اشتباكات السودان.. العالم ينشد إخماد أزيز الرصاص
قلق محلي ودولي من الاشتباكات الجارية بين الجيش وقوات الدعم السريع بالسودان، في ردود فعل تقاطعت عند المخاوف والقلق.
واندلعت، السبت، مواجهات بين الجانبين، بدأت بسماع دوي انفجارات بالعاصمة، أعقبتها بيانات متواترة تتبادل اتهامات بالهجوم والاقتحام.
في غضون ذلك، تدفقت ردود الفعل المحلية والإقليمية والدولية، تدعو إلى ضبط النفس ووقف فوري للقتال، والاحتكام إلى طاولة الحوار.
مخاوف محلية
في بيان لها، دعت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف الأعمال العدائية فورا.
وناشدت الأسرة الدولية والإقليمية المساعدة العاجلة وقف المواجهات المسلحة.
بدوره، أبدى عضو لجنة الوساطة مني أركو مناوي أسفه الشديد بعد أن أصبحت مدينة الخرطوم تحت وابل النيران، مناشدا الطرفين وقف إطلاق النار فورا للحفاظ على سلامة المواطنين.
وقال أركو مناوي، في تغريدة عبر موقع تويتر: "كنا مع رئيس مجلس السيادة حتى الواحدة والنصف صباح اليوم، فالتزم أمامنا بالتهدئة، وكان من المفترض أن نلتقي قائد الدعم السريع اليوم العاشرة صباحا، إلا أن السيف سبق العذل".
حزب الأمة القومي لم يتأخر بدوره في التعليق على الأحداث، مطالبا بالوقف الفوري لإطلاق النار في مواقع الاشتباك.
أيضا، ناشد حزب المؤتمر السوداني الأطراف العسكرية التهدئة وفتح قنوات الحوار وعدم جر البلاد لحرب شاملة، داعيا من سماهم شركاءه المحليين والمجتمع الدولي للتدخل السريع لإسكات صوت المدافع والرصاص.
قلق عربي
عربيا، لم تتأخر دولة الإمارات في التعبير عن قلقها من التطورات في السودان، داعية إلى التهدئة وضبط النفس.
وفي بيان لوزارة الخارجية، دعت دولة الإمارات كافة أطراف النزاع في السودان إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
من جانبه، أكد الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات، على أنه "لا خيار في السودان إلا الانتقال السلمي للسلطة".
وشدد قرقاش، في تغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، على أنه "لا بديل عن ضبط النفس والحوار بين المتحاربين"، معربا عن تضامنه مع الشعب السوداني.
كما أعربت المملكة العربية السعودية عن القلق البالغ إزاء حالة التصعيد والاشتباكات العسكرية بين قوات الجيش والدعم السريع في السودان
ودعت المملكة المكون العسكري والقيادات السياسية في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس.
من جانبه دعا الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي "الأشقاء في السودان إلى سرعة وقف العمليات العسكرية والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس وتجنب التصعيد".
وشدد على ضرورة العودة إلى الاتفاق الإطاري للوصول إلى إعلان سياسي يحقق الأمن والاستقرار والازدهار للسودان وشعبه.
الخارجية المصرية أعربت بدورها عن قلقها من تطورات الوضع بالسودان، إثر الاشتباكات الدائرة.
وطالبت الوزارة مختلف الأطراف بممارسة أقصى درجات ضبط النفس حماية لأرواح ومقدرات الشعب السوداني الشقيق، وإعلاءً للمصالح العليا للوطن.
وإقليميا، دعا رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد الأطراف السودانية إلى الاحتكام لضبط النفس والتوقف عن القتال، والعودة إلى مسار الحوار.
فيما أعلنت تشاد إغلاق حدودها مع السودان مطالبة بضبط النفس ووقف الاشتباكات الدائرة في الخرطوم وعدد من المدن الأخرى.
دعوات دولية
دوليا، دعت الولايات المتحدة الأمريكية كبار العسكريين بالسودان إلى "وقف القتال على وجه السرعة".
وقال السفير الأمريكي في الخرطوم، جون جودفري، في تغريدة عبر "توتير": "ندعو كبار القادة العسكريين في السودان إلى وقف القتال على وجه السرعة".
وحذر جودفري من أن "تصعيد التوتر داخل القوات العسكرية السودانية إلى القتال المباشر أمر خطير للغاية".
وفي تغريدة منفصلة، قال السفير الأمريكي في الخرطوم: "أحتمي حاليا في مكان مع فريق السفارة، كما يفعل السودانيون في أنحاء الخرطوم وأماكن أخرى".
وتابع: "وصلت لتوي في وقت متأخر من الليلة الماضية إلى الخرطوم واستيقظت على الأصوات المزعجة للغاية لإطلاق النار والقتال".
من جانبه، تحدث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، عن أطراف أخرى بأزمة السودان، وقال: "ربما يكون هناك لاعبون آخرون يحاولون عرقلة التقدم الذي تحقق باتجاه الحكومة المدنية في السودان".
ووصف بلينكن الوضع في السودان بالهش.
من جهته، أعرب السفير الروسي بالخرطوم عن أمله بانتهاء المواجهات خلال ساعات، ونقلت عنه وكالة تاس قوله: "نعول على أن تنتهي المواجهات خلال ساعات قليلة، وأن ينتقل الطرفان إلى التفاوض".
فيما ناشدت السفارة الروسية في الخرطوم مختلف الأطراف وقف إطلاق النار، معربة عن قلقها من تصاعد العنف.
الموقف الأممي لم يتأخر بدوره، حيث أدانت البعثة الأممية لدعم الانتقال في السودان "يونيتامس"، بشدة، اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم والسريع
وأشارت البعثة، في بيان، إلى أن رئيسها فولكر بيرتس تواصل مع الطرفين ودعا للوقف الفوري للقتال.
أوروبا أيضا كانت حاضرة، حيث دعا مسؤول السياسة الخارجية بتكتلها كل القوى في السودان إلى وقف العنف فورا، مؤكدا سلامة جميع موظفي الاتحاد الأوروبي في السودان.
وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلى، دعا بدروه القيادة السودانية إلى بذل كل ما في وسعها لخفض التصعيد ومنع المزيد من إراقة الدماء.
فيما أكد السفير البريطاني في القاهرة أن بلاده تتواصل بشكل وثيق مع السلطات المصرية لتهدئة الأزمة في السودان في أسرع وقت ممكن.
aXA6IDMuMTQ1LjE1NS4xNDkg
جزيرة ام اند امز