نهر دماء ورماد يتساقط كالثلج.. روايات الناجين من مذبحة سريلانكا
في يوم المذبحة والمأساة شهدت العاصمة السريلانكية المنكوبة بالإرهاب 8 تفجيرات في احتفالاتها بعيد القيامة
"بمجرد أن أغمضت عيني سمعت الدوي الهائل، وعندما فتحتها رأيت النيران في كل مكان، فصرخت خوفا"، بهذه الكلمات استهلت جايالاكشي حديثها لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية حول اللحظات الدامية لبداية تفجيرات العاصمة السريلانكية كولومبو.
باكية، أضافت ديفيد (48 عاماً)، من داخل المستشفى التي ترقد بداخلها مع عدد من الناجين: "لقد هربنا جميعا من الكنيسة، وعندما عدت وجدت جثتي ابني وصهري كانتا ترقدان هناك".
وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد الساعة 8:30 صباحا (بالتوقيت المحلي)، أثناء إقامة قداس "عيد الفصح" في كنيسة "القديس أنتوني"، وقع الانفجار الأول من بين 8 انفجارات في يوم المذبحة والمأساة في العاصمة السريلانكية.
- سريلانكا: توقيف 8 أشخاص على صلة بالهجمات الإرهابية
- سريلانكا تفرض حظر التجوال بأثر فوري بعد تفجير ثامن في العاصمة
كان القس قد طلب لتوه من المصلين أن يغمضوا أعينهم في الصلاة، عندما انفجرت القنبلة التي يعتقد أن من فجرها هو مهاجم انتحاري كان يجلس مع المصلين.
وأظهرت لقطات فيديو من الشارع خارج الكنيسة لحظة اندلاع الانفجار عبر السقف، وهروب الناجين إلى الطريق ومنهم القس تغرقهم الدماء، وفي الداخل، كانت الجثث متناثرة على الأرض.
"كان نهرا من الدماء، والرماد يتساقط كالثلج"، بهذه الكلمات وصف المشهد إيه سومانابالا، وهو صاحب متجر محلي هرع لمساعدة الجرحى.
بعد لحظات، على بعد بضعة أميال شمال العاصمة، دخل اثنان من الانتحاريين كنيسة القديس سيباستيان في بلدة نيجومبو وفجرا متفجراتهم، وقتلا 65 شخصا على الأقل.
وفي أنحاء الجزيرة، لقي العشرات حتفهم عندما هاجم مسلحون كنيسة صهيون في باتيكالوا على الساحل الشرقي للجزيرة.
غير مدركين للرعب الذي يجتاح أنحاء البلاد، كان السياح يتوافدون لتناول الإفطار في مطعم بفندق "شانجريلا" الفاخر في الساعة 8.57 صباحا، عندما سار مهاجم آخر عبر الباب.
وكتبت إحدى الضيوف، ساريتا مارلو، على "فيسبوك": "شعرنا بالانفجار في الطابق السابع عشر حيث كنا ننام".
وأضافت: "بعد دقائق قليلة، طُلب منا إخلاء الفندق. أثناء الركض على الدرج، رأيت الكثير من الدماء على الأرض ولكننا كنا نجهل ما حدث بالفعل".
وفي الوقت نفسه، أصابت الانفجارات المنسقة فندقين آخرين في كولومبو هما "سينامون جراند" و"كينجزبري"، اللذان يتمتعان بشعبية لدى السياح.
وقال مدير في فندق "سينامون جراند"، إن المهاجم حجز في الليلة السابقة باسم محمد عزام محمد لكنه أعطى عنوانا خاطئا.
وأشار إلى أن المهاجم التقط طبقا، واختلط وسط الضيوف في طابور الانتظار عند مكان الإفطار قبل تفجير متفجراته.
وأضاف: لقد وصل إلى مقدمة الطابور وأشعل المتفجرات. أحد مديرينا الذين يستقبلون الضيوف كان من بين الذين قتلوا على الفور".
ووفقا للصحيفة، أعادت المذبحة إحياء ذكرى الحرب الأهلية، عندما قام متمردو نمور التاميل بضرب أهداف مدنية، بما في ذلك الفنادق والمطاعم والمطارات.
في السياق، قال وزير الدفاع، هيماسيري فرناندو: "لقد مرت 10 سنوات على آخر مرة رأينا فيها هذا النوع من الرعب".
ورغم الخوف من العودة إلى الأيام المظلمة من الماضي، احتشد السريلانكيون للمساعدة، في طوابير للتبرع بالدم للجرحى بأعداد فاقت احتياجات بنوك الدم، وحث المسؤولون الجمهور على البقاء في أمان والعودة إلى ديارهم.
ولم ينته العنف، ففي حوالي الساعة 2:15 مساء، وردت تقارير عن انفجار سابع، أسفر عن مقتل 2 في منزل "نيو تروبيكال"، وهو بيت ضيافة صغير في جنوب العاصمة، وقال أحد الشهود للتلفزيون المحلي إنه رأى رأسا مقطوعا في الموقع، يُفترض أنه رأس المفجر.
وطوال اليوم، كانت قوات الأمن تخوض عمليات مطاردة مستميتة للمهاجمين، وقادهم البحث إلى مجمع سكني في حي ديماتاجودا في كولومبو، حيث كان المفجرون ينتظرون.
وعندما داهمت القوات الخاصة إحدى الشقق، فجر إرهابي آخر نفسه، فقتل 3 من أفراد من الأمن، قبل أن تقتحم القوات المبنى مجددا، مما أدى إلى نشوب معركة، وفقا لتقارير محلية.
وألقت القوات القبض على 7 مشتبه بهم، ونقل 3 إلى المستشفى للعلاج، وأفادت تقارير أن أحد المشتبه بهم هرب سيرا على الأقدام، بينما كانت تلاحقه جنود ومروحية.
بعد غارات أخرى في جميع أنحاء العاصمة، انقضت الشرطة على رجل يشتبه في قيادته شاحنة كانت تنقل متفجرات، وفرض حظر التجوال من الساعة 6 مساءً مع استمرار العنف.