«تفجير» الانتخابات الرئاسية.. حيلة الإخوان «اليائسة» لنشر الفوضى بتونس
محاولات إخوانية انطلقت من داخل تونس وخارجها لتأجيج الأوضاع في البلاد قبيل الانتخابات الرئاسية، في محاولة لنشر الفوضى وتحقيق مصالح ضيقة.
هذا ما كشفه الرئيس التونسي قيس سعيد، الذي تحدث بوضوح أمس الأربعاء، عن "توزيع للأموال خلال هذه الأيام من قبل نفس هذه اللوبيات في عدد من مدن البلاد، للمشاركة في احتجاجات مدفوعة الأجر غايتها حقيرة ومفضوحة يعلمها الشعب التونسي".
وتستعد تونس لإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها في الفترة ما بين شهري سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول المقبلين، حسب ما أعلن عنه رئيس هيئة الانتخابات التونسية فاروق بوعسكر، الثلاثاء الماضي.
تأجيج الأوضاع
وفي هذا السياق، يرى مراقبون أن المخططات الإخوانية واضحة، وهي تهدف إلى تأجيج الأوضاع من أجل إثارة البلبلة والفوضى في البلاد لإفشال مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة.
إذ قال عمر اليفرني الناشط والمحلل السياسي "هؤلاء لا يستطيعون العيش سوى في المناخات المتعفنة".
وأكد في حديث لـ"العين الإخبارية" "ليس بالغريب ما يقوم به الإخوان الذين يحاولون بشتى الطرق تأجيج الأوضاع وإحداث الفوضى في البلاد من أجل مآرب سياسية بحتة".
وأوضح أن "الإخوان كانوا يعولون على عدم تنظيم البلاد للانتخابات الرئاسية في موعدها، لكن إعلان السلطات التونسية تنظيمها في موعدها كمّم أفواههم، حيث كانوا يسوّقون لفكرة أن قيس سعيد يستفرد بالحكم ولا يكرس الممارسة الديمقراطية".
وأضاف "مع تآكل الخزان الشعبي للإخوان وحلفائهم في الشارع لم يبق أمامهم سوى تحضير العدة لتفجير الأوضاع في البلاد"، موضحا أن "حركة النهضة الإخوانية تسعى لحشد الدعم بكل الوسائل والطرق والعودة إلى المشهد السياسي ولفت الانتباه، عبر استغلال الشارع".
من جهة أخرى، قال نجيب الدزيري المحلل السياسي التونسي إن "هناك أطرافا سياسية تريد توظيف الوقفة الاحتجاجية للاتحاد العام التونسي للشغل يوم 2 مارس/آذار في ساحة القصبة بالعاصمة، سياسيا".
وبين الدزيري في هذا السياق أن "هناك أموالا وزّعت من قبل الذين يريدون الركوب على النشاط النقابي للاتحاد وشعارات معادية للسلطة كتبت بهدف تأجيج الأوضاع".
ودعا الدزيري، الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي إلى تأجيل الوقفة لمصلحة تونس، كي لا تستغل تلك الأطراف السياسية ذلك النشاط النقابي.
وكان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل دعا كافة العمال والهياكل النقابية للمشاركة بكثافة في التجمع العمالي، الذي سيعقد يوم السبت 2 مارس/آذار في ساحة القصبة بتونس، احتجاجا على تعطل الحوار الاجتماعي وضرب الحق النقابي ودفاعا عن استحقاقات العمال.
نجيب الدزيري قال في نقطة أخرى إن "الرئيس التونسي قيس سعيد كان يقصد الإخواني رضوان المصمودي ورئيس حزب قلب تونس (المرشح الرئاسي الأسبق) نبيل القروي والبرلماني الأسبق عن قلب تونس حاتم المليكي والسياسي منذر الزنايدي، حين تحدث عن المخطط أمس".
وأمس، قال الرئيس التونسي إنه "يتم توزيع للأموال خلال هذه الأيام من قبل نفس هذه اللوبيات في عدد من مدن البلاد للمشاركة في احتجاجات مدفوعة الأجر، غايتها حقيرة مفضوحة يعلمها الشعب التونسي".
وأضاف: "فالسيارات تم تسويغها (تأجيرها) والمسالك تم تحديدها والشعارات التي سيتم رفعها تم وضعها، ومع ذلك يُقدّم هؤلاء أنفسهم في ثوب الضحية ويُلبسون على عادتهم في ذلك الحق بالباطل في تزييف الحقائق ونشر المغالطات وبثّ الفتن والشائعات".
وأكّد أنه "لا تسامح مع من يرتمي في أحضان الخارج استعدادا للانتخابات، ويتمسّح كل يوم على أعتاب مقرات الدوائر الأجنبية، فمرة يقال فلان مرشح مدعوم من هذه العاصمة أو تلك، ومرة يشاع اسم شخص يتخفى وراءه آخر ويُقدّم على أنه مدعوم من الخارج من هذه العاصمة أو تلك".
ومضى قائلا "المترشح المتمسّح على الأعتاب لا تعنيه إلا الجهة التي وعدته بالدعم ولا شأن له إطلاقا لا بمصلحة الشعب التونسي ولا بتونس".
والانتخابات الرئاسية التونسية المنتظرة هي الثانية عشرة في تونس والثالثة منذ عام 2011، ومن المرتقب أن ينصب بعدها رئيس الجمهورية الثامن في تاريخ البلاد، لولاية مدتها 5 سنوات حسب الفصل التسعين من الدستور.
وتنتهي الولاية الرئاسية الحالية في تونس خريف عام 2024، وتحديدا في شهر أكتوبر/تشرين الأول.
aXA6IDMuMTQ1LjU3LjQxIA== جزيرة ام اند امز