إحصائية: سخاء الفرنسيين يتضاءل لأسباب مجهولة
عدد الذين أبلغوا عن تبرعاتهم في ضريبة الدخل، تراجع نحو 4.2%، وفقاً للنسخة الـ22 من مقياس السخاء
أشارت إحصائية صدرت مؤخرأ، إلى أن "سخاء الفرنسيين تضاءل خلال السنوات الأخيرة"، موضحة أن "تبرعات الفرنسيين للمؤسسات والهيئات الخيرية، تراجعت هذا العام بنسبة 4% عن العام الماضي"، وجاءت تلك المؤشرات في آخر دراسة أجريت حول قياس كرم الفرنسيين وتضامنهم.
وكشفت صحيفة "لاكروا" الفرنسية، إلى أن عدد الذين أبلغوا عن تبرعاتهم في ضريبة الدخل، تراجع نحو 4.2%، وفقاً للنسخة الـ22 من مقياس السخاء، الذي تصدره شبكة البحوث الاجتماعية والتضامن.
وتعد هذه الإحصاءات الأخيرة "حالة لا مثيل لها"، بحسب ما وصفها جاك مليت، مؤسس شبكة البحوث الاجتماعية والتضامن، التي أصدرت الإحصائية، قائلاً: "إنها مفاجأة"، مشيراً إلى أنه "يصدر هذه الإحصائية منذ 22 عاماً، إلا أنه هذا العام فوجئ بتلك النتائج، بإحجام الفرنسيين عن التبرعات".
ولفت مؤسس الهيئة التي أصدرت الإحصائية، إلى أن "تلك الإحصائية، تتشابه نوعاً ما مع تلك التي صدرت عام 1995، وقت إضرابات واسعة اندلعت ضد إصلاحات رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، ما دعا الفرنسيين إلى الاضراب عن التبرعات للمؤسسات الخيرية احتجاجاً عن قرارات جوبيه"، مضيفاً أن "تلك الإحصاءات المنخفضة في قيمة التبرعات، تكررت مرة أخرى، عندما تم الخلط بين التبرعات للجمعيات والهبات للأحزاب السياسية، ومن ثم لم نستطيع إعطاء أرقام دقيقة عن قيمة التبرعات الحقيقية".
وأشارت الإحصائية، إلى أنه "منذ مطلع عام 2000، فإن هناك حالة ركود في أعداد المانحين، والمتبرعين، إلا أن هذه المرة، وفقاً للأرقام النهائية، فإنه من الواضح أن الفرنسيين أحجموا عن التبرع؛ لأسباب لا تزال غير معروفة؛ حيث بلغت قيمة التبرعات عام 2016 نحو 5.28 مليون فرنسي، فيما بلغت عام 2015 نحو 5.51 مليون فرنسي".
وبحسب المؤشرات، فإن "المؤسسة أجرت حصراً لـ75 مؤسسة خيرية، وكانت حصيلة ما جمعته ما بين 4.4 إلى 4.5 مليار يورو، خلال 2016، وهذه النتيجة المخيبة للآمال، تنذر بمؤشرات سيئة خلال الأعوام المقبلة".
ويشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية، جمعت تبرعات للجمعيات الأسقفية، بنحو أفضل قليلاً، خلال عام 2016، وحققت زيادة بنسبة 1.3%، فيما انخفض عدد المانحين إلى الكنسية البروتستناتية، في فرنسا بنسبة 2.6%"، كما انخفضت نسبة المتبرعين لصالح ضحايا الكوارث الطبيعية بنسبة 3%".
وأوضحت الإحصاءات أن "اتجاهات المانحين غير معروفة إن كانوا مؤمنين أو حتى اتجاهاتهم السياسية، إلا أن الغالبية العظمى للمانحين متوسط أعمارهم تتراوح، ما بين 60 إلى 70 عاماً"، مشيرة إلى أنه على الرغم من أن أصحاب الدخل المرتفع، هم الذين تتراوح أعمارهم ما بين 30 إلى 39 عاماً إلا أنهم الأقل تبرعاً.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأمل في الأجيال الجديدة، بإقناع الفئات العمرية الأقل من 30 عاماً للتبرع.
ولفتت الصحيفة إلى أنه "مما لا شك فيه، أن طرق التبرعات اختلفت، وتنوعت ما بين (تمويل الجماعات أو المنظمات -التبرع المباشر عبر الإنترنت- التبرع عبر الرسائل النصية التي يذهب عائدها إلى المؤسسات الخيرية)، كما أن تلك طرق حديثة للتبرع، من المفترض تسهم في جذب أكبر عدد من المتبرعين، إلا أن هناك مخاطر بأن يتم خصم الأموال تلقائياً من حساب الشخص".