بالصور.. إضرابات معلمي الجزائر تزيد إبداعات التلاميذ
تلاميذ في الجزائر يستغلون إضراب الأستاذة لتزيين أقسامهم، وجعلوا منها لوحات فنية نادرة في المدرسة الجزائرية.
لطالما ارتبط غياب المعلم أو الأستاذة "عادة" بفرح التلاميذ أو الطلبة، الذين يجدون في ذلك الغياب متنفسا من ضغط الدراسة.
- بالصور.. أول معرض "دائم" للسيارات القديمة بالجزائر
- متحف الفن المعاصر.. يمزج بين ثقافة الجزائر وإرث الأندلس
لكن تلاميذ متوسطة وثانوية في الجزائر لم يتركوا مقاعد الدراسة في الإضراب الذي يشهده قطاع التربية بالجزائر منذ أكثر من 15 يوما، ولم "يفرحوا" بغياب أستاذتهم المضربين.
فعوض أن "يفرجوا" بغياب أساتذتهم، جعلوا أساتذتهم "يفرحون ويُذهلون" من التغيير الكبير والجذري الذي أحدثه تلاميذهم على أقسام الدراسة.
من بين هؤلاء، تلاميذ ثانوية "هواري بومدين" ببلدية "حاسي خليفة" التابعة لولاية الوادي (630 كلم جنوب الجزائر العاصمة)، الذين اتفقوا على تغيير ديكورات أقسامهم وألوانها، واختاروا اللون البنفسجي لطلاء جدران أقسامهم وطاولات الدراسة وحتى الكراسي.
وبمجهوداتهم الخاصة، أبدع تلاميذ هذه الثانوية في تزيين أقسامهم، في خطوة راقية ونادرة في المدراس الجزائرية، لقيت استحسان ودعم إدارة الثانوية، والتي كشفت عن روح المبادرة التي تتمتع بها الأجيال الجديدة.
وبمنطقة "عين الملح" التابعة لولاية المْسيلة (258 كلم جنوب الجزائر العاصمة)، أبدع تلاميذ متوسطة "صياحي عمار" في تزيين أقسامهم، ونجحوا في توفير جو دراسي قل نظيره في المدرسة الجزائرية.
مبادرة تلاميذ هذه المتوسطة رأى فيها الكثيرون أنها بمثابة التحدي الذي غَيَّر من وجه المدرسة وأقسامها بالكامل، من خلال ديكور من رسومات وطريقة تزيين لا يعرفها إلا أصحاب الاختصاص من الدهانين والمختصين في الديكور، وشعارهم في هذه المبادرة الاستثنائية "اليد في اليد".
وبَدَل أن ينتظروا عودة الأساتذة من الإضراب في منازلهم أو في أحيائهم، نجح تلاميذ المتوسطة من أن يجعلوا منها أجمل وأحسن متوسطة في كامل متوسطات الجزائر، فخصصوا لكل قسم رسمة، وبألوان مختلفة، من الأخضر الزاهي إلى البنفسجي إلى البرتقالي.
أما الرسوم فاختارها التلاميذ بعناية، ولكل صورة دلالة ثقافية أو دينية، من بينها حديقة الحامَّة في العاصمة الجزائرية، صحراء الطاسيلي الجزائرية، مكة المكرمة، المدينة المنورة، القدس الشريف، مدينة البندقية الإيطالية.