دراسة تكشف كيفية تطور السرطان بالجسم.. السر في "الميكروبات المعوية"
توصلت دراسة أمريكية لنتائج جديدة تساعد في فهم كيفية تطور الأورام السرطانية لدى البشر.
وأجرى باحثون من مركز "مايو كلينك" بالولايات المتحدة الدراسة على الميكروبات المعوية لدى الفئران، وهي تريليونات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش داخل الجسم، وتلعب دوراً مهماً في نضج جهاز المناعة بشكل صحي وفي الوقاية من الأمراض، وفقاً لموقع "ميراج نيوز" الأمريكي.
وقال عالم الخلايا الجذعية وبيولوجيا السرطان، ناجاراجان كانان، والذي قاد الدراسة: "نعرف أن الطفرات الجينية المرتبطة بالسرطان تتراكم في الأنسجة السليمة داخل جسم الإنسان بمرور الوقت، ولكنها لا تسبب المرض بالضرورة، إلا أننا أردنا معرفة ما الذي يحفز هذه الخلايا الشاذة على النمو دون رقابة والتطور إلى أورام خبيث؟".
وأوضحت أخصائية أمراض الجهاز الهضمي، بورنا كاشياب، أن "الأمعاء البشرية تحتوي على ميكروبات كثيرة ومتنوعة، حيث تستعمر أمعاء الطفل عند الولادة عن طريق الأم، ثم تتشكل باستمرار من خلال النظام الغذائي ونمط الحياة".
وأضافت: "نعتقد أن فهم كيفية تنظيم هذه الميكروبات للعمليات داخل وخارج القناة الهضمية هو أمر مهم للغاية، وأنه سيسمح لنا بتسخير فوائده الصحية بشكل فعَال."
وأظهرت الدراسة أن خلايا السرطان تتصرف في حال وجود الميكروبات المعوية في الحيوانات بشكل مختلف عن حال عدم وجودها، حيث تطورت الخلايا السرطانية المحقونة داخل أجسام فئران التجارب الخالية من الميكروبات لتظهر في وقت مبكر وتصبح شديدة الانتشار.
وعندما تم حقن هذه الخلايا في فئران معملية عادية أخرى، تطورت الخلايا في الغالب إلى أورام متأخرة الظهور أو أورام حميدة ضعيفة.
وقال الدكتور كانان إنه وزملاؤه شعروا بالذهول من هذه الملاحظات، كما أنهم أجروا تجارب إضافية على الفئران الخالية من الميكروبات من خلال حقنها بميكروبات سليمة.
ولاحظوا أنه عندما بلغت هذه الفئران، أصيبت بأورام متأخرة الظهور، وأن مصيرها كان مشابهاً لمصير فئران المختبرات العادية، أي أنها عاشت لفترة أطول دون أي علامات أو أعراض للسرطان.
وأشار الموقع إلى أن هذه الدراسة تثير العديد من الأسئلة المهمة والتحديات للتفكير الحالي حول كيفية تطور الأورام لدى البشر.
ونقل عن اختصاصي علم الأوبئة في "مايو كلينك"، مارك شيرمان، قوله إن "فهم العمليات المبكرة التي تتسبب في ظهور السرطان قد يخلق فرصاً لتطوير نماذج جديدة للوقاية من السرطان بين الأفراد".
ويرى الباحثون أن هذه النتائج تفتح مجالاً جديداً أمام مساعي التوصل لعلاجات جديدة تساعد على الوقاية من السرطان وعلاجه، وأن فئران التجارب الخالية من الميكروبات يمكن أن تلعب دوراً مهماً في تطوير مثل هذه العلاجات المبتكرة.
وقال الدكتور كانان: "نلاحظ أن الأمعاء البشرية وأمعاء الفئران تكون مستعمرة بالميكروبات عند الولادة، ولذا فإن ما يظهر في الفئران قد يكون حقيقياً أيضاً في البشر، وإذا كان الأمر كذلك، فقد نضطر إلى إعادة تغيير تفكيرنا في بيولوجيا السرطان وفي كيفية صناعة العلاجات الخاصة به."
ومن المقرر أن يتم الإعلان عن نتائج الدراسة بشكل رسمي في الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأبحاث السرطان لعام 2021.