الإثيوبي صاحب أطول ضحكة في العالم لـ"العين الإخبارية": لا مجال لليأس
الإثيوبي بلاتشوا جيرما يتمنى إدراج الدورات التي يقدمها لمعالجة المرضى نفسيا بالمناهج الدراسية في بلاده.
قصة حياته تمثل مصدر إلهام للملايين حول العالم، وتدعو لمواجهة قسوة الظروف وضيق الأحوال، إنه الإثيوبي بلاتشوا جيرما، صاحب الرقم القياسي لأطول ضحكة في العالم.
الإثيوبي بلاتشوا جيرما، البالغ من العمر 54 عاماً، دخل موسوعة جينيس, بعد أن استغرق في الضحك مدة 3 ساعات و6 دقائق بدون توقف عام 2008.
"العين الإخبارية" التقت جيرما في مدرسته الشهيرة للضحك بأديس أبابا، وبدأ حديثه بعبارة: "لا مجال لليأس ما دمت حياً"، وقال صاحب الرقم القياسي لأطول ضحكة في العالم إن قصة معاناته بدأت منذ نعومة أظافره، حين ولد بمنطقة "كمباتا" في إقليم شعوب جنوب إثيوبيا يوليو/تموز 1966.
بدأ جيرما حياته بالتدريس في مدرسة ابتدائية بمنطقته، ثم أصبح مديراً للمدرسة، وبعدها واجه الحياة بحلوها ومرها، ليأتي القدر ويتعرض كل ما يمتلكه وقتها من منزل وسوق تجاري إلى الهدم، بسبب الفيضانات تارة، واندلاع حريق تارة أخرى.
وقال جيرما إنه لم يستسلم لقسوة الحياة، فاستجمع قواه مرة أخرى ليشق طريقه، حيث تزوج وأصبح أباً لـ6 أبناء.
لكن يبدو أن المعاناة أبت أن تفارق جيرما، فهذه المرة فقد زوجته رفيقة دربه، التي توفيت بعد إصابتها بفيروس نقص المناعة "الإيدز", وانتقلت إليه العدوى من زوجته ليصاب هو الآخر، وتنهار حياته طيلة 20 عاماً، حتى أصبح من مدمني التدخين والكحوليات.
البحث عن مخرج
وبعد سنين عديدة قاسية، بدأ جيرما في البحث عن مخرج من الكوارث التي تحل به، فذات يوم فكّر في الضحك لينسى مآسيه، ويخرج من الكآبة التي يعيشها، فوقف أمام المرآة وبدأ بالضحك، فوجد ذلك مريحا، ليواصل القيام بذلك، وتبدأ الحياة تعود إليه مجدداً ويتخلص من إدمانه.
كانت هذه هي بداية الخروج من اليأس إلى الأمل، والبحث عن حياة أفضل، فـ"السعادة هي سر الحياة النابضة بالتفاؤل والإشراق والمليئة بالضحكات والأمنيات الجميلة"، بحسب جيرما.
رحلة النجاح
وبعد كل هذه السنين، بدأت رحلة نجاح جيرما عندما قابل شخصاً من بريطانيا أخبره بأن يحاول المشاركة في مسابقة الضحك العالمية، وهي مسابقة كانت بمثابة طوق النجاة والنجاح معاً له.
حظي جيرما بالمشاركة في مسابقة الضحك العالمي، وتمكن من تحطيم الرقم القياسي العالمي للضحك، لكن كان بانتظاره خبر أكثر أهمية وسعادة بالنسبة إليه، فقد تحقق حلمه بالشفاء من فيروس نقص المناعة "الإيدز".
كما حطم جيرما رقماً قياسياً آخر بالوقوف على رأسه بسطح السيارة أثناء سيرها لمدة دقيقة و40 ثانية، وهو نجاح آخر دفعه إلى التفاؤل.
ومنذ أن حقق جيرما هذه الإنجازات، يسعى إلى رسم ابتسامة على وجوه مختلف الشعوب الإثيوبية، في بلد تقل فيه العيادات والأطباء النفسانيون.
وافتتح جيرما أول مدرسة للضحك في أفريقيا عام 2011، وتوفر مدرسته نوعين من الدورات التدريبية، الأولى لكبار السن والحوامل، والأخرى دورة "التدريب المهني"، وقال إنه يقدم خدمة دورات الضحك للنساء الحوامل دون مقابل مالي، لتشجيع الأمهات على الاشتراك في هذه الدورات، حتى يتمكن من الضحك، وينتقل الفرح لمن بداخل بطونهن.
وبجانب ذلك، يقدم جيرما حالياً خدماته لمختلف الجامعات والكليات والمدارس الثانوية، والمنظمات الحكومية وغير الحكومية، وأصحاب الهمم، مجاناً في بعض الأوقات، وفي بعض الأحيان بأجر.
وقال إنه يتمنى أن يتمكن المكتب التعليمي لإدارة العاصمة أديس أبابا من إدراج الدورات التي يقدمها لمعالجة المرضى نفسياً في المناهج الدراسية، وكذلك يأمل أن تتحقق أمنيته الوحيد بإنشاء جامعة "السعادة"، وقرية الضحك.
وتعد إثيوبيا هي البلد الأول الذي يحتفل بيوم الضحك الوطني في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني سنويا.