عواصف وصقيع وحرائق.. شتاء استثنائي يهدد أمريكا في نهاية 2025

حذر خبراء الأرصاد الجوية من شتاء مضطرب وعاصف سيجتاح مساحات واسعة من الولايات المتحدة، مع توقعات بعواصف ثلجية وصقيع شديد، بل وحتى مخاطر حرائق في بعض المناطق.
وتشير النماذج المناخية إلى أن التقلبات الجوية ستبدأ مبكراً، مع أول ديسمبر/كانون الأول، وهو موعد بداية الشتاء المناخي، حين يُتوقع اندفاع كتلة هوائية باردة عبر منطقة البحيرات العظمى والغرب الأوسط، ما قد يؤدي إلى تساقط كثيف للثلوج وعواصف محلية.
وأوضح بول باستيلوك، كبير خبراء التنبؤات بعيدة المدى في موقع "أكيوويذر"، أن "الشتاء المقبل قد يكون من أكثر المواسم اضطراباً في مناطق الغرب الأوسط والبحيرات العظمى ووادي أوهايو والشمال الشرقي وأجزاء من الأطلسي الأوسط".
وتشير التقديرات إلى أن مدينة بوفالو بولاية نيويورك قد تتلقى نحو 100 بوصة من الثلوج هذا العام، لتعود إلى متوسطها التاريخي بعد موسم شتوي خفيف العام الماضي.
ومن المتوقع أن تبدأ أولى موجات العواصف القادمة من كندا بالتحرك عبر الغرب الأوسط نحو الشمال الشرقي، حيث قد تتطور بعض الأنظمة الجوية إلى عواصف "نورإيستر" القوية.
بعد فترة دفء مؤقتة محتملة في يناير/كانون الثاني، يُرجح أن يتغير مسار العواصف مجدداً في أواخر الشتاء، قادمة هذه المرة من السهول ووادي المسيسيبي، لتتجه شرقاً حاملة معها الثلوج والجليد وانخفاضاً حاداً في درجات الحرارة عبر جبال الأبلاش والغرب الأوسط والشمال الشرقي.
ويتوقع الخبراء أن تشهد مدن مثل فيلادلفيا ونيويورك وبوسطن مزيداً من الثلوج مقارنة بالعام الماضي، وإن كانت الكميات قد تقل عن المعدلات التاريخية بسبب فترات الدفء المتقطعة وهطول الأمطار الممزوجة بالثلج. أما منتجعات التزلج في جبال الروكي والشمال الشرقي، فقد تستفيد من البداية المبكرة للثلوج، رغم تحذيرات من أن التوقف المؤقت في منتصف الموسم قد يعيق بناء قاعدة ثلجية صلبة.
ويُرجح أن تكون النصف الثاني من الشتاء أكثر نشاطاً بالنسبة للمتزلجين، إذ يتوقع عودة قوية للعواصف أواخر فبراير/شباط ومطلع مارس/آذار، مع تحسن تراكم الثلوج في المراحل اللاحقة من الموسم.
ويبدو أن سكان السهول والغرب الأوسط سيكونون أمام شتاء قارس، إذ يُتوقع أن تسيطر موجات البرد المبكرة على المنطقة خلال ديسمبر/كانون الأول وتعود بقوة أكبر في فبراير/شباط نتيجة احتمال تحرك الدوامة القطبية جنوباً، مما سيؤدي إلى اندفاع كتل هوائية شديدة البرودة نحو أنحاء واسعة من أمريكا الشمالية.
وقد تواجه مدن مثل شيكاغو وكليفلاند وإنديانابوليس وسانت لويس طرقاً متجمدة وفواتير تدفئة مرتفعة، بينما سيبقى الجنوب الأمريكي بمنأى جزئي عن الثلوج، من دون أن يخلو من مخاطر الطقس العنيف.
فالمياه الدافئة في خليج المكسيك قد تؤدي إلى نشوء عواصف رعدية قوية وأمطار غزيرة مصحوبة برياح مدمرة وصواعق وربما أعاصير محدودة. ويحذر الخبراء أيضاً من احتمالية اندفاع كتلة قطبية نحو تكساس وخليج المكسيك في أواخر يناير/كانون الثاني أو مطلع فبراير/شباط، ما قد يتسبب في موجة جليد مفاجئة مشابهة لتلك التي شلت الولاية عام 2021.
أما الساحل الغربي، فيبدو أنه مقبل على مشهد مختلف تماماً، إذ تسببت موجة حر بحرية في المحيط الهادئ برفع درجات حرارة المياه إلى مستويات تفوق المعدل الطبيعي، لتشكل حاجزاً دافئاً وجافاً يمنع العواصف من الوصول إلى كاليفورنيا والجنوب الغربي.
وأوضح باستيلوك أن استمرار هذه الظاهرة يعني مزيداً من الجفاف في ولايات كاليفورنيا ونيفادا وأريزونا، مع ارتفاع خطر اندلاع حرائق خارج موسمها المعتاد بسبب جفاف الغطاء النباتي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjEg جزيرة ام اند امز