«رابيدو».. رائدة خدمات التوصيل في الهند

يستسلم معظم الناس بعد فشل مشاريعهم الأولى، لكن بافان جونتوبالي لم يستسلم.
رائد الأعمال الفريد في بداياته، فشل 7 مرات قبل أن ينجح، وأصبح مؤسس شركة رابيدو، أكبر شركة لسيارات الأجرة في الهند، والتي تُقدر قيمتها بأكثر من 9000 كرور روبية (1.02 مليار دولار).
في محاولته لتحقيق النجاح، رفضه خمسة وسبعون مستثمرًا، وفشلت له سبع شركات ناشئة قبل أن يحقق رابيدو نجاحًا باهرًا، ومع ذلك، واصل مسيرته.
والآن تعمل رابيدو في أكثر من 100 مدينة، ويحجز ملايين الأشخاص رحلاتهم يوميًا باستخدام التطبيق الإلكتروني الخاص بالشركة.
ويكسب أكثر من مليون ونصف مليون راكب دراجات رزقهم بفضل ما ابتكره بافان، لذا لا تعتبر هذه قصة حظ أو تواجد في المكان المناسب في الوقت المناسب، بل قصة رجل من تيلانغانا لاحظ مشكلة في طرق بنغالور، وصمم على حلها، على الرغم من أن الكثيرين أخبروه أن ذلك لن ينجح.
سبع مرات فاشلة
وكانت أولى مشاريع بافان الريادية هي شركة "كارير"، بدأها مع صديقه أرافيند سانكا، وكانت الفكرة واضحة، نقل البضائع بين المدن باستخدام شاحنات صغيرة.
وكانوا يعتقدون أن المشروع سينجح، فعملوا بجد واجتهاد، وتواصلوا مع العملاء وطوّروا الخدمات، ومع ذلك، لم تنطلق شركة "كارير" قط.
وكان نموذج العمل يعاني من ثغرات لم يتوقعوها، وتكلفة اكتساب العملاء باهظة، ولم تنجح الحسابات، وبعد بضعة أشهر، اضطروا لإغلاقه.
وكانت تلك التجربة مؤلمة، وترك بافان وظيفة جيدة من أجل هذا، ثم لم يعد يملك أي شيء، لكنه لم يستسلم.
وحاول تطبيق مفهوم آخر، لكنه فشل أيضا، ثم آخر، ثم آخر، وقبل "رابيدو"، انهارت ستة مشاريع ناشئة أخرى له.
وفي كل مرة، كان بافان يبتكر شيئًا جديدًا، ويتعلم من الأخطاء شيء جديد، واكتشف ما يرغب به العملاء حقًا، على عكس ما كان يعتقد أنهم يرغبون فيه.
واكتشف أن المفهوم الرائع لا قيمة له بدون تطبيق رائع، واكتشف أيضا كيفية تحديد المشاكل في نماذج العمل قبل إنفاق الكثير من الوقت والموارد.
وحدثت إخفاقات أخرى لأن السوق لم يكن جاهزًا بعد، وكل فشل علّمه شيئًا مختلفًا، وكان لدى بافان قائمة مرجعية ذهنية بالأخطاء التي يجب ألا يرتكبها في المرة القادمة.
لكن الفشل لم يعد يخيفه، وأصبح الأمر الآن مجرد جانب آخر من العملية، في وقت قد لا يحتمل معظم الناس هذا الكم من الفشل، ويأخذون الفشل على محمل شخصي.
ويعتقدون أن الفشل يعني أنهم أشخاص فاشلين، ولم ينظر بافان إلى الأمر بهذه الطريقة، بل كان يعتقد أن كل مشروع تجاري فاشل كان مجرد تجربة فاشلة.
الازدحام الذي أدى إلى النجاح
وذات يوم، علق بافان في زحمة مرورية، ولم يكن هناك شيء يتحرك، سيارات، حافلات، كل شيء عالق.
وظلّ واقفًا لعشرين دقيقة دون أن يتزحزح، ثم رأى شيئًا ما، كانت الدراجات النارية تتسابق في الزحام، وكانت تشقّ طريقها بين السيارات، وتشقّ طريقها عبر الفتحات، ثم تختفي أمامه، وبينما كان جالسًا بلا حراك، كان راكبو الدراجات النارية يصلون إلى وجهاتهم.
وظلّت هذه الفكرة تراوده، فبدأ يفكر فيها أكثر، وكانت أوبر وأولا منتشرتين على نطاق واسع في تلك المرحلة كخدمات توصيل خاصة، لكنهما لم تستخدما سوى السيارات والمركبات.
والسيارة ليست أسرع من المشي أحيانًا في زحام بنغالور، ولكن الدراجة قادرة على اختراق أي شيء.
ثم خطرت له فكرة أخرى، الهند لديها 200 مليون دراجة نارية. هذا عدد دراجات يفوق عدد الدراجات في معظم الدول، ماذا لو أمكن تحويل كل هذه الدراجات إلى سيارات أجرة؟.
وكانت الفكرة بسيطة للغاية بمجرد أن خطرت له، ستكون رحلات الدراجات النارية أسرع من السيارات العالقة في زحمة المرور.
وستكون التكلفة أقل لأن الدراجات تستهلك أميالاً أكثر لكل جالون، وكانت هناك بالفعل ملايين الدراجات على الطرق.
والعرض موجود والطلب موجود، ولم يكن أحد يربط بين الاثنين، وبدأ بافان البحث، وتحدث مع مالكي الدراجات، وتحدث مع المسافرين، وقال الجميع الشيء نفسه، نعم، سيستخدمون هذه الخدمة، نعم، سيقودون دراجاتهم لهذه الخدمة، وكانت الفكرة ناجحة.
خمسة وسبعون رفض
وأسس بافان، وريشيكيش إس آر، وأرافيند سانكا، تطبيق رابيدو عام 2015، وطوروا التطبيق وحددوا السعر.
الأجرة الأساسية 15 روبية، ثم 3 روبيات لكل كيلومتر، وهو أقل بكثير من أي سيارة أجرة.
وكان الطلاب قادرين على تحمل تكلفته، ويمكن للمسافرين اليوميين استخدامه مرتين يوميًا دون استنزاف جيوبهم، لذا تم تحديد المنتج، والآن يحتاجون إلى المال لإطلاقه بفعالية.
وبدأوا في التواصل مع المستثمرين، ورفض المستثمرون الأوائل، ثم رفضهم عشرة مستثمرين، ثم عشرون.
وكانت الأعذار متشابهة دائمًا، علا وأوبر عملاقان بالفعل في هذا المجال، كيف يمكن مضاهاتهما، هل يُسمح بدراجات الأجرة أصلًا؟ وماذا عن السلامة إذن؟، كانت الأسئلة مفهومة، لكن بافان كان لديه إجابات، مع ذلك، استمرت حالات الرفض من المستثمرين لتمويل الفكرة.
وبعد خمسين رفضًا، بدأ يزداد ذكاءً، وآمن بافان بما يقدمه، وكان يعلم أنه يُحقق نجاحًا حقيقيًا، لكن لم يرغب أحدٌ يملك المال في تمويلهم.
وناقش المؤسسين الانسحاب، وربما كان المستثمرون مُحقين، فهذا مفهوم آخر سيفشل، لكن شيئًا ما دفعهم إلى الاستمرار.
وأستمرّ الرفض حتى رقم خمسة وسبعون، حتى فقدوا العد بحلول ذلك الوقت، ثم كان هناك اجتماع بين بافان جونتوبالي مع بافان مونجال، الذي يرأس شركة هيرو موتو كورب، أكبر شركة دراجات نارية في الهند.
وإذا كان هناك من يعرف سوق الدراجات، فهو بافان مونجال، وقدّموا عرضهم له، وهذه المرة، نجحوا، إذ رأى مونجال ما فاته الآخرون ووافق على الاستثمار، وأخيرًا، بعد ٧٥ رفضًا، حصلوا على موافقة.
العمل من الصفر
وتجاوزت أموال البنوك كل العقبات، لكن بافان جونتوبالي لم يوظف موظفين ويجلس في مكتبه، بل كان من ضمن شاركوا في توصيل المسافرين بنفسه.
وأراد أن يعرف ما يمر به الكباتن والركاب، ما الذي يُحبطهم؟ ما الذي يُرضيهم؟ ما الذي يدفعهم لاستخدام رابيدو بدلًا من المشي أو ركوب السيارة؟.
وبدأوا في بنغالور في البداية، وكانت الأيام الأولى صعبة بسبب كثرة المشاكل التقنية، ولم يُبلغ بعض الكباتن عن مواعيدهم، واشتكى الركاب من طول الانتظار.
وقام بافان وشركاؤه المؤسسون بحل المشاكل فور ظهورها، وراجعوا التطبيق أسبوعيًا، وعكسوا السياسات بناءً على الملاحظات.
ونجحوا في القدرة على التكيف، وكانت الشركات الكبيرة مثل Ola بطيئة، بينما كانت رابيدو قادرة على التغيير بسرعة.
وانتشر الخبر، واستمتع الناس بالرسوم المنخفضة، واستمتعوا بسرعة الدراجات في التنقل بحركة المرور.
واستمتع الكباتن بمرونة العمل، حيث يمكنهم تشغيل التطبيق متى أرادوا جني المال، لا مدير يراقبهم، ولا ساعات عمل منتظمة.
ما عليك سوى فتح التطبيق، طلب توصيلة، وكسب المال، فكان الأمر أيضا مثالي للطلاب وأصحاب الوظائف اليومية، حيث يمكنهم كسب دخل إضافي من وقتهم الخاص.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuODYg جزيرة ام اند امز