هناك مجتمعات عالمية أخرى لم تكن لتحتاج إلى فرض الخلوة المنزلية كونها تمتلك خزينة من الوعي الثقافي الذي يؤهلها
الرهان الأهم أمام انتشار وباء كرونا يعتمد بالدرجة الأولى على حجم الوعي ودرجته المخزونة في الثقافة والإطار الاجتماعي للدول، هذا الوباء المسمى (كوفيد -19) هو مرض معدٍ وخطير، وقد يؤدي إلى الوفاة، وهنا تكمن خطورته؛ كونه مرتبطا كذلك بالمتلازمة التنفسية الحادة التي تهاجم الجهاز التنفسي، ولعل درجة انتشار هذا الوباء على المستوى العالمي تثبت أن العالم أمام أزمة حقيقية قد تدفع البشرية ثمنها غاليا إذا لم يكن هناك التزام بالقدر المناسب للكيفية التي يمكن أن يواجه بها هذا الوباء.
برز الكثير من الإجراءات التي تفاوت العالم في تقديرها حول كيفية مواجهة وباء كورونا، ولكن شيئا مهما وواحدا أثبت نجاحه وهو يعتمد على الإنسان أولا وأخيرا، هذا الإجراء اسمه "خليك بالبيت"، ويبدو أنه في الأول والأخير هو الدواء الأكثر نجاعة مع هذا الوباء.
العالم كله بلا استثناء سواء في العالم المتقدم أو غيره من دول العالم الثاني والثالث كلها تواجه انتشار هذا الوباء بأرقام تتضاعف في بعض الأحيان على شكل متوالية هندسية، ولعلها من المرات القليلة في التاريخ البشري أن تلجأ الدول لبعضها البعض صغيرها وكبيرها؛ من أجل البحث عن وسائل مناسبة لتجاوز انتشار هذا الوباء الذي لا يفرق بين الدول أو الأفراد، لذلك قرر الكثير من الدول العمل بسرعة من أجل الاستجابة لمواجهة مخاطر هذا الكورونا المستجد الذي يهاجم الإنسان بلا هوادة.
برز الكثير من الإجراءات التي تفاوت العالم في تقديرها حول كيفية مواجهة وباء كورونا، ولكن شيئا مهما وواحدا أثبت نجاحه، وهو يعتمد على الإنسان أولا وأخيرا، هذا الإجراء اسمه "خليك بالبيت"، ويبدو أنه في الأول والأخير هو الدواء الأكثر نجاعة مع هذا الوباء، ولكن إجراء "خليك بالبيت" مرتبط -وبشكل كبير- بدرجة الوعي المجتمعي، وقد عملت دول كثيرة على فرض الخلوة المنزلية في بداية انتشار كورونا كونها خط الدفاع الأول أمام تفشي هذا الوباء.
هناك مجتمعات عالمية أخرى لم تكن لتحتاج إلى فرض الخلوة المنزلية؛ كونها تمتلك خزينة من الوعي الثقافي الذي يؤهلها على المستوى الاجتماعي لأنْ تكون على درجة كبيرة من الالتزام أمام تعليمات السلطات الصحية والأمنية، ولكن يبقى السؤال المهم حول كيفية وكمية الوعي المطلوبة للالتزام بتعليمات الجهات المختصة التي تدرك مسؤوليتها، وتدرك حجم التحدي في حال وجود من يخل بتلك التعليمات، ولعل وصول الدول إلى درجة أنها تلغي كل الأنشطة والأعمال في محيطها يعكس حجم الخطورة التي يمكن أن تجنيها تلك المجتمعات لو لم تتخذ مثل هذه الإجراءات.
التزام المنزل هو خط الدفاع الرئيس أمام هذا الوباء، والمجتمعات والأفراد عليهم أن يدركوا أن وصول دولهم إلى تلك المرحلة من استمرار تعطيل المسارات الحياتية في المجتمع إنما هو التزام من هذه الدول بالإنسان وصحته والتزام دولي للحد من انتشار هذا الوباء، ولعلنا في دولنا الخليجية قد استشعرنا ذلك الاهتمام الكبير من دولنا إلى درجة كبيرة، حيث عملت هذه الدول على الالتزام بكل المعايير المطلوبة حفاظا على مجتمعاتها، ولم يبق سوى أن يدرك كل فرد أن بقاءه في المنزل هو علاج كورونا الأول والحد من انتشاره.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة