إضراب ستاربكس.. 300 متجر تحت ضغط العمال لتحقيق حقوقهم
أدى إضراب عمال ستاربكس إلى إغلاق العديد من المتاجر في الولايات المتحدة، مطالبين بتحسين شروط العمل والاعتراف بهم وفقا لنقابة عمال الشركة.
بدأ إضراب ستاربكس، يوم الجمعة الماضي، في عدة مدن رئيسية مثل لوس أنجلوس وشيكاغو وامتد ليشمل أكثر من 300 متجر، ويعكس هذا الإضراب التوترات المتزايدة بين النقابات والشركات الكبرى، حيث يسعى العمال لتحقيق حقوقهم الأساسية وتحسين ظروف العمل، وفي هذا التقرير سوف نطلعك على قصة إضراب ستاربكس أسبابها وتفاصيل الإضراب.
تفاصيل إضراب فروع مقهى ستاربكس
حسب وكالة أسوشيتد برس الأمريكية أغلق إضراب عمال ستاربكس 59 متجرا لمدة 5 أيام في مدن مثل لوس أنجلوس وشيكاغو في البداية، قبل أن يمتد إلى بوسطن ودالاس وبورتلاند، وتضمن الإضراب انضمام عمال من مدن أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما أدي إلى توقف أكثر من 5000 عامل عن العمل.
وقالت نقابة عمال ستاربكس، التي تمثل نحو 10 آلاف عامل في بضع مئات من فروع ستاربكس المنتشرة في كل مكان والتي يبلغ عددها نحو 16500 فرع في الولايات المتحدة، إن عمال المقاهي في بوسطن وفيلادلفيا وبورتلاند وتوسون أضربوا عن العمل يوم الإثنين كجزء من خطة لزيادة عدد الموظفين المضربين على مدار خمسة أيام.
يحتج العمال على عدم إحراز تقدم في مفاوضات العقد مع الشركة، إذ تُشير النقابة إلى أن ستاربكس لم تلتزم بالتعهدات السابقة لحل القضايا التي تتعلق بالأجور وظروف العمل منذ عام 2021.
ولذلك صوت عمال في 535 متجرا للانضمام إلى نقابة عمال ستاربكس، مما يعكس زيادة الوعي حول حقوق العمال في القطاع؟
وعلى الرغم من أن ستاربكس أكدت أن 98% من متاجرها لا تزال مفتوحة، فإن الإضراب يُعد الأكبر في تاريخ الشركة، ويأتي في واحدة من أكثر الأوقات ازدحاما في السنة.
ومن جانب النقابة تتوقع أن يستمر الضغط على الشركة لتحقيق مطالبها، مما يجعل الإضراب خطوة مهمة في مسيرة العمال نحو تحسين ظروفهم.
أسباب إضراب عمال ستاربكس
- يشتكي العمال من فشل الشركة في التوصل إلى اتفاقيات عمل جديدة منذ بدء جهود النقابة في عام 2021.
- يشمل الاحتجاج إلى قضايا تهم ممارسات العمل غير العادلة التي رفعها العمال مما يثير قلقهم حيال حقوقهم.
- يسعى العمل في فروع ستاربكس إلى زيادة الأجور وتحسين ساعات العمل، بالإضافة إلى زيادة عدد الموظفين، حيث تطالب النقابة بأجر أساسي لا يقل عن 20 دولارًا في الساعة، مع زيادات سنوية بنسبة 5%.
النتائج المترتبة على إضراب ستاربكس
- أثر الإضراب على عمليات ستاربكس حيث أغلق نحو 170 متجرا مما أدى إلى تقليص الخدمات خلال أحد أكثر الأوقات ازدحاما في العام.
- أسهم الإضراب في تسليط الضوء على قضايا العمال في الشركات الكبرى مما أدى إلى دعم من المجتمع.
- قالت ستاربكس من تأثير الإضراب مشيرة إلى أن 98% من متاجرها لا تزال مفتوحة لكنها تعكس قلقا بشأن التوترات المستمرة.
قاطرة الاقتصاد العالمي.. رهن «مغامرات» ترامب في 2025
ماذا يقول ستاربكس؟
أشارت كيلي، المديرة التنفيذية لشركة ستاربكس، إلى أن مقترحات النقابة تعني زيادة الحد الأدني للأجور بالساعة بنسبة 64% فورًا و77% خلال ثلاث سنوات، ووصفت ذلك بأنه غير واقعي، وأوضحت أن هذه المقترحات ليست مستدامة، خاصةً مع الاستثمارات المستمرة في حزمة المزايا التي تقدمها الشركة والتي تميزها كصاحب عمل.
وتشمل مزايا ستاربكس الرعاية الصحية، التعليم الجامعي المجاني، إجازة عائلية مدفوعة الأجر ومنح أسهم الشركة، وتؤكد الشركة أن متوسط الأجر مع المزايا يصل إلى نحو 30 دولارا في الساعة للغالبية العظمى من العمال الذين يعملون 20 ساعة على الأقل أسبوعيا.
لكن نقابة العمال المتحدة ترفض وصف ستاربكس لمقترحاتها، حيث وصفت مندوبة التفاوض ميشيل إيزن المقترحات بأنها "كاذبة ومضللة".
وتطالب النقابة بأجر أساسي لا يقل عن 20 دولارا في الساعة، مع زيادات سنوية بنسبة 5%، وجداول عمل أكثر اتساقا، وتحسين بروتوكولات الإجازات المدفوعة.
تحليل الوضع الحالي
قال خبراء في العمل لشبكة "إيه بي سي نيوز" إن الاضطرابات العمالية قد تفتح المجال لاستئناف المفاوضات، مما قد يؤدي إلى اتفاق عقد بين الجانبين، ومع ذلك إذا اتضح أن الاتفاق بعيد المنال فقد يزداد العمال معارضتهم للشركة عبر إضرابات إضافية أو تكتيكات ضغط أخرى، كما يُحتمل أن تتبنى الشركة نهجًا أكثر عدوانية، مما قد يؤدي إلى اتخاذ إجراءات صارمة ضد تنظيم النقابات.
الأيام الأخيرة من الإضراب أوقفت فترة من الهدوء النسبي بين ستاربكس والنقابات، في فبراير/شباط، أعلن اتحاد عمال ستاربكس والشركة أنهما سيعملان على وضع "إطار أساسي" للتفاوض الجماعي، لكن النقابة انتقدت ستاربكس لفشلها في تقديم اقتراحات قابلة للتطبيق بشأن القضايا الاقتصادية.
أفادت نقابة عمال الولايات المتحدة بأن ستاربكس لم تقترح زيادات فورية في الأجور لمعظم العاملين، مع ضمان زيادة بنسبة 1.5% فقط في السنوات القادمة.
وفي المقابل، أكدت ستاربكس أن النقابة اقترحت زيادة فورية بنسبة 64% في الحد الأدنى للأجور، وزيادة إجمالية بنسبة 77% على مدار ثلاث سنوات، وهو ما وصفته الشركة بأنه "غير مستدام".
من جانبه، صرح إيزن من النقابة بأنهم وصلوا إلى نقطة في المفاوضات تتطلب تذكير ستاربكس بقوة العمال وتأثير الإضرابات، ولم تستجب الشركة لطلب التعليق وفقًا "إيه بي سي نيوز".
في رسالة عامة، قللت سارة كيلي، نائبة الرئيس التنفيذي، من تأثير الإضرابات، مشيرة إلى أن غالبية متاجر ستاربكس مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، أكدت أن الشركة مستعدة لمواصلة المفاوضات عند عودة النقابة إلى طاولة المفاوضات.