انتفاضة طلابية في العراق تنديدا بمجزرة "السنك"
مظاهرات وإضرابات طلابية وإغلاق لجامعات تنديدا بقتل المتظاهرين السلميين بالرصاص الحي في ساحة الخلاني وجسر السنك وسط بغداد.
شهدت العديد من المدن العراقية، الأحد، انتفاضة طلابية احتجاجا على قتل واستهداف عناصر الأمن والمليشيات المسلحة الموالية لإيران للمتظاهرين السلميين في الساحات، لا سيما ساحة الخلاني وجسر السنك وسط بغداد.
- "سائرون" يطالب بكشف المتورطين بـ"مجزرة السنك" في العراق
- مظاهرات غاضبة في العراق وهجوم جوي على منزل الصدر
وشملت الانتفاضة الطلابية مظاهرات وغلق جامعات ومدارس وإضرابا عن الحضور، وحمل المحتجون لافتات تطالب بمحاسبة المسؤولين عن مجزرة السنك والخلاني التي شهدتها بغداد، مساء الجمعة، وأسفرت عن مقتل 24 وإصابة 70 شخصا.
ففي كربلاء أغلق طلبة محتجون البوابة الرئيسية لـ"جامعة كربلاء" ومنعوا الدخول إليها، كما منعوا دخول الطلبة والكوادر التدريسية والموظفين إلى حرمها.
وفي العاصمة بغداد تظاهر العشرات من طلبة الجامعة التكنولوجية تنديدا باستهداف المتظاهرين في "السنك"، ونظموا مسيرة للتوجه إلى ساحة التحرير احتجاجا على المجزرة.
وأفادت وسائل إعلام عراقية بأن أغلب طلبة المدارس شرق بغداد أضربوا عن الدوام الرسمي، في وقت تمركز فيه المتظاهرون في "الخلاني والسنك"، وفي ساحة الوثبة ومنطقة حافظ القاضي وقرب جسر الأحرار، فيما بدا إشارة على إصرار المتظاهرين على مواصلة موجتهم الثانية من الاحتجاجات التي اندلعت مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، للمطالبة بإزاحة الطبقة السياسية الحاكمة وإنهاء نفوذ طهران على صناعة القرار في العاصمة بغداد.
وفي محافظة النجف تجمع المئات من طلبة الإعداديات في ساحة ثورة العشرين وسط المحافظة، مؤكدين إضرابهم عن الدوام الرسمي، قبل أن يتوجهوا إلى ساحة الصدرين (ساحة المظاهرات في النجف)، في مسيرة احتجاجية تضامنا مع ضحايا "السنك"، وتأكيدا على تأييد المطالب المشروعة التي سالت دماء العراقيين من أجل تحقيقها.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة دوليا ومحليا على مجزرة السنك والتي سيطر خلالها مسلحون مجهولون لفترة وجيزة، مساء الجمعة، على مبنى يحتله المحتجون منذ أسابيع قرب جسر السنك، بعد إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع، بحسب ما أكدت مصادر أمنية وطبية، وسط انعدام أي رد فعل من القوات الأمنية القريبة من المكان، بحسب شهود، وقد أعلنت وزارة الداخلية فتح تحقيق بالحادث.
وأدانت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جانين بلاسخارت الهجمات بشدة فيما وصفتها السفارة الأمريكية في بغداد بالمروعة مطالبة بحماية الاحتجاجات السلمية، كما دعت السفارة الفرنسية لمحاسبة المتورطين في المحزرة.
من جانبها طالبت الهيئة السياسية للتيار الصدري بعقد جلسة طارئة لمجلس النواب لمناقشة أحداث بغداد والنجف، فيما أشارت إلى ضرورة كشف الحكومة عن الجهات التي تقف وراء أحداث ساحة الخلاني والحنانة.
ومنذ انطلاق الاحتجاجات في الأول من أكتوبر/تشرين الأول، قتل 440 شخصا، معظمهم من المتظاهرين، وأصيب نحو 20 ألفا بجروح، وفقا لتعداد وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر طبية وأخرى من الشرطة.
ويطالب المتظاهرون في العراق، منذ الأول من أكتوبر/تشرين الأول، بإصلاح النظام السياسي وتغيير كامل لطبقتهم الحاكمة التي يعدونها فاسدة ووقف النفوذ الإيراني ببلادهم.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg جزيرة ام اند امز