شكاوى إغلاق كورونا بجنوب السودان: الفيروس أهون من الموت جوعا
انتقد مواطنون بدولة جنوب السودان قرار الحكومة بفرض إغلاق جزئي، محذرين من أنه سيؤثر على أوضاعهم الحياتية الصعبة أصلا.
وعبر عدد منهم عن خوفهم من أن يؤثر قرار الحكومة بإغلاق البلاد جزئيا لمدة شهر في سياق التدابير الوقائية للحد من انتشار جائحة كورونا، على أعمالهم اليومية وسيمنعهم من الحصول على قوتهم اليومي، مطالبين الحكومة بمراجعة القرار واتخاذ تدابير أخرى لا تحد من حركة الأشخاص.
وأعلنت حكومة جنوب السودان، الأسبوع الماضي، عن إغلاق جزئي للبلاد للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، يتضمن إغلاق المدارس ومنع التجمعات والمناسبات الدينية والفعاليات السياسية لمدة شهر.
وقالت مونيكا جوان بيتر، وهي ربة منزل تعمل كبائعة شاي في مدينة جوبا، إن القرار سيؤثر بشكل كبير على حياتها لأنها تعول ابنيها الاثنين، ولا تعتمد على زوجها الذي يعمل في الشرطة لأن راتبه يتأخر لأكثر من 8 شهور.
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "هذا الإغلاق سيؤثر على حياتنا بشكل كبير، سيجعلنا عرضة للجوع أنا وأبنائي، ونطالب الحكومة بمراجعة القرار والنظر لأوضاعنا نحن المساكين الذين نعمل برزق اليوم في السوق".
وكان نائب رئيس الجمهورية لشؤون الخدمات، حسين عبد الباقي، قد برر الإغلاق الجزئي للبلاد لمدة شهر، بارتفاع معدلات الإصابة بالمرض وعدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية كارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي.
أما وليم نيانغ، الذي يعمل على ماكينة لتصوير الأوراق بجامعة جوبا، فيطالب الحكومة بمساعدة الأسر و الأشخاص الذين سيتأثرون مباشرة بقرار الإغلاق، خاصة ذوي الدخول المحدودة من أمثاله.
وقال لـ"العين الإخبارية": "الآن سيتم إغلاق الجامعة، وستتأثر بهذا القرار قطاعات عريضة، وليس بمقدوري الحصول على ما يساعدني في رعاية أمي وبقية إخوتي الخمسة، فأنا المسؤول عنهم بعد وفاة والدي، فكيف سأواصل حياتي، وأنا أعتمد بشكل رئيسي على هذه الماكينة لتصوير أوراق لطلاب الجامعة".
وأشار نيانغ إلى أنه ليس لديه اعتراض على قرار الحكومة بالإغلاق الجزئي من أجل السيطرة على انتشار فيروس كورونا، لكنه طالب بأن تكون هناك مساعدات مالية للقطاعات التي ستتأثر بهذا القرار.
في ذات الوقت قال سواكا ماريو، الناشط المدني وصاحب مبادرة محلية للتوعية بفيروس كورونا، إن قرار الحكومة قد لا يجد طريقة للتنفيذ بالشكل المطلوب، لأنه سيتعرض للخرق بسبب ضعف أجهزة القانون والرقابة بالبلاد.
وأضاف لـ"العين الإخبارية": "الأفضل للحكومة أن تفتح الأسواق وتفرض على الناس ارتداء الكمامات وأن توزع المعقمات على الشرائح الضعيفة"، وتابع: "التوعية هي الحل وليست القرارات الفوقية التي سيتضرر منها المواطن العادي".
وقالت ايستا جون (40 سنة)، وتعمل بائعة أطعمة بمعهد جوبا، الذي يضم عددا من المدارس، فترى أن قرار الحكومة يحكم عليهم بالجوع، خاصة أنها لا تملك أي مصدر آخر للدخل.
وأضافت لـ"العين الإخبارية": "أنا أرملة، توفي زوجي وترك لي عددا من الأطفال، أصبحت أبيع الطعام لطلاب المدارس هنا حتى أستطيع رعاية أبنائي، ومع قرار إغلاق المدارس، أين سنذهب؟ ومن سيتكفل بمصروفاتنا اليومية؟!".
وقالت إنها ستتوجه إلى مكتب نائب الرئيس لتطلب منه التكفل بمسؤولية أبنائها لحين فتح المدارس، وتضيف: "الموت بكورونا أهون بالنسبة لي من الموت جوعا" .
ويعاني العديد من المواطنين في جنوب السودان من أوضاع اقتصادية بالغة السوء بسبب ارتفاع معدلات التضخم بجانب التأثيرات الاقتصادية الكبيرة التي تركتها عليهم جائحة كورونا، وتراجع الاستثمارات الأجنبية بسبب الحرب التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية.
وسجلت جنوب السودان في الأسبوع الماضي أكثر من 280 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، لتبلغ بذلك جملة الإصابات بالبلاد إلى 4542 إصابة منذ أبريل الماضي.
كما بلغ عدد الوفيات 66 حالة، فيما تعافى حوالي 3714 من المرض.
وتقدمت دولة جنوب السودان بطلب رسمي للحصول على 5 ملايين جرعة من لقاحات فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) من خلال برنامج "كوفاكس" التابع للتحالف العالمي للقاحات والتحصين (جافي)، لحماية مواطنيها من خطر الإصابة بالفيروس.
aXA6IDE4LjExOS4xNjMuOTUg جزيرة ام اند امز