار المباشر الروسي (صندوق الثروة السيادي الروسي) ومركز جماليا الروسي القومي لبحوث الأوبئة، لتقديم اقتراح لشركة (استرازينكا) في 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، بشأن الدمج في التجارب السريرية بين أحد النواقل الفيروسية الخاصة باللقاح الروسي، مع الناقل الفيروسي الخاص بلقاحها، وهو الأمر الذي وافقت عليه الشركة البريطانية، لرفع فعالية لقاحها.
ويقول أحمد سالمان مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد إدوارد جينر بجامعة أكسفورد، مبررا الموافقة على هذه التجربة: "وجدنا في تجارب المرحلة الثالثة التي نشرت مؤخرا في دورية (ذا لانسيت)، أن جرعة ونصف من لقاحنا، أفضل من جرعتين كاملتين، وكان السبب المرجح لحدوث هذه النتيجة، هو ما جعلنا نفكر في الدمج مع اللقاح الروسي في تجربة واحدة".
ويوضح في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن أحد التفسيرات التي قدمت لكون الجرعة والنصف أفضل من جرعتين، أنك عندما تعطي جرعة عالية في البداية، فإن الجسم ليس لديه أي مناعة ضد الناقل الفيروسي، لأننا نستخدم (الأدينو فيروس) الذي يصيب الشمبانزي، وهذا يمنح الناقل الفيروسي الفرصة في إحداث عدوى للخلايا البشرية بشكل أكبر لعدم وجود مناعة مسبقة ضده، ويقوم بحقن المادة الوراثية الخاصة ببروتين فيروس كورونا (بروتين سبايك).
وعندما تقوم بإعطاء جرعة ثانية، فإن الجسم يكون قد شكل مناعة ضد الناقل الفيروسي، فيضيع جزءا كبيرا من اللقاح قبل أن يصل إلى الخلايا ويحقنها بالمادة الوراثية متضمنة التسلسل الجيني لبروتين (سبايك).
وانطلاقا من ذلك، فإن الأفضل أن تعطي جرعة منخفضة في البداية، حتى لا تكون المناعة التي تتشكل ضد الناقل الفيروسي قوية، وبالتالي يمكن للناقل الفيروسي في الجرعة الثانية الوصول بشكل أفضل للخلايا وحقن المادة الوراثية الخاصة بالبروتين.
وعن العلاقة بين ذلك والتعاون مع اللقاح الروسي، يضيف سالمان: "بنفس المنطق فكرنا أنه إذا تم إعطاء الجرعة الأولى كاملة من لقاح أكسفورد، فإن الجسم لا يكون لديه أي مناعة ضد الناقل الفيروسي، وهذا يمنح الناقل الفيروسي الفرصة في إحداث عدوى للخلايا البشرية بشكل أكبر لعدم وجود مناعة مسبقة ضده، ويقوم بحقن المادة الوراثية الخاصة ببروتين (سبايك)".
وأضاف: "إذا استخدمنا في الجرعة الثانية لقاحا يستخدم ناقلا فيروسيا مختلفا، وهو اللقاح الروسي الذي يستخدم (الأدينو فيروس المسبب لنزلات البرد عند البشر)، فربما يكون ذلك مفيدا في زيادة الفعالية، لأن الجسم لن يكون لديه مناعة ضد هذا الناقل الفيروسي، وبالتالي سيتمكن من الوصول بشكل أفضل للخلايا وحقن المادة الوراثية الخاصة ببروتين فيروس كورونا المستجد".
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز