بالصور.. التبرعات تحول قرية "تيفَرْدُودْ" إلى "أنظف" قرى الجزائر
مظهر قرية "تيفَرْدُودْ" تغيّر 180 درجة، فتحوّلت إلى "جمال يتوسط جمال" بعد أن كانت "دَشْرَة" مهملة
على بُعد 165 كلم شرق العاصمة الجزائرية، تقع أنظف قرية في الجزائر؛ إنها قرية "تيفَرْدُودْ" التابعة لولاية "تيزيوزو" في أعالي جبال "جُرْجُرة"، المعروفة برائحة ورد الياسمين والقرنفل.
القرية أو كما تسمى في الجزائر "الدَّشْرَة"، التي يبلغ عدد سكانها 1500 نسمة، لم يكفها "الجمال الرباني" الذي ميزها بطبيعتها الساحرة، والواقعة "في جبل وما بين الجبال"، بل زادها جمالاً "هِمَّة وتحدي" سكانها الذين جعلوا منها "أنظف وأجمل" قرية في الجزائر.
مظهر القرية بحسب سكانها، تغير 180 درجة، فتحولت إلى "جمال يتوسط جمال" بعد أن كانت "دَشْرَة" مهملة على غرار كثير من القرى الجزائرية، حيث بدأت الفكرة عند قيام شباب من القرية "بفتح صندوق لجمع التبرعات لإعادة تنظيف وتزيين قريتهم".
ليتحوّل معه الحلم إلى حقيقة، ببناء المرافق الترفيهية وإصلاح الطرقات وتخصيص مساحات خضراء، وتوسيع مسجد القرية، وتزيين ودهن جدران المنازل والشوارع.
والأكثر من هذا، فإن بعضا من أهل القرية المقيمين في دول أوروبية، "أصروا على العودة لمساعدة أهاليهم، ومنهم من أخذ عطلة لأكثر من شهر".
أول ما بدأ سكان "تيفَرْدُودْ" في إزالته هو المفرغة العشوائية للقمامات، ليتم تعويضها بصناديق خاصة بالنفايات في كل شوارع القرية، والأكثر من هذا، أنهم خصصوا صناديق أخرى لعمية الفرز الانتقائي للنفايات القابلة للتحويل البيولوجي، وأخرى لتجميع الخبز اليابس، وأخرى للأوراق، لتكون "تيفَرْدُودْ" أول قرية في الجزائر تستخدم هذا النوع من الصناديق.
كما عمل سكان القرية على الاستفادة من المساحات الفارغة، بتحويلها إلى مساحات خضراء، بعد أن زرعوا بها العشب الاصطناعي، وجعلوا منها فضاءات للأطفال والشيوخ.
تمكن سكان القرية من تشييد ملعب مغطى بالعشب الاصطناعي ومركز ترفيهي للشباب، ومسبح وحضانة للأطفال، مع تهيئة المنابع المائية.
أُعيدت كذلك تهيئة المكان المخصص لاجتماعات سكان القرية "كل شهر"، المعروف بـ"ثاجماعث" أو "الجماعة"، الذي يعد نظاما اجتماعيا قديما ما زال إلى يومنا هذا في منطقة القبائل وغرداية، ويتكون من أعيان القرية الذين يعود لهم أمر وقرار تسيير شؤون القرية وسكانها، من رعاية أعمال تضامنية وحل للنزاعات.
"دَشْرَة تيفَرْدُودْ" الواقعة في قلب "بلاد القبائل الأمازيغ"، لم ينس أهلها الاهتمام بتاريخهم الأمازيغي العريق، من خلال إبرازه بالهندسة المعمارية التقليدية المعروفة عن المنطقة.
ويلاحَظ ذلك من مدخل القرية إلى آخرها، حيث وُضعت مزهريات كبيرة مملوءة بالورود ومصنوعة بأشكال ورموز أمازيغية، إضافة إلى لوحات تشكيلية لشهداء المنطقة الذين سقطوا إبان الثورة التحريرية الجزائرية.
كما كرّم سكان القرية بطريقتهم الخاصة، الكاتب والروائي الجزائري الراحل مولود معمري، الذي ينحدر من المنطقة، من خلال نصب له وضع على قمة نافورة وسط القرية.
ولعل "أنبل" إنجاز كما وصفه الكثيرون، هو بناء "بيت القرية" المعروف باللغة الأمازيغية "آخام نثادارث"، الذي يحتوي على عدد من الطوابق، مع صالة وساحة كبيرتين، والهدف منه، أنْ يوضع تحت تصرف كل سكان القرية لاستعماله في جميع المناسبات، سواء كانت أفراحا أو عزاء أو أي مناسبة اجتماعية أخرى.
كما أعيدت تهيئة المكان المخصص لاستقبال الضيوف القادمين من مناطق بعيدة، المعروف بـ"أسقيف" أو "السقف"، وهو بمثابة غرفة بسقف من الخشب وسلم خشبي، وتحت الغرفة يوجد "الكانون" أو الموقد، الذي وضع داخل حفرة إسمنتية، مخصص أيضا لتدفئة ضيوف "دَشْرَة تيفَرْدُودْ".
aXA6IDMuMTQ1LjguMTM5IA==
جزيرة ام اند امز