جيش السودان ينتشر في أم درمان.. ما حقيقة المقطع المصور؟

غداة وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش السودانيّ وقوّات الدعم السّريع في مدينة أم درمان غرب الخرطوم مطلع الأسبوع، انتشر مقطع فيديو قيل إنّه يُظهر انتشار الجيش هناك.

ويظهر في المقطع المصوّر نهاراً صفّ من الجنود يسيرون في شارع، يليهم رتل من الآليات، فيما علق مغردون على ذلك المقطع، قائلين إنه التقط في أم درمان، ضاحية غرب الخرطوم الكبرى، في الأيام أو الساعات الماضية.

فما حقيقة المقطع المتداول؟

الفيديو المتداول لم يُصوّر حديثاً؛ فقد أرشد التفتيش عنه على محرّكات البحث أنّه نشر في مارس/آذار من عام 2022 أي قبل أكثر من عام على اندلاع النزاع في منتصف أبريل/نيسان 2023.

ونُشر المقطع في العاشر من مارس/آذار 2022، على صفحات عدّة على مواقع التواصل، بينها صفحة تحمل اسم "أنصار القوّات المسلّحة السودانية" على موقع فيسبوك.

وفي ذاك اليوم، نفّذت فرقة عسكريّة من الجيش السوداني "طابور سير" انطلاقاً من أم درمان "ضمن فاعليات العام التدريبي 2022"، بحسب وكالة السودان للأنباء "سونا".

• أزمة السودان في شهرها الخامس.. اشتداد ألم أم ولادة أمل؟

يأتي ظهور هذا المنشور غداة احتدام القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع في أم درمان مطلع الأسبوع. ويوم الإثنين، أفاد سكّان في وسط أم درمان صحافيي وكالة "فرانس برس"، بوقوع اشتباكات هي الأعنف للسيطرة على المنطقة.

وقال أحد سكّان أم درمان لمراسلي وكالة "فرانس برس"، في الخرطوم: "الجيش يقصف بالمدفعية والطيران باتجاه جسر شمبات (الذي يربط بين أم درمان وبحري شمال الخرطوم) لوقف الإمداد عن قوات الدعم السريع".

والثلاثاء، أفاد شهود عن تواصل المعارك في أم درمان، وتحدّث مصدر طبّي عن سقوط 13 قتيلاً.

وأدّت الأزمة منذ اندلاعها في السودان قبل 16 أسبوعاً إلى مقتل قرابة أربعة آلاف شخص وتشريد ما يزيد عن ثلاثة ملايين داخل البلاد وخارجها.

ماذا قال طرفا الأزمة عن آخر التطورات الميدانية؟

في بيان صادر عنه واطلعت "العين الإخبارية" على نسخة منه، قال الجيش السوداني، إن قوات المهام الخاصة بالفرقة الخامسة مشاة - الهجانة - بمدينة الأبيض هاجمت قوات الدعم السريع، في منطقة فرج الله التي تقع بين بارا والأبيض على طريق البايبلاين.

وبحسب بيان الجيش السوداني المقتضب، فإن قواته، "تمكنت من قتل 26 من قوات الدعم السريع، وتدمير مركبتين قتاليتين، بالإضافة إلى وقوع عدد كبير من الإصابات".

فيما لم تصدر قوات الدعم السريع، أية بيانات خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية، حول التطورات الميدانية.