خارطة طريق لبدء حياة جديدة في 2019
مع بداية 2019 يتبادر إلى أذهاننا ضرورة أن يكون لدينا أهداف نستطيع أن نحققها في الحياة، دون أن تكون مجرد أحلام بلا واقع
السعادة تأتي عندما تشعر بالتقدم في الحياة، وأن كل يوم بمثابة صفحة جديدة تضيف إليها قيمة ومعنى، ومع البدايات يتولد الحماس والحافز، ولكن يكمن التحدي في كيفية الحفاظ على هذا الشعور الإيجابي ليكون دافع لنا للاستمرار.
مع بداية 2019، يتبادر إلى أذهاننا ضرورة أن يكون لدينا أهداف وخطط نستطيع أن نحققها في الحياة، دون أن تكون مجرد أحلام بلا واقع.
ولعل السر الحقيقي في تنفيذ ما نضعه من خطط، هو أن نسعى لتحقيق أهداف صغيرة بشكل يومي، ما يشعرنا بالإنجاز والاستمرارية، لتصبح عادة يومية، وتكون كل لحظة فرصة للتغيير.
"العين الإخبارية" تضع أمامك خارطة الطريق لبدء صفحة حياة جديدة في 2019 على النحو التالي..
كيف نتأهل نفسيا للبدء من جديد؟
تقول البروفيسور عفاف منصور استشاري الطب النفسي، بجامعة الإسكندرية: "الحياة مليئة بالتحديات، وسعيد الحظ من يفهمها، ويعرف كيف يستعد لها ويتعامل معها، لأن معظم المشاكل تنتج من الفجوة ما بين التوقع والواقع، وما علينا فعله في هذه الحالة هو تطوير أنفسنا باستمرار، حتى نزيد من إمكانياتنا، ونقف بأقدامنا على أرض صلبة، والرضا بما قسمه الله لنا مع العمل على تحسين أحوالنا، واضعين في الاعتبار أن الانسان خلق في كبد، وأن على المرء أن يسعى ويتوقع أن القادم أفضل".
وتضيف "منصور" في حديثها لـ"العين الإخبارية": "الاستراتيجيات النفسية الحديثة تعتمد بالأساس على توجه أن العقل السليم في الجسم السليم، إذ أن ذلك يزيد من مناعة الجسم، ومن قدرة الإنسان على التحمل ومواجهة الضغوط بمختلف أنواعها، فنجد أن أهمها الاهتمام بالرياضة، وشرب الماء كأساس للحياة، الطعام الصحي المتوازن، تنظيم مواعيد النوم وتفادي السهر".
وهنا يأتي السؤال الأهم وهو: "كيف تجعل الخطط التي تضعها لنفسك تنجح وتتحول لواقع؟".
ابدأ من المستقبل وسر إلى الوراء
قد تشعر بروح التحدي والحماس في البداية، والرغبة العارمة في تحقيق تغيير حقيقي في العام الجديد، إلا أنه سرعان ما يعود نمط حياتك للمعتاد، وتغفل عن الهدف الذي وضعته، وعن ذلك تقول رزان كيلاني، مدربة مهارات الحياة لـ"العين الإخبارية": "الأبحاث تشير إلى أن أقل من 10% من الناس يشعرون أنهم يحققون أهدافهم لاتباعهم خطة واقعية منطقية تجعل من هذه الأهداف حقيقة، خاصة أن ما يعيقنا عن تحقيق التغيير الذي نسعى إليه، لا يكون سببه الآخرين أو العوامل المحيطة بنا، وإنما المنظومة الفكرية والمعلوماتية والسلوكية في سعينا نحو الهدف".
وتنصح "كيلاني" بضرورة أن تتخيل أهدافك لتكون واضحة تماما أمامك، بحيث أن تبدأ من المستقبل لتعود بعدها إلى الوراء، وهو ما سيشجّعك للمضي قدما ويحفزك لتحقيق هدفك في كل خطوة حتى إذا شعرت بالتباطؤ.
ضع أهدافا ذكية
وضع أهداف محددة سيكون بمثابة البوصلة لتحقيق هذه الأهداف، إذ تؤكد "كيلاني" ضرورة أن تكون هذه الأهداف قابلة للقياس، لتستطيع تقييم مسارك، وأن تكون واضحة ومنطقية ويمكن تطبيقها على أرض الواقع، حتى لا تشعر بالإحباط، مع الحرص على أن تتوافق مع رؤيتك في الحياة ككل، ولها علاقة بمؤهلاتك، وأخيرا أن تكون لها إطار زمني، بل ومُقسّمة إلى أهداف صغيرة، لتشعر في كل خطوة نحو تحقيقها بالإنجاز، كذلك لتستطيع إدارة وقتك وتعظيم الاستفادة منه.
اعتمد نظاما متسلسلا صوب هدفك
ترى رزان كيلاني مدربة مهارات الحياة، أن اعتماد نظام سلس ومتتابع يضمن الاستمرارية، وذلك يأتي في البداية من تحديد أولويات المهام الخاصة بك بحسب الأهمية، بحيث تكون مهاما ملحة لا بد وأن تقوم بها بنفسك، وبشكل عاجل، ومهاما أخرى يمكن جدولتها ليتم تنفيذها لاحقا، وأخرى يمكن تفويضها للغير للقيام بها ليعطيك ذلك مزيدا من الوقت والتركيز للقيام بالمهام الأكثر أهمية لتستمر في تنفيذ خطتك.
وتضيف: "إن اتباع قاعدة 80/20 سيوفر عليك الكثير من الوقت والجهد خلال تنفيذك للمهام المنوطة بك، وذلك من خلال القيام بمجهود 20% لإنجاز 80% من المهام".
اجعل الخطة جزءا من روتينك اليومي
تحديد خطوات لتحقيق أهدافك ووضع خطة يومية لتنفيذها أمر لا بد منه، لكن الالتزام بها كروتين يومي سيكون له مفعول السحر في عملية التنفيذ، وعن ذلك تؤكد "كيلاني" أن تخصيص جدول يومي لتسجيل أهدافك، والقيام بما فيه من مهام، سيحقق الكثير من النتائج، خاصة مع التقييم المستمر لقياس مدى تقدمك وتعديل مسارك، لتأتي أهم وآخر مرحلة تكلل نجاحك، هي أن تحتفل بكل إنجاز مهما كان بسيطا، لتشعر بقيمة كل خطوة في طريق تحقيق أحلامك.