الأسواق في ثالث أيام رفع الفائدة.. صعود الدولار والذهب والنفط والأسهم
تغيرت موازين الأسواق في ثالث يوم بعد رفع الفائدة على الدولار 0.5%، لتقفز أسعار الذهب والنفط والدولار وتتباين الأسهم العالمية.
الدولار لأعلى مستوى في 20 عاما
حوم مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوياته في 20 عاما مقابل العملات الرئيسية الأخرى اليوم الجمعة، إذ عززت عمليات البيع في الأسواق في مواجهة مخاوف الركود العالمي عملة الملاذ الآمن.
وفتحت الأسهم الأوروبية على انخفاض وتتجه نحو تسجيل أسوأ أسبوع لها في شهرين، بعد هبوط حاد في وول ستريت.
ظلت العملة الأمريكية مرتفعة وسط توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي سيشدد السياسة النقدية بوتيرة أسرع من أقرانه لوقف التضخم الجامح.
وقال محللون إن تقرير الوظائف الأمريكية المرتقب المقرر صدوره في وقت لاحق اليوم قد يعزز الحجة لتشديد قوي.
يتوقع الاقتصاديون إضافة 391 ألف وظيفة في الولايات المتحدة الشهر الماضي، وفقا لاستطلاع أجرته رويترز.
وارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة مقابل سلة من ستة عملات رئيسية منافسة، 0.5% في ساعات التداول الأوروبية المبكرة ليسجل أعلى مستوى في 20 عاما عند 104.07 نقطة.
لكنه فقد قوته لاحقا في تداولات متقلبة، واستقر في أحدث معاملات عند 103.55. وبدا واضحا أن المؤشر سيحقق مكاسب للأسبوع الخامس على التوالي، بارتفاع 0.3% خلال الأسبوع.
وفقد اليورو ما يصل إلى 0.5% مقابل الدولار في ساعات التداول الأوروبية المبكرة، قبل أن يعكس مساره. وكان مرتفعا في أحدث تداولات 0.2% إلى 1.05555 دولار.
واستقر الجنيه الإسترليني إلى حد بعيد بعد انخفاضه في وقت سابق إلى ما دون 1.23 دولار للمرة الأولى منذ ما يقرب من عامين، وذلك بعد يوم من إرسال بنك إنجلترا تحذيرا شديدا من أن بريطانيا تخاطر بضربة مزدوجة من الركود وتضخم يتجاوز عشرة بالمئة.
وانضم بنك إنجلترا إلى مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي ورفع أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية إلى واحد بالمئة.
وتراجع الين قليلا مقابل الدولار، إذ انخفض 0.2% إلى 130.46 ين للدولار.
وبالنسبة للعملات المشفرة، نزلت عملة بيتكوين قليلا وجرى تداولها عند ما يزيد قليلا على 36 ألف دولار.
أسعار الذهب اليوم
ارتفعت أسعار الذهب اليوم الجمعة لليوم الثاني على التوالي بعدما رفع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لكبح جماح التضخم الذي يرى البنك المركزي أنه عامل يهدد الاقتصاد، في حين استبعد رفع أكبر للفائدة خلال هذا العام.
وبحلول الساعة 4:34 بتوقيت شرق الولايات المتحدة زاد الذهب في المعاملات الفورية 0.10% إلى 1879.15 دولار للأوقية (الأونصة).
وارتفعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.09% إلى 1877.30 دولار للأوقية.
ورفع المركزي الأمريكي سعر الفائدة أمس الأول الأربعاء بمقدار نصف نقطة مئوية في أكبر قفزة منذ 22 عام، وناشد رئيس المركزي جيروم باول الأمريكيين الذين يعانون من ارتفاع التضخم التحلي بالصبر بينما يتخذ المسؤولون إجراءات قاسية للسيطرة عليه.
ويترقب المستثمرون الآن بيانات الوظائف الأمريكية في القطاعات غير الزراعية لشهر أبريل نيسان لتقييم تأثيرها على السياسة النقدية. ورفع مجلس الاحتياطي الاتحادي يوم الأربعاء سعر الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، وهو الرفع الأكبر منذ 22 عاما.
ويميل إقبال المستثمرين على الذهب الذي لا يدر عائدا إلى التراجع عندما ترتفع أسعار الفائدة.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة 1% إلى 22.28 دولار للأوقية، وهبط البلاتين 3% إلى 951.42 دولار ونزل البلاديوم أيضا 3% إلى 2123.95 دولار.
النفط نحو القمة
صعدت أسعار النفط للجلسة الثالثة على التوالي اليوم الجمعة متجاهلة المخاوف بشأن النمو الاقتصادي العالمي إذ أدت عقوبات الاتحاد الأوروبي الوشيكة على النفط الروسي إلى زيادة احتمال نقص المعروض.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.08 دولار، أو 1.88%، إلى 112.98 دولار للبرميل بحلول الساعة 0922 بتوقيت جرينتش، في حين قفزت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي دولارين أو 1.85% إلى 110.26 دولار للبرميل.
والخامان في طريقهما لتسجيل ارتفاع للأسبوع الثاني على التوالي، مدعومين باقتراح الاتحاد الأوروبي التخلص تدريجيا من إمدادات النفط الخام الروسي في غضون ستة أشهر والمنتجات المكررة بحلول نهاية 2022. كما أنه يحظر جميع خدمات الشحن والتأمين الخاصة بنقل النفط الروسي.
قالت ثلاثة مصادر بالاتحاد الأوروبي لرويترز اليوم الجمعة إن الاتحاد يعدل خطته الخاصة بالعقوبات في محاولة لكسب تأييد الدول المعارضة.
وقال ستيفن برينوك المحلل في بي.في.إم "حظر الاتحاد الأوروبي الذي يلوح في الأفق على النفط الروسي سيسبب نقصا حادا في الإمدادات. وفي جميع الأحوال، فإن أوبك+ ليست في حالة مزاجية تدفعها للمساعدة، حتى مع ارتفاع أسعار الطاقة بما يسفر عن مستويات ضارة من التضخم".
في تجاهل لدعوات الدول الغربية لزيادة الإنتاج، التزمت مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وروسيا ومنتجين متحالفين، بخطتها لزيادة الإنتاج المستهدف في يونيو حزيران 432 ألف برميل يوميا.
ومع ذلك، يتوقع محللون أن يكون ارتفاع الإنتاج الفعلي للمجموعة أقل بكثير نتيجة للقيود التي تفرضها الطاقة الإنتاجية.
يتطلع المستثمرون أيضا إلى زيادة الطلب من الولايات المتحدة في الخريف حيث كشفت واشنطن عن خطط لشراء 60 مليون برميل من النفط الخام لمخزونات الطوارئ.
وأدت مخاوف إزاء الطلب بفعل علامات ضعف الاقتصاد العالمي إلى كبح ارتفاع الأسعار.
وحذر بنك إنجلترا أمس الخميس من أن بريطانيا تخاطر بضربة مزدوجة من الركود وتضخم يتجاوز عشرة بالمئة. ورفع أسعار الفائدة ربع نقطة مئوية إلى واحد بالمئة، إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2009.
وتسببت القيود الصارمة لمكافحة كوفيد-19 في الصين في تأثيرات سلبية في الربع الثاني بالنسبة لثاني أكبر اقتصاد في العالم.
سقوط الأسهم الأوروبية
تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الجمعة متجهة نحو تسجيل أسوأ أسبوع لها في شهرين بعد هبوط حاد في وول ستريت بسبب خشية المستثمرين من الحاجة إلى رفع أكبر لأسعار الفائدة لكبح التضخم المرتفع.
وانخفض المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.6% بحلول الساعة 0709 بتوقيت جرينتش، وكانت أسهم قطاعي السفر والترفيه والتكنولوجيا أكبر الخاسرين. وكانت أسهم النفط والغاز الرابح الوحيد مع تجاوز أسعار الخام 110 دولارات للبرميل.
أغلقت الأسهم الأمريكية أمس الخميس على انخفاض حاد حيث تراجعت معنويات المستثمرين في مواجهة مخاوف من ألا يكون رفع سعر الفائدة هذا الأسبوع كافيا لكبح التضخم المتصاعد.
كما أثرت الأرباح سلبا على المعنويات في أوروبا.
فقد تراجع سهم أديداس أربعة بالمئة إذ خفضت الشركة توقعاتها لمبيعات عام 2022 بسبب استمرار عمليات الإغلاق لمكافحة الجائحة في الصين في إلحاق الضرر بشركة المستلزمات الرياضية الألمانية.
وتراجع سهم آي.إن.خي جروب، أكبر بنك هولندي، 2.2% إذ أعلن عن صافي دخل فصلي أسوأ من المتوقع، بما في ذلك زيادة في مخصصات القروض المعدومة بسبب الانكشاف في روسيا وأوكرانيا.
وهبط سهم أمبو الدنمركية للأجهزة الطبية 13.9% بعد إعلان توقعات متشائمة لأرباح العام بأكمله بسبب مشاكل سلاسل التوريد ونقص العمالة في المستشفيات.
نيكي يصعد في اللحظة الأخيرة
غير المؤشر نيكي الياباني مساره وأغلق على ارتفاع اليوم الجمعة إذ اقتنص المستثمرون الأسهم على أمل تحقيق الشركات أرباحا قوية، على الرغم من عمليات بيع في الأسواق الآسيوية الأوسع وسط مخاوف حيال تعزيز الصين سياستها الصارمة في مواجهة فيروس كورونا.
وأغلق نيكي مرتفعا 0.69% عند 27003.56 نقطة بعد تحركه في النطاق السلبي معظم الجلسة. وارتفع المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.93% إلى 1915.91 نقطة.
قال جون موريتا المدير العام لقسم الأبحاث في تشيباجين لإدارة الأصول "توقعات الشركات اليابانية التي صدرت قبل عطلة الأسبوع الذهبي كانت أفضل من المتوقع واعتبر المستثمرون هذا عاملا إيجابيا".
فتحت الأسواق اليابانية على انخفاض بعد عطلة استمرت ثلاثة أيام، متتبعة الأسهم الأمريكية التي أغلقت على انخفاض حاد الليلة الماضية وسط عمليات بيع واسعة إذ تراجعت المعنويات في مواجهة مخاوف من ألا يكون رفع سعر الفائدة الأمريكية في اليوم السابق كافيا لكبح ارتفاع التضخم.
اشترى المستثمرون الأسهم التي تتمتع بالمتانة وسط التضخم، مثل تلك المرتبطة بالسلع الأولية والبنوك. وقفزت أسهم شركات التنقيب عن النفط 4.56% مع ارتفاع أسعار الخام، في حين ارتفعت أسهم البنوك 2.52% وسط ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
ارتفع سهم تويوتا موتور 2.15% مقدما أكبر دفعة للمؤشر توبكس. وقفز سهم شركة التجارة ميتسوي اند كو 6.08% وصعد سهم مجموعة ميتسوبيشي يو.إف.جيه المالية 3.08%.
وقفز سهم طوكيو إلكتريك باور القابضة 16.23% وكان الرابح الأكبر على المؤشر نيكي بعد أن قال رئيس الوزراء فوميو كيشيدا في لندن إن اليابان ستستخدم المفاعلات النووية لتقليل الاعتماد على الطاقة الروسية.
aXA6IDE4LjIyNy40OC4xMzEg
جزيرة ام اند امز