الإضرابات مستمرة.. تحالف «الغلاء والأجور» يعطل مترو لندن
بعد القطاع الصحي، الأكثر تضرراً من ظاهرة الإضرابات التي تفشت في المملكة المتحدة خلال الأشهر الأخيرة في ظل أزمة غلاء معيشة حادة، يواجه اليوم قطاع النقل والسكك الحديدية نفس المصير.
ويُتوقّع أن تتأثر حركة قطارات الأنفاق في لندن بشكل كبير أو تتوقّف بشكل تام، اعتباراً من الأحد 7 يناير/كانون الثاني الجاري وصولاً إلى الخميس الموافق 11 من الشهر ذاته، بسبب إضراب للمطالبة بزيادة الأجور.
ومن المتوقّع أن تتوقف حركة قطارات الأنفاق في وقت أبكر من المعتاد بدءاً من مساء الأحد، في حين أوصت هيئة "تي إف إل" المسؤولة عن شبكة النقل في العاصمة البريطانية، المسافرين بإنهاء رحلاتهم قبل الساعة 17,30 بالتوقيتين المحلي وغرينتش.
وتشير التوقعات إلى أنّ "اضطرابات حادة" ستطال الرحلات من الإثنين إلى الخميس مع تراجع كبير في عدد القطارات المسيرة أو توقفها التام، بينما يُرتقب أن يعود الوضع إلى طبيعته ظهر الجمعة.
- استقبال غير مبشر لعام 2024.. التضخم يهدد الاقتصاد الألماني
- مسار الفائدة في 2024.. العالم يترقب أخطر 8 اجتماعات لـ«الفيدرالي»
واتّخذت نقابة "آر إم تي" (النقابة الوطنية لعمال السكك الحديد والملاحة البحرية والنقل) قراراً بالإضراب للمطالبة بزيادة الأجور.
وقال ناطق باسم النقابة، في بيان، "لم تستطع تي إف إل تجنّب هذا الإضراب بسبب عدم اقتراح عرض مقبول لموظفي مترو لندن"، موضحاً أنّ قرار الإضراب "لم يتخذ بخفة".
ولفتت النقابة إلى أنّ نحو 10 آلاف من أعضائها يشاركون في الإضراب الذي بدأ الجمعة لفئات معينة من الموظفين.
وبينما لا تزال المملكة المتحدة تواجه تبعات الخروج من الاتحاد الأوروبي، فإنها أيضاً مثل كثير من الاقتصادات الأوروبية تتأثر بتداعيات الحرب في أوكرانيا، وحتى التأثيرات الممتدة لفترة جائحة كورونا، الأمر الذي يجعل من لندن حالة مختلفة نسبياً ضمن الاقتصادات الأوروبية تواجه تحديات مضاعفة.
وبحسب مكتب الإحصاء الوطني، فإن الناتج المحلي الإجمالي للمملكة انكمش 0.1% في الربع الثالث من عام 2023.
وقال «بنك إنجلترا»، خلال ديسمبر/كانون الأول الماضي، إنه يتوقع نمواً اقتصادياً صفرياً في 2024، وهي وضعية صعبة لرئيس الوزراء ريشي سوناك الذي من المتوقَّع على نطاق واسع أن يدعو لإجراء انتخابات وطنية في عام 2024، لكن البنك أبقى أسعار الفائدة عند أعلى مستوى منذ 15 عاماً، مع استمراره في محاربة التضخم، الذي يتجاوز ثلاثة أضعاف هدفه البالغ 2 في المائة.
وفي كل الأحوال، تشير الدلائل الراهنة، إلى أن الاقتصاد البريطاني سيظل ضعيفاً في 2024، وفق توقعات صندوق النقد الدولي، ومعه وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيف الائتماني.
aXA6IDE4LjIyMS45My4xNjcg
جزيرة ام اند امز