سياسة
تفاصيل هروب أسرى فلسطينيين من سجن جلبوع الإسرائيلي.. القصة الكاملة
منذ ساعات الصباح الباكر، لا صوت يعلو في إسرائيل فوق الاستنفار الأمني والسياسي، إثر هروب ستة أسرى فلسطينيين من سجن شديد التحصين.
ورغم تداول خبر الهروب وصور لفتحات نفق حفره الفلسطينيون، لا تزال هناك أسئلة بدون إجابات وافية حتى اللحظة، حول كيفية مراوغة هؤلاء الأسرى لكاميرات المراقبة والحرس.
وتناقل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي هذا السؤال، دون الحصول على إجابة واضحة، كما التقطت وسائل الإعلام الخيط، وسط حالة من الصدمة في أكبر المستويات السياسية والأمنية في البلاد.
ويقول مسؤول كبير في الشرطة الإسرائيلية إن "السجناء الستة كانوا يقضون أحكاما بالمؤبد، لمشاركتهم في هجمات أوقعت قتلى إسرائيليين"، وفق ما نقلته تقارير إسرائيلية.
نفق وملعقة
وعن كيفية حدوث هذا "الهروب الهوليوودي"، قال المسؤول الكبير لصحيفة "جيروزاليم بوست"، إن الفلسطينيين الستة تمكنوا من الفرار عبر نفق حفروه تحت أرضية حمام زنزانتهم على مدار شهرين على الأقل.
أما عن أدوات الحفر، أفاد المسؤول بأن الأسرى الذين تشاركوا زنزانة واحدة، استخدموا ملعقة صدئة أخفوها خلف ملصق، لحفر النفق.
وبحسب الإعلام الإسرائيلي، جرى اكتشاف الهروب الذي بدأ الساعة 3:30 فجرا، عندما رأى مزارع إسرائيلي السجناء الستة يركضون في حقله، وأبلغ الشرطة. لكن هناك رواية أخرى، تقول إن سائق سيارة أجرة محلي رصد السجناء الستة في محطة وقود بالقرب من السجن واتصل بالشرطة.
وبعد أقل من عشر دقائق من البلاغ، وصلت وحدة من الشرطة وبدأت بتفتيش المنطقة وإجراء مقابلات مع موظفي محطة الوقود.
وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن 3 من الفلسطينيين الستة حاولوا الهروب في السابق، لكن محاولتهم باءت بالفشل.
"عيب هيكلي" في الزنزانة
من جهته، قال قائد المنطقة الشمالية شمعون لافي، في تصريحات صحفية إن النفق الفارغ الذي تم العثور عليه تحت الزنزانة، كان في الواقع "عيبا هيكليا" اكتشفه السجناء.
وأضاف أن السلطات الإسرائيلية تخطط لإجلاء من تبقى من الأسرى في السجن، موضحا "سيتم توزيع حوالي 400 معتقل على سجون أخرى، من أجل التحقيق في الهروب".
مطاردة وبحث
عمليات البحث والمطاردة من قبل القوات الإسرائيلية سواء الشرطة أو الجيش أو حرس الحدود، لم تهدأ منذ اكتشاف عملية الهروب من سجن جلبوع، شمالي الضفة الغربية.
ويشعر المسؤولون الإسرائيليون بالقلق من محاولة الهاربين الستة، الفرار إلى الأردن أو تنفيذ عمليات خطف أو هجمات ضد إسرائيليين، وفق تقارير إسرائيلية.
لكن التقييم الحالي هو أن الهاربين ما زالوا في الأراضي الإسرائيلية، فيما تتعقب السلطات سيارة مشبوهة داخل البلاد.
وأقام الجيش الإسرائيلي، حواجز طرق في الضفة الغربية في محاولة لمنع السجناء من الهروب إلى الأردن، وجرى نشر ضباط من الشرطة وعناصر الأمن الداخلي "الشاباك" قرب هذه الحواجز.
وكان نادي الأسير الفلسطيني أورد أسماء الأسرى الستة الذين تمكنوا من الفرار من السجن شديد التحصين، وهم: حمود عبد الله عارضة (46 عاما) المعتقل منذ عام 1996 ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة، ومحمد قاسم عارضة (39 عاما)، المعتقل منذ عام 2002، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.
كما تضم القائمة يعقوب محمود قادري (49 عاما)، المعتقل منذ عام 2003، والمحكوم بالسجن مدى الحياة، وأيهم نايف كممجي ( 35 عاما)، المعتقل منذ عام 2006، ومحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.
وشملت أيضا قائد كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح في محافظة جنين، زكريا الزبيدي (46 عاما)، المعتقل منذ عام 2019، وما يزال موقوفا، ويعقوب انفيعات (26 عاما)، المعتقل منذ عام 2019.
في غضون ذلك، أفاد "الشاباك" أن الهاربين نسقوا مع متعاونين خارج السجن باستخدام هاتف محمول مهرب، وكانت سيارة تنتظرهم خارج السجن.
وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية، إن التحقيق جار في الحادث، مضيفة أن عملية التحقيق "تتضمن تدقيقا في الفجوات الزمنية في تسلسل الأحداث".