وقف بث قناة "الحياة".. لإذاعتها برنامجا "مسيئا" لرموز الجزائر
قررت السلطات الجزائرية، مساء الاثنين، وقف برامج قناة خاصة بشكل مؤقت على خلفية بثها برنامجاً "مسيئاً لرموز الدولة".
القرار صدر عن "سلطة ضبط السمعي البصري"، وهي هيئة حكومية تابعة لوزارة الاتصال (الإعلام) مهمتها مراقبة برامج ومضامين القنوات التلفزيونية الجزائرية المحلية ومدى مطابقتها لقوانين الجمهورية، خصوصاً ما تعلق منها بقوانين الإعلام والعقوبات والسلم والمصالحة الوطنية وتجريم خطاب الكراهية.
- بعد نكسة الانتخابات.. مناورة إخوان الجزائر لتشكيل الحكومة
- "حزب بوتفليقة" والمستقلون يتصدرون انتخابات الجزائر.. أسباب المفاجأة
وأصدرت الهيئة الحكومية قرارا بتعليق بث قناة وجميع برامج "الحياة" الخاصة لمالكها "هابت حناشي" اعتبارا من الأربعاء المقبل، وإلى غاية 29 من الشهر الحالي، مع توجيه إنذار للقناة هو الرابع من نوعه ضدها، وسحب الاعتماد منها بشكل مؤقت.
وبحسب بيان عن "سلطة ضبط السمعي البصري" الحكومية، اطلعت "العين الإخبارية" على تفاصيله، فقد جاء القرار "بعد دراستها للبرنامج الذي بثته قناة الحياة يوم 18 يونيو/حزيران الجاري واستضافت فيه النائب السابق نور الدين آيت حمودة الذي يدّعي أنه باحث في تاريخ الثورة الجزائرية وأرشيفها".
وأوضح البيان أن ضيف البرنامج "لا يملك الكفاءة اللازمة التي تسمح له بالفصل في حقائق تاريخية جعلته يقع في أخطاء وتناقضات مست بذاكرة الأمة في وقت يتهيأ فيه كل الجزائريين إلى الاحتفال بالذكرى الـ59 للاستقلال".
من جانبها، قررت وزارة الاتصال (الإعلام) الجزائرية سحب اعتماد قناة "الحياة" الخاصة مؤقتاً خلال نفس المدة.
جدل واسع
وأثارت تصريحات النائب البرلماني السابق والمعارض نور الدين آيت حمودة خلال استضافته، الأسبوع الماضي، في برنامج خاص على قناة "الحياة" الخاصة جدلا واسعاً في البلاد، وسط اتهامات رسمية له وللمحطة بـ"الإساءة والتجريح لرموز وشهداء الدولة الجزائرية".
وأدلى المعارض بتصريحات خطرة وغير مسبوقة، اتهم فيها "الأمير عبد القادر" وهو مؤسس الدولة الجزائرية بما أسماه "بيع الجزائر لفرنسا من خلال إمضاء اتفاقية التافنة"، كما اتهم الرئيس الراحل هواري بومدين (1965 – 1978) بـ"الخيانة" على حد زعمه.
والأمير عبد القادر أول من قاد مقاومة شعبية شرسة ضد الاحتلال الفرنسي بعد دخوله الجزائر سنة 1830، وبعد اعتقاله من قبل جنود الاحتلال، تقرر نفيه مع أسرته إلى دمشق التي توفي فيها، قبل أن يقرر الرئيس الراحل هواري بومدين إعادة جثمانه إلى الجزائر ودفنه فيها نهاية ستينيات القرن الماضي.
واضطرت المحطة المحلية لحذف المقابلة الصحفية مع المعارض نور الدين آيت حمودة من منصاتها عبر مواقع التواصل، كما أصدرت بياناً "توضيحياً" موقعاً من "هابت حناشي" مالكها الذي أدار المقابلة الصحفية أيضا.
وتبرأ بيان القناة التلفزيونية من تصريحات الشخصية المعارضة وبأنها "لا تمثل وجهة نظر القناة أو مقدم البرنامج"، واعتبر أنه من حق عائلة الأمير عبد القادر أو شخصيات أخرى الرد على مزاعم النائب البرلماني السابق.
دعوى قضائية
وتحولت تصريحات المعارض نور الدين آيت حمودة إلى "قضية رأي عام" في الجزائر، وأعلن 4 محامين جزائريين رفع دعوى قضائية ضد المعارض وقناة "الحياة" الخاصة، بعد شكوى تقدم بها "39 شخصاً" يمثلون عائلات وأحفاد الشخصيات التاريخية التي هاجمها "آيت حمودة".
وتضمنت عريضة الشكوى التي حصلت "العين الإخبارية" على نسخة منها تهماً للقناة وضيفها بـ"جريمة الاعتداء على رموز الأمة والثورة وإهانة وسب وقذف رئيس جمهورية أسبق".
بالإضافة إلى "زرع خطاب الكراهية والحقد والتمييز والشتم، وانتحال صفة والإدلاء بمعلومات كاذبة".
ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية الخاصة بالانتخابات التشريعية المسبقة التي جرت في 12 يونيو/حزيران الماضي، أثارت أيضا قناة "الحياة" الخاصة جدلا في الجزائر، وطالتها انتقادات شعبية ومن سياسيين على ما اعتبروه "تحويل القناة إلى بوق إخواني".
وتداول جزائريون عبر منصات التواصل فيديوهات وصور لتركيز المحطة التلفزيونية على "انتقاء ضيوفها في البرامج من جماعة الإخوان"، ولجأت في الأيام الأخيرة من عمر الحملة الانتخابية إلى استضافة الإخواني عبد الرزاق مقري رئيس ما يعرف بـ"حركة مجتمع السلم" بشكل متكرر وشبه يومي.
اويؤكد المتابعون للمشهد الإعلامي بالجزائر بأنه "يمر بحالة من الفوضى" منذ نحو عقد كامل لعدة أسباب أبرزها "تجميد القانون الخاص به، وخضوعه لعائدات الإشهار الحكومي"، بالإضافة إلى "اختراقه من قبل جماعة الإخوان بشكل واسع لتمرير أجنداته المشبوهة.